2012/07/04
ميسون شباني – تشرين
هو محاولة لتقديم رؤية عن حالة اجتماعية موجودة في كل المجتمعات وعرض كل مظاهر الروتين التي تحصل في العلاقات الزوجية بشكل سريالي واقعي..
وهو أول تجربة سينمائية للمؤسسة ضمن سلسلة الأفلام القصيرة التي تبنتها، فيلم «نخاع» يتحدث عن العلاقة الزوجية غير المتكاملة والمحكومة بالحياة التقليدية والرتيبة ولاسيما في مجتمعاتنا الشرقية، وهو من تأليف علي وجيه وإخراج وسيم السيد وتمثيل مازن عباس ونسرين فندي، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
تحت هذا العنوان استطاع فيلم «نخاع» تحقيق إنجاز مرموق للسينما والدراما السورية بحصوله على جائزة الامتياز والتفوق الذهبية في مهرجان Best Shorts Competitions في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعد من أرفع المنافسات السينمائية في العالم.
وسيم السيد: الجائزة كانت تثبيتاً لأهمية عملنا الجماعي
عن هذه الجائزة أكد المخرج وسيم السيد أن هذه الجائزة هي الأولى في مشواره الفني ولن تكون علامة عابرة بالنسبة له ولاسيما أنهم تفوقوا على آلاف الأفلام المنافسة من شتى أنحاء العالم، وهو ما يعد مؤشراً على وجوده في المعبر السليم ودافعاً للمضي في صناعة منتج أكثر تميزاً.
وأضاف السيد: هذه الجائزة جاءت لتثبت أن آلية تفكير فريق العمل انطلاقاً من الثنائية الأساسية المؤلف والمخرج مروراً بالممثلين والفنيين والقيمين على هذا المشروع كانت في محلها، فالاهتمام بأساس الفيلم والعمل على استكمال كل حيثياته بما يضمن الوصول إلى الجودة المطلوبة كانا العامل الأول في حصد هذا النجاح.
وعن لقائه مع الكاتب علي وجيه أكد أنه سبق أن التقيا في مشروع حمل اسم «فلاش سوري كتير» وقبلها قام بإخراج مسرحية حملت عنوان «موقف الأزبكية من الأزمة المسرحية»، ولفت إلى أن الفيلم الذي كتبه علي صعب جداً إذ استمرت التحضيرات مدة شهر تقريباً حتى اكتملت تفاصيله، وهو يحكي عبر/12/ دقيقة عن زوجين بعد مرور زمن/ 20 /عاما فيه عدة حالات بين الرومانسية والعنف والاشمئزاز وحالات أخرى وقال:لا أستطيع أن أشرح كثيراً لأنه فيلم صامت والرؤية في داخله، وشارك فيه كل من الفنان مازن عباس والفنانة نسرين فندي وأيضاً الضفادع وهي شريك أساس ومهم لأن الرؤية التي شاهدناها هي من رؤية الضفدع، وأعتقد بأن الفكر الموجود في الفيلم ممتع جداً لأن الفيلم الذي فيه حوار من السهل أن تصل فكرته والفيلم الصامت من أصعب أنواع الأفلام لذا يجب إيصال فكرته من خلال هذا الصمت والصورة..
وحول مشكلة الأفلام القصيرة كونها توصف بأنها نخبوية وغير مشاهدة قال: هي غير مشاهدة ضمن البلد نفسه، ولكن الفيلم القصير هو من أهم الأفلام، وكل عام هناك تجارب في سورية تقارب الـ 15-20 فيلماً قصيراً وأغلبها من إنتاج شخصي، وباعتبار أنه لا يوجد مكان لعرضه غير المشاركة في المهرجانات الخارجية ولاسيما أنه ليس لدينا مراسلون متخصصون للمهرجانات الخارجية إضافة إلى أن لا أحد هنا في سورية يريد أن يتبنى تجمعات للأفلام القصيرة، وتتم المشاهدة عبر تداول هذه الأفلام فيما بيننا وبالوسط الفني فإنه يجب أن تكون هناك جهة تتبنى هذا الموضوع حتى تعرض هذه الأفلام.
علي وجيه: الفيلم عرض للروتين الذي يقتل حيوية حياتنا
من جهته قال الكاتب علي وجيه: إن فكرة الفيلم تشكلت كوني شخصياً أحب الأفلام القصيرة ولا أتعامل مع هذا النوع كوسيلة لإثبات ذات في ميادين أخرى، وهو ليس جسراً كي أصل لشيء آخر، بل هو نوع مستقل في حد ذاته وأتعامل مع الفيلم القصير على هذا الأساس بمفرداته وعوالمه وأنا أشارك البعض مقولة إن الفيلم القصير هو نبع السينما الصافية، والتقيت مع وسيم بهذه الفكرة عندما عرضت عليه النص وحاولت أن يكون شيئاً مختلفاً وأضاف: شاهدت أغلب الأفلام القصيرة التي قدمها الشباب وحاولت أن أكتب شيئاً لم يقدم سابقاً، وأن نقدم شيئاً بعيداً عن المحاولة وبعيداً عن الأشياء الشخصية كأصدقاء، وتم التعامل مع المشروع بشكل جدي وأظن أن هذه الجدية هي ما أوصلنا إلى هنا، وقدمت النص لوسيم وكانت هناك جدية كبيرة ولم يتم شيء إلا بالتوافق بيني وبينه حتى وصلنا للنسخة النهائية والتي نفذت وظهرت بالشكل المطلوب.
