2012/07/04
ماهر منصور – تشرين
مع فوز الفيلم السوري القصير «نخاع» بجائزة الامتياز والتفوق الذهبية في مهرجانBest Shorts Competitions في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، تكون سورية،
قد حصدت جائزتها الثانية في هذا المهرجان الاحترافي العالمي، وللعام الثاني على التوالي، بعد أن نال العام الفائت فيلم المخرجة السورية الشابة إيفا دواد في غياهب من أحب جائزة الجدارة و الاستحقاق بالإخراج» في المهرجان ذاته. والمشترك في الفيلمين إضافة إلى جائزتهما العالمية المهمة، أن صناعهما شباب سوريون يسجلون تجاربهم السينمائية الأولى، ويطرقون باب الاحتراف بشهادة عالمية لمهرجان معروف بصرامة معايير تحكيمه.
أهمية الاعتراف العالمي بحرفية صناع «نخاع» و»في غياهب من أحب أنه صدر بحق تجربتين قدمتا بصناعة محلية خالصة، فقد صُور الفيلمان في سورية، بإمكانات فنية وفنانين سوريين، وخرجا للمنافسة باسم سورية.. ونال كل منهما الجائزة العالمية باسم سورية، أي أن في الجائزتين رسالة واضحة أن بيننا شباباً، لديهم من الحرفية والإبداع ما يكفي ليصنعوا أفلاماً منافسة، إذا ما توافر لهم الدعم الإنتاجي والإعلامي اللازم.
ما يدعو إلى الاطمئنان اليوم بأن ثمة في المؤسسات الرسمية من يعي أهمية هذه الطاقات الإبداعية، ففيلم «نخاع» هو نتاج مبادرة للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، لدعم مشاريع الشباب الفنية، وكان «نخاع» أول إنتاجاتها ضمن هذه المبادرة، وهي قد أعلنت نيتها مؤخراً إنتاج ستة أفلام أخرى ضمن المشروع كمرحلة أولى..والدعم ذاته نأمل أن تلقاه المخرجة إيفا داود صاحبة الفيلم الثاني، فقد قامت بإنتاج فيلمها «في غياهب من أحب على نفقتها الخاصة، وهو إنتاج غير ربحي بالتأكيد، الأمر الذي يجعل، وبلاشك، أي خطوة إخراجية ثانية للمخرجة داود تحتاج لمن يدعمها إنتاجياً، وهو ما نأمل أن تتصدى له المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، أو المؤسسة العامة للسينما التي أعلنت مؤخراً هي الأخرى عن نيتها تبني ودعم مشروعات للشباب.
ما يحتاجه هؤلاء الشباب وشباب آخرون لم تتح لهم فرصة تقديم مشاريعهم الفنية، إضافة إلى الدعم الإنتاجي، دعماً فنياً من النجوم السوريين، وهو ما ننتظر أن يأتي على شكل مبادرات من نجوم الصف الأول بالذات، حين يبادرون ليضعوا أنفسهم في تصرف هؤلاء المخرجين الشباب، مع العلم أن الفائدة ستكون متبادلة بين النجوم وصانعي هذه الأفلام، بحكم المعايير الفنية لا المادية، ويكفي أن نقول: إن الفيلمين السابقين قد خاضا المنافسة العالمية، بنجوم عادة ما يقدمون الأدوار الثانية في الدراما السورية، وقد استطاع مخرجو الفيلمين اكتشاف ما لم يكتشفه المخرجون المخضرمون من طاقات تمثيلية عند هؤلاء النجوم، لاسيما الفنان عدنان أبو الشامات، في فيلم «في غياهب من أحب» وقد لفت أداؤه نظر لجنة تحكيم الجائزة.
نعم قدم لنا «نخاع» و»في غياهب من أحب» مخرجين شباباً، ونجوم تمثيل لم تعرف الدراما السورية حتى الساعة استغلال طاقتهم التمثيلية..وما نحتاجه اليوم هو دعم إنتاجي وإيمان أكبر بطاقة الشباب الفنية.
فهل نسمع أن جهة إنتاجية سارعت لتبني مشاريع سينمائية للمخرجة إيفا داود، وهي تبحث الآن عن ممول لفيلمها الثاني، كما فعلت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وتبنت تنفيذ فيلم ثان لوسيم السيد وعلي وجيه..؟ وهل نسمع عن أسماء شابة أخرى، وهي كثيرة وبالعشرات، قد أخذت فرصتها وقدمت رؤيتها السينمائية..؟!
هل نصل إلى فترة لنقول مخرجي السينما السورية الشباب، بعد أن فعلها المخرجون الشباب في الدراما، وصاروا رقماً صعباً في الإنتاج الدرامي السوري..؟!