2012/07/04
عوض القدرو:
بعد فيلم "صعود المطر"، يعود عبد اللطيف عبد الحميد في عام 1998 وفي جعبته فيلم سيذكره طويلاً جمهور السينما في سورية.. "نسيم الروح".. بهذا الفيلم يقبض عبد اللطيف على القلوب والأرواح، يوظف بهذا العمل الرقيق كل زفرات النسيم وكل أوجاع القلوب ويجعل بينها وبين المتلقي توليفة رقيقة بشكلها عميقة بمعناها، بطل عبد الحميد بهذا الفيلم هو الحب، ولا شيء سوى ذلك.. كاميرا عبده حمزة في هذا الفيلم نسجت وتعمقت قصيدة رومانسية.. الحيوية في قلب بطل الفيلم والقادرة على منحه مساحة التعايش مع الآخرين تجعله يضحي بكل شيء حتى التضحية بحبه من أجل إنقاذ روح بشرية.. بذرة الخير موجودة وبقوة في هذا الفيلم، لكن الأهمّ الذي يطرح نفسه ويطرحه عبد اللطيف ويضعه في عقول المشاهدين: مهما حاولنا وحاولنا لن نستطيع أن نحرق الورود ولن نستطيع أن نجعل منها رماداً..
فيلم "نسيم الروح" يكاد أن يكون واحداً من الأفلام المهمة في تاريخ السينما السورية والسينما العربية التي ستبقى طويلاً..
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد
تمثيل: بسام كوسا، سلاف فواخرجي، لينا حوارنة، سليم صبري.
مدير التصوير: عبده حمزة.
إنتاج وتوزيع: المؤسسة العامة للسينما.
الجوائز: الجائزة الفضية في مهرجان دمشق السينمائي 1999، جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الجمهور الشاب في مهرجان جربا بتونس 1999، جائزة أفضل ممثل في مهرجان الفيلم العربي بباريس 2000.
في عام 2001 يعود عبد الحميد إلى هموم البيئة التي أحبها وخرج منها، يعود إلى أجواء "ليالي ابن آوى" و"رسائل شفهية"، ولكن بشكل أعمق وبشكل أقسى لكشف حالات أكثر غموضاً في ماهية تلك البيئة: "قمران وزيتونة".. إنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة الفرسان..
من هما القمران؟ ومن هي الزيتونة؟.. كيف يمكن أن تكون القسوة علامة مميزة من علامات الأنوثة؟ كيف يمكن أن يكون القهر والحب متلازمَين؟ كيف يمكن أن يكون العجز والجمال متلازمين؟ وكيف تكون السماء زرقاء وأقمارها تغرق في البرد والحرمان والقهر؟ كيف يمكن أن تحمل الأرض والوديان قسوة لا حدود لها؟.. في هذا الفيلم يمسك عبد اللطيف بأطراف الخيوط ويجمع فيما بينها تحت أضواء كاميرا الروسي فاديم بوزويف ويرسم لوحات جميلة تسحر العيون..
أعتبر البعض أن فيلم قمران وزيتونة ليس بسوية أفلام عبد الحميد السابقة، فيما ذهب البعض ليعتبره فيلماً يكاد يكون سطحياً، ولكن على المستوى الجماهيري لاقى الفيلم حضوراً جيداً..
حاز الفيلم على الجائزة الفضية في مهرجان دمشق السينمائي 2001.
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد.
تمثيل: نورمان أسعد، حسام عيد، أسعد فضة، باسل خياط.
مدير التصوير: فاديم بوزويف.
إنتاج وتوزيع: المؤسسة العامة للسينما، شركة الفرسان.
في عام 2003 يبقى عبد اللطيف عبد الحميد في الأجواء الريفية الساحرة ومن خلال برنامج إذاعي مشهور في سورية عنوانه "ما يطلبه المستمعون".. يطلق عبد الحميد هذا العنوان على فيلمه الروائي السادس..
