2012/07/04
الثورة – فنون
تعددت مواهبها إلا أنها عرفت طريقها جيداً فاستطاعت توظيف ما تمتلك من امكانيات في المكان الصحيح دون تشتت ، هي لا تُقدِم على خطوة إلا بعد دراسة ودراية ، جسدت أدواراً علامة فارقة كرستها فنانة لها مكانها المتقدم في الوسط الفني ..
إنها الفنانة نسرين الحكيم التي شاركت في مسلسل (المفتاح) إخراج هشام شربتجي وإنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي ، كما انتهت مؤخراً من تصوير دورها في المسلسل الكوميدي (سيت كاز) إخراج زهير قنوع وإنتاج شركة سورية الدولية، حول شخصية هنوف التي تؤديها في العمل بدأت حديثها قائلة :
هي فتاة من سورية تسكن خيمتها على طريق سفر وتعيش مع أخيها واثنين من مساعديها ، الأول عازف والآخر يهتم بأمور الخيمة والزوار من سائقي الشاحنات والبولمانات الذين يأتون للاستراحة و للاستمتاع بأجوائها ، تنشأ معرفة بينها وبين معروف (الفنان ايمن رضا) وبقية شخصيات الكازية المقابلة لخيمتها وتبدأ الاحداث الطريفة وقصة الحب الممتدة عبر العمل .
ـ ما سبب قبولك المشاركة في المسلسل ؟
بداية ترددت كثيراً في الإقدام على هذه التجربة وعبر هذا النوع من الدراما بسبب عدم جاهزيتي تقديم كوميديا (الفارس) ، أضف إلى ذلك أن التصوير كان يتم في مدينة السويداء ما يتطلب مني الابتعاد عن دمشق وعن عائلتي مدة شهرين تقريباً ، ولكن بعد تواصلي مع أصحاب المشروع (المخرج زهير قنوع والفنان أيمن رضا والجهة المنتجة شركة سورية الدولية) جذبني إيمانهم به وثقتهم بأن ألمنا الداخلي سينتج عنه تجربة خاصة ربما ستصل الى الناس وتحقق النتائج التي يتمنون . وقد استفزني نوع العمل وما حمله من اختلاف لكل ما سبق وقدمته ، كما أنها تجربتي الأولى مع المخرج زهير قنوع وبطبيعتي أحب اكتشاف نفسي مع ذهنيات اخراجية أتعامل معها للمرة الاولى . وتمت التجربة وكانت بشكل عام لطيفة وسعدت بها رغم ظروف ولادتها الصعبة والمرهقة الى حد كبير على الجميع و ليس علي فقط . وأتمنى أن تلقى الرضى والقبول عند العرض .
ـ كيف أدرت دفة الأداء في الصراع الذي تعيشه الشخصية جراء إدمان الزوج على الكحول في (المفتاح) ؟
لقد سيطرت على حالة الحب التي تعيشها هناء مع زوجها في المسلسل ، فحتى وهي في قمة غضبها كانت تبكيه عشقاً و ألماً بدلاً من الصراخ والحقد .
ـ هل من ميزة لإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي عن القطاع الخاص ؟
ربما نجد في المؤسسة حالة أعلى من الحرفية ، البحث عن نجاح المشروع دون التقيد الاعمى بالفكرة التجارية التي تحكم بعض منتجي القطاع الخاص ، والتي هي من حقهم طبعاً .
ـ هل تقبلين تجسيد أدوار قد تتناقض مع شخصيتك ومفاهيمك للأمور .. كأدوار الشر على سبيل المثال ؟
لا أقبل تجسيد كل ما يشبهني ، لا بل على العكس فدائماً أبحث عن المختلف والصعب ، وحتى هذه اللحظة لا أنسى متعتي أثناء تجسيد شخصية دلال في (بكرا أحلى) ونسرين في (ممرات ضيقة) ونزيهة في (طالع الفضة) .. فكثيرة هي الأدوار التي تنافرت مع طبيعتي في الحياة و قدمتها بكل متعة .
ـ ما الدور الذي يستفزك ويحرضك أكثر .. وما نسبة تواجد سمات الدور المحرض فيما قمت بتمثيله ؟
أي دور صعب يجعلني أكسر إطاراً قدمت نفسي به سابقاً يستفزني واتمسك به . وقد حققت هذا الشرط بنسبة جيدة إلى حد كبير.
ـ أديت مختلف الأدوار ومنها الأدوار الصعبة والمركبة ، وبالتالي تمتلكين صفات النجم الأول في العمل ، فلماذا مازلت تجسدين الأدوار الثانية ؟
مشاركتي في ( بيت عامر ، طالع الفضة ، اهل الغرام ، الوزير وسعادة حرمه ، سيت كاز ، أيام اللولو بجزأيه الأول والثاني ..) لا أعتبرها بطولات ثانية لأني أرى الموضوع من زاوية مختلفة فدوري وإن كان عبارة عن ثلاثين مشهداً فقط أتعامل معه على أنه الدور الأول ، ربما لذلك وصلت بهدوء الى الدور الأول ، كما أن الدراما السورية لا تقوم على مفهوم النجم الواحد فنلاحظ أن أي عمل سوري يحمل صراعات عديدة لأكثر من بطل وبطلة الذين هم في الواقع ممثلين مهمين وبرأيي هم نجوم .
ولكن إن كان القصد من سؤالك عن اسم النجم الذي يساعد في التسويق فهنا أقول أن معك الحق كله ، ولكن السؤال ينبغي أن يوجه إلى القائمين على صناعة النجم في سورية (إن وجدوا) فهذا الطرح يتعلق بعشرات النجوم السوريين والممثلين الأكثر من مهمين ولكنهم لا يبيعون على اسمهم فقط .
ـ في المهرجانات العالمية هناك جوائز تخصص للأدوار الثانية .. وبالتالي كيف يمكن أن يصنع الفنان من الدور الثاني دور بطولة ؟
جائزة الدور الثاني نجدها في مهرجانات العالم كلها ، والفنان حين يحصل على جائزة لإتقانه الدور فذلك لأنه أتقن الدور بحد ذاته وليس حجمه . هناك جوائز تمنح لكبار نجوم هوليوود أو أوروبا عن دور في فيلم ويكون التقييم ناتجاً عن مشهد واحد فقط . والفكرة هنا هي الأداء والمصداقية و تبنّ حقيقي للفنان لما يقدمه و ليس حجم الدور فتلك باتت ذهنية بالية ولنترفع عنها قليلاً.
. كيف ترين وضع الدراما السورية اليوم في ظل الإعلان عن أن عدد الأعمال سيكون أقل مما جرت عليه العادة في الأعوام السابقة ؟
الأزمة التي تمر بها البلاد انعكست على الدراما وعلى حجم تواجدها ورغم ذلك فإن الدراما السورية حاضرة في الموسم الحالي من خلال عدد لا بأس به من الأعمال ، وبالتالي لا يمكن أن تتوقف لأنها مؤسسة منذ أجيال ولها حضورها الكبير في سورية والوطن العربي .