وأكمل: الفيلم هو محاولة لتقديم فكرة مكثفة لحالة جدلية حياتية، وعرض للروتين الذي يقتل كل ما هو حيوي في حياتنا، ضمن مزيج من الجو السريالي والأداء الواقعي. فالرتابة أمر قاتل، وحالة اللاحوار بين أي شريكين أو طرفين على تماس كفيلة بجعل الحياة لا تطاق، ومملوءة بالضيق والملل والانقباض.
وعن مدى مقاربة الفيلم للنص المكتوب أضاف: إن المخرج بذل مجهوداً واضحاً في الفيلم وتبنى بشكل جدي العمل، وكان ذلك واضحاً من اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة في النص، وقدم رؤيته وأكمل: الشيء الذي كنت أحب أن يصل في النص وصل بصرياً وفكرياً بشهادة من شاهده، وتبقى ملاحظات، بعضهم أحب ما قدمنا والبعض لا، وبشكل عام أنا أحببت ما قُدم وهذا مشجع بدليل أن هناك فيلماً مقبلاً بالتعاون معه.. وفيما يتعلق ببعض الانتقادات التي وجهت للفيلم بأنه مأخوذ من روح الغرب ولا يلامس الواقع الحياتي لدينا قال: معظم الأفلام العربية مأخوذة من الغرب والسينما أصلاً هي اختراع غربي وهذه وجهة نظر غير منطقية وإذا كنا أخذنا من الغرب فلأن السينما مدارس، ويتم أخذ ما يناسب النص والفكرة التي أطرحها وإذا كان هناك شيء عربي وأصيل ونتجاهله فحقهم أن يقولوا ذلك..
مازن عباس: الجائزة دليل قدرتي على الإنجاز في زحمة الدراما
الفنان مازن عباس قال: تجربتي في الفيلم أعدها خاصة في زمان تقل فيه الخصوصية الفنية بالنسبة إلي أن أجد مكاناً أستمتع فيه بحلمي أي أن أمثل النوادر.. وفيلم «نخاع» سيناريو خاص ينتمي للبسيط الممتنع فالفكرة مطروقة تقريباً وأقصد الحياة الزوجية ولكن الإطار الجديد هنا كان في السيناريو لذا كان لابد من التفكير بشكل أداء خاص لسيناريو كهذا، ولا بد من شحنه خاصة بالأداء، و ذلك حرك فيّ شعوراً من القراءة الأولى فوقعت في هاجس عشق النص أولاً وهذا الفيلم لا يصلح إلا أن يكون قصيراً باعتبار أن الفكرة معدة لتكون قصيرة وكثيفة وغير ممطوطة، وهذا العمل يغريني، فتكثيف شخصية بدقائق هو تحد ممتاز مع نفسك كممثل، وممتع وأضاف :لا أريد الخوض في السريالية لأنه قد لا يكون سريالياً تماماً، وما جذبني أكثر هو الحكاية ولذلك كنت أجهد لإيصال حكاية هذا الشخص والذي ليس من الضرورة أن يكون صامتاً ولكن خير الكلام ما قل ودل والصورة والانفعالات أهم من الكلام. وأكمل: الجائزة جعلتني أشعر بأنني أستطيع أن أنجز غير الممكن في زحمة الدراما والبدائل موجودة أما أن تأخذ جائزة فهذا انجاز على صعيد الممكن فقط.
نسرين فندي: جرأة الفيلم في تناوله الحياة
بدورها أكدت الفنانة نسرين فندي أن جرأة الفيلم تكمن في طريقة تناوله الرتابة في الحياة والعلاقات والتعامل بين الأزواج وقالت: قد يبدو الفيلم سريالياً بحتاً للوهلة الأولى، لكن التعمّق في تفاصيله يجعلنا نتوقف عند الرتابة التي قد تؤدّي بنا إلى فعل ما لا يمكن تصوّره بحق بعضنا بعضاً.. كان المخرج منفتحاً على الاقتراحات والأفكار الجديدة، كذلك إن الكاتب والفنان مازن عباس شريك متألق ومحفز على تقديم الأفضل وأضافت: أنا سعيدة أكثر بالإنجاز الذي حققه الفيلم.