"ما يطلبه المستمعون"، من يقتل فينا الحب؟ ومن يفتك بنفوسنا وآمالنا؟ من يبدد ضحكاتنا؟ من يستبيح عقولنا وأرضنا؟.. كل هذه الأسئلة وكل هذه العناوين يضعها عبد الحميد تحت وطأة العدوان والمحتل والمغتصب الذي يحرم عاشقاً من سماع أغنية تهديه إياها حبيبته الأميرة العاشقة.. الحرب وغطرسة العدو تُفسد على الناس الطيبين أوقات راحتهم وتحاول أن تسلب منهم عقولهم وقلوبهم.. ضمن أجواء يلعب فيها عبد اللطيف كما يهوى ويشتهي.. يقترب من السمع والأفئدة ويبتعد عن الدنيا ومشاكلها، في قرية صغيرة تعيش بساطة الحب وعفوية الحياة، لكن هناك شيء ما يبقى قاسماً مشتركاً بين كل الناس و أقوى من حب الإنسان للإنسان.. هو حب الوطن..
حقق الفيلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دمشق السينمائي 2003.
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد.
تمثيل: فايز قزق، مأمون الخطيب، جمال قبش، ريم علي، محسن غازي، إبراهيم عيسى.
تصوير: يوسف بن يوسف.
إنتاج وتوزيع: المؤسسة العامة للسينما.
في عام 2006 يقترب عبد اللطيف من تكنولوجيا العصر، الهاتف الخلوي، ليستقي من خلاله عنوان فيلمه الروائي السابع "خارج التغطية"..
ربما بهذا الفيلم يكرر عبد اللطيف مقولة فيلم "نسيم الروح" ولكن بشكل مختلف نوع اً ما.. الشخصية الرئيسية أيضاً شخصية تحمل الحب والخير للناس، بينما يُواجه هذا البطل يعدم اكتراث وعدم تقدير لحياته الزوجية الميتة التي ترخي بظلالها على مسار حياته بشكل واضح وجلي.. حبه العابر، عبارة عن مبارزة بينه وبين الشيطان، محاكمة بين الإنسان وجسده.. "خارج التغطية" يكاد يكون فيلماً متوسطاً بين أفلام عبد اللطيف عبد الحميد، لم يرتقِ من خلاله إلى لغة سينمائية اعتاد الجمهور أن ينسجم معها ويحبها في سينما عبد اللطيف..
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد.
تمثيل: فايز قزق، صبا مبارك، نضال سيجري، محمد قنوع، فدوى سليمان.
تصوير: إلزو روك.
إنتاج وتوزيع: المؤسسة العامة للسينما.
"أيام الضجر"، فيلم عبد الحميد الثامن، يحاكي من خلاله عبد اللطيف عبد الحميد ويناقش فيه زمن الوحدة بين سورية ومصر عام 1958، وكيف نزل الأسطول السادس الأمريكي على سواحل لبنان بطلب من رئيسه آنذاك (كميل شمعون) للعمل على إجهاض هذه الوحدة. أربعة أطفال يرحلون من الجولان السوري، يحاولون قتل هذا الضجر والملل والوحدة الذين صنعهم الآخرون، عبد اللطيف مرة أخرى وبطريقة مغايرة يؤكد انعكاس الصراع العربي الإسرائيلي على حياة الفرد العربي السوري، الذي يحاول قدر الإمكان التعايش مع ظروفه رغم الآلام ورغم نحيب الأمهات.
حاز الفيلم على الجائزة الأولى في مهرجان وهران السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر.
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد.
تمثيل: أحمد الأحمد، ريم زينو، معن عبد الحق، محمد قنوع.
تصوير: الزو روك.
إنتاج وتوزيع: المؤسسة العامة للسينما.
في عام 2010، يحلق عبد اللطيف عبد الحميد بعيداً عن المؤسسة العامة للسينما، الجهة المنتجة لجميع أفلامه، و يحقق فيلمه الروائي التاسع "مطر أيلول" مع شركة "ريم فيلم".
مع هذا الفيلم، أكد عبد الحميد إصراره على صناعة سينما الإنسان والحب.. تلك السينما التي تبقى مهما طال الزمن. في العادة يجمع الشاعر جميع قصائده ضمن ديوان، عبد اللطيف في فيلم "مطر أيلول" يصوغ كل قصائد الحب والخيال مع السخرية وحياة البسطاء من خلال حكاية أب أرمل لستة أولاد، وكل الأولاد يقعون في الغرام، بينما غرام ذلك الأب يكون مع الخادمة.. الجميع في "مطر أيلول" يعيش الحب ابتداءً بمخرج العمل.. شخصيات الفيلم تمارس الحب حسب طقوسها وحسب فلسفتها الخاصة. الشيء المهم في "مطر أيلول" هو تلك التحية الكبيرة التي يقدمها عبد الحميد للرائد العملاق، أمير البزق، محمد عبد الكريم، المشهور بلحنه الخالد الذي شدت به المطربة نجاح سلام من خلال أغنيتها الرائعة "رقة حسنك وسمارك"..
