2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
اعتبر الفنان أيمن زيدان أن وضع الدراما السورية هذا العام لا يختلف عن وضعها قبل عدة سنوات عندما عقد مؤتمر لمقاطعة هذه الدراما، معتقداً أن الأزمة لن تؤثر على الدراما لأنها «أزمة غير حقيقية».
وفي حوار مع صحيفة "إيلاف" الإلكترونية، قال زيدان إن وضع الدراما السورية هذا العام «لا يختلف عن وضعها قبل سنوات عدة عندما تحدث عدة منتجين في مؤتمر عن مقاطعة للدراما السورية، وهذه مواويل ليست دائماً صادقة، أنا لي موقف من الدراما السورية وأعتقد أنها منذ عشر سنوات تتحرك بأطر مكررة، ورأيي أن أحد مقاتل الدراما السورية التغزل الزائد وغير الحقيقي بمنجزاتها، عندما تمتلئ حياة أمة ما بالهزائم تبحث عن انتصارات واهية، فالدراما السورية غير فعالة وغير مؤثرة منذ عشر سنوات وهي تعيش حالة اجترار لنجاحاتها بالتسعينات، أرى أن وضعها غير جيد منذ فترة طويلة، ومنذ فترة طويلة أيضاً كل البروباغندا التي كانت تصنع بخصوصها هي بروباغندا كاذبة، وواضح أن من ملامح الدراما في السنوات العشر الأخيرة هي الاستباحة، فأياً كان يخرج وأياً كان يمثل وأياً كان يكتب، وحضور المسلسل ليس مرتبط بقيمته الموضوعية بقدر ما تربطه علاقات تسويق ما تحت الطاولات، والحقيقة لا تعتقد أن أمة تصل إلى هنا ويكون لديها فن استثنائي، لا يمكن حصول ذلك، وأنا أعتقد أن الدراما السورية ضحية بروباغندا كاذبة ولأشكال التغزل».
وأضاف زيدان أنه لا يعتقد أن الأزمة الحالية في سورية ستؤثر على الدراما السورية: «أولاً لأنها أزمة غير حقيقية، وثانياً لأن الدراما لا تشكل جزء من ثقافة المواطن السوري على الرغم من كل نجاحاتها، لا يوجد هذه العلاقة الخاصة التي تربط المواطن بالثقافة والأدب، هناك قطيعة فمسارحنا خاوية، ليس لدينا طقوس لحضور سينما أو مسرح، لا يمكن أن نحكم على العلاقة الثقافية من خلال منتج سهل هو التلفزيون، يأتي إلينا، هو لا يشكل جزءاً من اهتمام أحد وهي خارج اهتمام أي أحد، الدراما التلفزيونية السورية تتحكم بها الآن رساميل لا تمتلك الحد الأدنى من المعرفة والمشروع والثقافة وهذه حقيقة نعرفها، لو فتحنا غطاء الطنجرة لنرى ما داخلها، على الرغم من سخافة تعبير الطنجرة، لرأينا كوارث، كفانا غشا برائحة طعام تصنعها البروباغندا وليست رائحة المستوى نفسه».
ورداً على سؤال حول تأييده أن تتناول الدراما "الحراك" الحاصل في سورية حالياً، قال زيدان: «أن تتناول الدراما الأزمة التي تحدث في سوريا الآن هي مسألة لست معها، لأنه عادة لا تفهم ولا تفسر جوانب الأزمات إلا بعد تقادم زمني يوضح الصورة، الصورة لما يحدث في سورية ما زالت ملتبسة لكثير من الناس، وإن كنا نحن نعرف فكرة المؤامرة أو المشروع أو المحاور وما إلى ذلك، إلا أن الصورة غير محسومة، فكيف لك أن تتصدى لأزمة ملتبسة، وهكذا الحال، فكل الأزمات التي مرت بالعالم تم الحديث عنها بعد سنوات».
من ناحية أخرى، ورداً على سؤال "أين أنت من السينما"، قال زيدان: «أين هي السينما، هذا هو السؤال، وليس أين نحن من السينما، بلد تنتج في أحسن أحوالها بالعام الواحد فيلمين، وهناك مئات الممثلين، نحن كممثلين نسأل دائماً أين السينما»، وأضاف: «الأفلام التي تصور بحلول غير سينمائية، فيتم تصويرها بكاميرات رقمية أو تلفزيونية ويتم تحويلها لسينما لاحقًا، فكرة السينما مسقطة، لا يوجد صالات للعرض، نفتقد للذهن السينمائي، وتجارب السينما السورية لم تكن مؤثرة للمشهد الاجتماعي للأسف، ومعظم التجارب حكمتها للأسف حالات ذاتية ونخبوية وأصبحت بعيدة عن التأثير بحياة الناس».
مسرحياً، كشف زيان أنه يحضر حالياً لمشروع مسرحي جديد، «وأنا لا أبتعد عن المسرح، كل عام أو عامين أقدم عملاً، والمسرحية المقبلة ستكون عن نص "ممثل الشعب" وتقترب من أجواء الانتخابات والسياسة».
زيدان يشارك في مسلسل "زمن البرغوت"، وعن دوره قال: «أؤدي دور مختار الحارة، شخص يمثل مجموعة من القيم الأصيلة والشهامة، أي مجموعة من القيم التي نفتقدها في أيامنا الحالية ونحن لها، ولهذه الشخصية مصيرها الشخصي الداخلي، حيث تمر بانعطافات شديدة على المستوى الداخلي، ويستمر على مدار جزأين، وتمتد على مساحة تقريبًا هي طول المسلسل، هذه باختصار الخطوط العريضة للشخصية».