2012/07/04
ماهر منصور – السفير
انتهى المخرج علي العقباني مؤخراً من تصوير تجربته الدرامية الأولى «حكايات صغيرة»، إنتاج الفضائية التربوية السورية. والمسلسل الذي يشرف عليه طالب عمران، موجه للأطفال ممزوج بروح الحكايات البسيطة والتي تقرب بعض المفاهيم لهذه الفئة، ويضم إلى جانب الدراما بعض الرسوم والكرتون والغرافيك.
ما من شكل تقليدي في «حكايات صغيرة»، فالحكاية الدرامية تعتمد بكامل تفاصيلها على الواقع المعيش، فكتبت السيناريست محاسن شالاتي نصاً بسيطاً مأخوذاً عن كتب وخبرات رياض الأطفال في المدارس العامة، وعملت على تحويله إلى مادة درامية. وهي الفكرة التي على ما يبدو أثارت اهتمام المخرج العقباني، فعمل على وضع رؤية إخراجية بالمنطق ذاته، لافتاًً في حواره مع «السفير» الى أن من جسد شخصيات العمل، صغاراً كانوا أم كباراً، ممثلون لم يقفوا أمام الكاميرا في حياتهم. لكنهم ممن عاشوا خلف الكاميرا التجربة ذاتها.
ويضيف: «إننا ننسجم مع روح النص والمتلقي في آن معاً. ممثلون بأعمار صغيرة لم يسبق لهم العمل في التلفزيون. فكانت عملية الحفظ تتطلب وقتاً وجهداً، الأمر الذي كلفنا الكثير من الوقت والتحضير للوقوف على أطفال بعمر صغير يملكون موهبة وحضوراً أمام الكاميرا. كذلك الأمر بالنسبة الى الشخصيات الأخرى، فالآنسات اللواتي أدين أدوار الأمـــهات في العـــمل هن مدرســات أو زميلات في العمل التربوي ولسن محترفات».
ويؤكد العقباني «كنت على دراية بالصعوبات الكثيرة التي يمكن أن تواجهنا في العمل، وهو تحدٍ واجهه فريق العمل بالجهد والإخلاص والثقة والرغبة بأن نقدم عملاً مقبولاً بشروط صعبة نسبياً. فجميع المشاركين في التمثيل من الأطفال عملوا وحفظوا مع أهاليهم ومدرساتهم، تعبوا وأتعبوني (يبتسم). والجميع كباراً وصغاراً رسموا بأرواحهم تفاصيل هذا العمل، وشكلوا معاً لوحة سورية خالصة، فيها الكثير من الحب والتفاني والطفولة والعمل».
وردا على سؤال، يرى العقباني أن «العمل مع الأطفال ولهم يشكل مغامرة حقيقية، تحمل الكثير من الخصائص تبدأ بما هو على الورق من أفكار وحكايات، ومدى قربها من عالم الطفل الذي نتحدث عنه وإليه، يالإضافة الى الشكل الفني والبصري الذي ستقدم به تلك القصة، في ظل ما يشاهده يومياً الأطفال من برامج تلفزيونية وألعاب».
«حكايات صغيرة» هو العمل الدرامي الأول للمخرج علي العقباني، بعد عدد من البرامج والأفلام الوثائقية التي أخرجها لصالح الفضائية التربوية السورية. ويقول في هذا الصدد: «الانتقال من الوثائقي إلى الروائي ليس بسيطاً وسهلاً، كما أنه ليس بهذا التعقيد، ما دامت المادة المكتوبة تعطيك مساحة للعمل لتحويلها إلى مادة بصرية مناسبة. كما أن العمل الدرامي يتطلب فن التعامل مع الممثل والحركة والحوار والإضاءة.. وتشكيل علاقة الشخصيات مع بعضها...».