بالرغم من نهاية الفيلم المؤلمة، لكن هناك ما بين السطور مقولة مهمة: هناك شيء ما يبقى من انبعاث الأمل..
حقق الفيلم الجائزة البرونزية في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر.
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد.
تمثيل: أيمن زيدان، سمر سامي، ميسون أبو أسعد، جمال قبش، حازم زيدان، مازن عباس.
مدير التصوير: جود كوراني.
إنتاج وتوزيع: شركة ريم.
وقد انتهى عبد اللطيف عبد الحميد مؤخراً من مشروع فيلمه الروائي "العاشق" والذي هو من تأليفه وإخراجه وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
يتناول هذا الفيلم قصة حياة مخرج سينمائي يصور فيلمه الأول، ويقوم هو بعمليات المونتاج، ليعبر بنا من خلاله إلى ذاكرته في قريته الساحلية الصغيرة والمهمشة، ويستعيد ذكريات طفولته ونشأته فيها ومعاناته وقصة حبه الأول وما صاحبها من خيبات وآلام بعد أن تركته حبيبته، ثم انتقاله إلى مدينة دمشق للدراسة وما واجهه فيها من ضغوطات جديدة وعلاقات مختلفة تفرضها حياة المدينة، ويعيش قصة حب جديدة مع ابنة الجيران (ريما)، التي تعاني أيضاً من قسوة عائلتها المحافظة المتشددة، ويسرد حكايته عبر تداخل في الأزمنة بين طفولته وحبه الأول في قريته وبين الزمن الحالي في دمشق.. ربما يحاول عبد اللطيف من خلال هذا الفيلم أن يحاكي ذاته أكثر من أي فيلم سبق، في محاولة منه للدخول وطرح عالمه الخاص به، عالم الفنان والسينمائي والمخرج والإنسان، ومن المتوقع أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض مع بداية شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج: عبد اللطيف عبد الحميد.
تمثيل: ديما قندلفت، عبد المنعم عمايري، فادي صبيح، قيس الشيخ نجيب.
تصوير: جود كوراني.
إنتاج وتوزيع: المؤسسة العامة للسينما.
في العموم، لو نظرنا إلى سينما عبد اللطيف عبد الحميد لوجدناها سينما منفردة بذاتها دوناً عن كل أفلام السينما السورية.. سينما عرفها تماماً جمهور السينما في سورية، وعاش معها وأحبها وربما انفض عنها في بعض الأفلام، لكن هذا لا يعني أنها سينما غير موجودة، ومن الطبيعي جداً أن يكون في قائمة أفلام كل مخرج بعض الأفلام الجيدة وبعض الأفلام العادية.. وللحقيقة، عرف عبد اللطيف عبد الحميد من خلال السينما التي قدمها كيف يتواصل مع جمهور الفن والسينما، وأوجد تلك المعادلة.. وهي معادلة: (الحب هو الطريق الأسهل لقلوب الناس)، وهذا ما فعله في كل أفلامه.. والسؤال المُلح والمهم والذي هو برسم عبد الحميد: بعد عشرة أفلام روائية طويلة تحمل توقيعك مؤلفاً ومخرجاً، أليس من حق جمهور السينما عليك أن يراك تغرد مع أفلام لا تحمل تأليفك؟ بعد عشرة أفلام أعتقد أن عبد اللطيف عبد الحميد قادر على التمييز والاختيار ما يناسبه والابتعاد قليلاً عن قلمه وإطلاق العنان لفكره وقلبه لمشاركة الغير بسينما يبقى نسيم الروح عبيرها وتبقى رسائل الحب عناوينها وليالي الجمال زفيرها.. عبد اللطيف عبد الحميد.. أحد أبرز الذين صنعوا وأسسوا لسينما سورية، وهناك من العمر ما يكفي لصناعة سينما تعيش مع الناس وتبقى من أجلهم.
يتبع..