2012/07/04
محمد عبد الرحمن – الأخبار
ليس جديداً أن تكون «الحياة» السباقة إلى إعلان برمجتها الرمضانيّة. بل إنّ المفاجأة تمثلت في إطلاق الشبكة المصريّة الإعلانات الترويجيّة للدراما والبرامج في عزّ انهماك الشعب المصري بالانتخابات الرئاسيّة، من دون أن تهمل دورها في تغطية الحدث السياسي عبر برنامجها «الحياة اليوم»، مع الإعلاميين شريف عامر ولبنى عسل. قوبل إعلانها المبكر جداً عن المسلسلات ونجومها بالدهشة والاستغراب حيناً، ووصل إلى حدود الاعتراض والانتقاد أحياناً. وثمة من سأل ساخراً عن سبب هذه «الزحمة»، ما دامت الحصّة الإعلانيّة للفضائيات المصريّة مجتمعة، لن تتمكن من تسديد كلفة هذه المسلسلات والبرامج.
مع ذلك، تستمر الشبكة المصريّة في رهانها على البقاء على رأس قائمة القنوات المصرية في الموسم المقبل. تخلّت عن شعارها القديم «اسأل مجرّب من رمضان اللي فات»، واختارت شعاراً يحمل مزيداً من «التحدي»، فوصفت نفسها بـأنها «بيت الدراما الرمضانيّة». وتجمع المحطة عبر قنواتها الثلاث «الحياة الحمراء»، و«الحياة 2»، و«الحياة مسلسلات» النجوم المخضرمين والشباب، وتتعاقد على ثلاثة برامج نجومها معتز الدمرداش، وجورج قرادحي ونيشان ديرهاروتيونيان، وفيما استنتج البعض أنّ رهان «الحياة» على الموسم المقبل، يأتي انطلاقاً من قرار سابق لها بعدم الإفراط في متابعة الشأن السياسي وتغطية الأحداث، مهما كانت سخونتها عبر برامج خاصة، وبعدم تأثّر الخريطة اليومية للمحطات بما يجري على الأرض، فيما رأى آخرون أنّ الترويج المبكر للبرمجة الرمضانية يعكس رغبة القيمين على المحطة في تشويق الجمهور وتوجيه بوصلته في اتجاه واحد. هكذا، كان الإعلان الأول على المحطة مسلسل النجم عادل امام «فرقة ناجي عطالله» (كتابة يوسف معاطي وإخراج رامي إمام). صحيح أنّ العمل كان يُفترض عرضه في رمضان الماضي، لكن المفارقة أن الحلقات لم ينته تصويرها بعد. ويسعى فريق العمل إلى إنجاز المشاهد الأخيرة قبل نهاية حزيران (يونيو) الحالي. واستغرق تصوير المسلسل أكثر من عام ونصف عام، واجه خلالها «الزعيم» تهمة «الإساءة إلى الإسلام في أعماله الفنية السابقة». ولا شك أن العمل سيثير اهتمام الجمهور، وخصوصاً أن عادل إمام عائد إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب 30 عاماً، وتحديداً منذ قدم مسلسل «دموع في عيون وقحة» (1982) من ملفات الاستخبارات المصريّة. ويطلّ محمود عبد العزيز في مسلسل «باب الخلق» (تأليف محمد سليمان وإخراج عادل أديب). وهنا يعود بطل فيلم «الساحر»، بعد 8 سنوات من الغياب، حيث قدّم مسلسل «محمود المصري» عام 2004، وقد أوشك مخرجه عادل أديب على الانتهاء من تصويره، بعد سبعة أشهر من التصوير، كما تضم شبكة «الحياة»، مسلسل «الخواجة عبد القادر» (تأليف عبدالرحيم كمال)، من بطولة يحيى الفخراني والسوريّة سلافة معمار، وجرى تصوير العمل بين القاهرة وأسوان ولندن، ويحمل توقيع شادي يحيى الفخراني في أولى تجاربه الدراميّة. ويطل الفخراني الأب في عمل ثان بالصوت هو «قصص الإنسان في القرآن الكريم» بعد نجاح الجزء الأول «قصص الحيوان في القرآن». وهناك أيضاً نور الشريف في مسلسل «عرفة البحر» (تأليف محمد الصفتي)، وهو أول تعاون للشريف مع المخرج الشاب أحمد مدحت، في عمل بعيد عن السياسة، غير أنه يحمل إسقاطات يترك للجمهور تفسيرها على طريقته، عن شخصية شيخ الصيادين الذي يسعى إلى تنفيذ مطامعه على نحو غير مباشر. وبهذا تؤكد الشبكة قدرتها على استمالة جمهور أربعة من كبار النجوم المصريين خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كذلك تطل إلهام شاهين في «قضية معالي الوزيرة» للمخرجة رباب حسين، ويشارك فيه مصطفى فهمي، ثم «الصفعة» (قصة عادل شاهين، وسيناريو وحوار أحمد عبد الفتاح وإخراج مجدي أبو عميرة) وبطولة شريف منير. ويتناول العمل قصّة مأخوذة من ملفات الاستخبارات المصريّة، كما تتقاسم الشبكة عرض مسلسل «زي الورد» (كتابة فداء الشندويلي وإخراج سعد هنداوي وإنتاج الصباح إخوان)، مع منافستها قناة «النهار» وهو من بطولة يوسف الشريف ودرة التونسيّة، ويقع في 60 حلقة، يعرض 30 منها في رمضان. واختارت المحطة لمحبي الكوميديا سيتكوم «الباب في الباب 2»، المقتبس من السيتكوم الأميركي الشهير «الكل يحب ريموند».
على مستوى البرامج الرمضانية، تحتضن قناة «الحياة» الإعلامي جورج قرداحي في «المليونير» الذي يصوّر في القاهرة، بخلاف البرنامج الحواري الذي يقدمه نيشان ديرهاروتيونيان من بيروت. ويحافظ رامز جلال على موقعه الرمضاني في برامج تأخذ المنحى الكوميدي. يبقى أن «الحياة»، فازت بعقد مع معتز الدمرداش الآتي من «المحور» من خلال النسخة العربيّة من البرنامج الأميركي Let’s Make a deal، محافظة فقط على تسمية برنامجها القديم «لعبة الحياة»، إنما في إطار مختلف تماماً.
وبعد خروج «ألف ليلة وليلة» من المنافسة وتأجيله إلى رمضان 2013، سحبت المحطة إعلانات ترويجيّة لأعمال أخرى.
الأكيد أن المحطة، لم تكشف عن شبكتها الكاملة بعد، وستكون بعض مسلسلات الشباب: كريم عبد العزيز (الهروب)، ومحمد سعد (شمس الأنصاري)، وعمرو سعد (خرم إبره) وسواهم حاضرة على «الحياة». فماذا تخبئ بعد من مفاجآت؟