2012/07/04
بوسطة – مواقع وصحف عربية
هكذا ودون مقدمات، وفي لحظة من لحظات "الغفلة" او بالأحرى "التغافل" صوّبت الفنانة التونسية لطيفة سهامها الحادة صوب النجمة هيفا وهبي، لأسباب يجهلها البعض ويدركها من يجيد القراءة بين السطور.
كدنا نصدق لطافة لطيفة لو لم نشعر أنها بحاجة ماسة في الآونة الأخيرة إلى جرعة من الضوضاء تنعش نجومية اتجهت الى الافول وتعطي جرعة دعم جدلية لبرنامج تحاول من خلاله ان تعيد الاضواء اليها بعدما ابتعدت عنها تدريجيا، ولعل لطيفة لم تجد سبيلاً للخروج من أفول نجوميتها سوى بمهاجمة "ملكة جمال الكون" هيفا الجميلة.
ولطالما اعتقدنا لبرهة ان "لطشيفة" كما أسمتها هيفا صاحبة مبادئ، تدعي القومية والعروبة والشهامة، فسنّها وتاريخها يفرضان عليها الرصانة والرزانة. وما زالت صورتها المستفزّة محفورة في الذاكرة، حين قررت زيارة الضاحية الجنوبية عقب انتهاء حرب تموز، بثياب من اشهر الماركات العالمية بالتزامن مع تعاطفها مع الشعب اللبناني.
لهذا السبب فجرت لطيفة رمانة الغضب
فأفعالها التي تخالف أقوالها خالفت وعيها هذه المرة وتركيزها، فوقعت في المحظور حين سألتها الزميلة جريدة "الوطن" ماذا تفعلين لو طلبت منك الـMBC استضافة هيفا وهبي؟" فأجابت: "هيفا ليس لها علاقة بالغناء، وهذا ليس كلامي وإنما كلامها، ومن المؤكد أننا لن نوافق على استضافتها في شكل البرنامج الحالي، لكن لو تغير مضمون البرنامج واحتجنا إلى نوع الغناء الذي تقدمه هيفا وهبي يمكن أن نستضيفها".
هذه الإجابة التي تنضوي على جرعة كبيرة من "القلوب المليانة" من جانب لطيفة فجرت رمانة الغضب في وجه الفنانة هيفا وهبي. فبحكم خبرتها الفنية والإعلامية المتواضعة، كان بإمكانها التهرب من الإجابة كي لا تورط نفسها مع نجمة كسرت معايير النجومية المتعارف عليها بشهادة كبار النقاد، وخلقت مقاييس جديدة يصعب على غيرها اختراقها أو حتى الإقتراب منها.
ربما تناست أن هيفا وهبي تملك قاعدة جماهيرية تفوقت على لطيفة وغيرها الكثير من النجمات، خصوصاً ان معايير النجومية بين الأمس واليوم تبدلت إلى حد كبير، لذلك ينبغي على بعضهن الإستيقاظ من على رقعة الإمجاد والبكاء على الإطلال لملاحقة العصر ومستلزماته. فنحن على أشد يقين لو أقمنا حفلين غنائين أحدهما للطيفة والآخر لهيفا، لجزمنا وقطعنا الشك باليقين أن هيفا ستتفوق وبأشواط عليها، ليس من باب الحد من نجومية لطيفة لا سمح الله، إنما انطلاقاً من القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تملكها الهيفا.
ويبدو أن لطيفة لم يرقها رد هيفا عليها، ربما أغفلت أنه من يطرق الباب ينبغي أن يستمع إلى جواب، فعادت لطيفة لترد من جديد. فانبرت لتقول أنه ليس من صالحها أن تحلّ ضيفة على برنامج من شروط الضيف أن يكون مطرباً، وهيفا سبق وصرحت بأنها ليست مطربة، فكيف لها أن تستضيفها في برنامجها طالما هي لا تعترف بنفسها بأنها فنانة. وسألت هيفا قائلة:" ما الذي زعّلها حتى تشتمني وتشتم والدتي"؟ أنا أحبها وأحبّ فنّها الذي يندرج ضمن فئة "المونولوغ"، فإذا استحدثنا هذه الفقرة في البرنامج حينها أستضيفها".
لم نكن نعلم ان الفن الذي تقدمه هيفا يندرج ضمن فئة "المونولوج". ويا ليت كل المونولوجيست كهيفا، فنحن بأمس الحاجة إلى أمثالها لتكون نسمة ضاحكة في ظل الأزمات المخيفة التي تعصف بعالمنا العربي.
حري بلطيفة استعادة دروس المسرح لتميز المونولوج عن الإستعراض
لكن يبدو ان لطيفة التي خاضت يوماً ما تجربة العمل السينمائي، اختلط عليها التمييز بين الفن الإستعراضي الراقي والعالمي والذي تتبعه معظم نجمات هوليوود وتنتهجه هيفا، وبين العمل المونولجستي والذي يندرج ضمن إطار العمل المسرحي الفردي الذي يتطلب تقديمه تمتع الفنان بحضور ذهني وقدرات تعبيرية غير اعتيادية ليتمكن من جذب الحضور طيلة مدة وقوفه على المسرح. فلو قصدت لطيفة إهانة هيفا بإلصاق المونولج بها، فهي واهمة، لأنه المونولوجست من أصعب أنواع المسارح في الأدب المسرحي. لذلك ينبغي على لطيفة توخي الدقة والحذر قبل الإدلاء بأي تصريح، او على الأقل مراجعة ملحقها الإعلامي، لانها صاحبة تاريخ وكل كلمة تحسب عليها وينبغي عليها تحمل المسؤولية كاملة.
وفي الختام كلمة حق تقال، ان ثوب النجومية الذي ارتدته هيفا ويليق بها، بات "حصرماً" بعيون الكثير من النجمات، فوجدنه سبيلاً لاعادة الوهج إلى خفوتهن، لتبقى هيفا نجمة اولى في العالم العربي وبمقاييس عالمية نتيجة اختياراتها الفنية الصائبة وذكائها واجتهادها على تقديم الأفضل.