2012/07/04
مِلده شويكاني - البعث
لأن من مهام الدراما توثيق مايجري في الواقع عمد بعض المخرجين والكتّاب الى ادخال خطوط درامية تتطرق إلى الأزمة التي تعيشها سورية بأسلوب مباشر وغير مباشر.
وبدأ ذلك بعمل "سوري فلاش كثير" على النت، ناقش خطوط الأزمة ، ثم توسعت المبادرة، فقام الممثل الشاب (يامن الحجلي) بمساعدة الكاتب أحمد قصار بتقديم أولى تجاربه الإخراجية بمسلسل "خلصت" الذي يناقش انعكاسات الأزمة من خلال حلقات تقدم بصياغة درامية جديدة وبعيدة عن التنميط والتكرار يقول الحجلي : كنت أفكر بمشروع إخراجي ووجدت أن هذا الموضوع جديد على الساحة الدرامية ويلامس أوجاع الناس، وسيعرض على امتداد ثلاثين حلقة، كل حلقة مدتها ست دقائق وتدور أحداث العمل في "لوكيشن" واحد (قبو البناء) بمشاركة ثلاث شخصيات فقط جسد أدوارهم (لينا دياب – طلال مارديني –مازن عباس) تبدأ الأحداث بلقاء الخطيبين في القبو فتنطلق صافرة الانذار، وهنا تنعطف الأحداث نحو مسار جديد لتتمحور حول انعكاسات الأزمة وهموم المواطن، فيتشعب الحوار ليصل الى تقنين الكهرباء وغلاء الأسعار والتضليل الإعلامي وما يثيره داخل الإنسان من تناقضات وتساؤلات، مفادها متى ستنتهي الأزمة؟ ومن خلال الاطار الاجتماعي تكتشف (لينا دياب) من خلفيات مناقشة الأزمة أن خطيبها (طلال مارديني) سطحي جداً ويعيش حالة خواء داخلي، ينم عن أفكاره السيئة وتجد نفسها ازاء مواجهة الحقيقة فتقرر أن تخسر أربع سنوات من عمرها وتكسب نفسها فتنسحب من حياته لتخرج إلى الشارع رغم دوي صافرة الانذار، وهنا تحدث مفاجأة في الحلقة (15) اذ تظهر الشخصية الثالثة وهي الرجل الخائف من الصافرة فيلجأ الى القبو لحماية نفسه من الخطر المحدق، حيث يتابع السرد الدرامي بين البطلين اللذين يجمعهما الزمان والمكان ليتحدثا عن الأزمة، وتكمن مفاجأة العمل في دقائق الحلقة الاخيرة، إذ يقول حارس البناء: إن الصافرة كانت للتجريب لا يوجد شيء في الشارع.
وللوهلة الأولى يتبادر الى ذهننا سؤال حول طبيعة المؤثرات التي أضافها المخرج كي تساند الأحداث الدرامية وتقنع المتلقي فيضيف حجلي: عملتُ مع فريق العمل على اضافة مؤثرات خاصة تناسب آلية العمل وتضفي عليه أجواء خاصة، فالموسيقا مكملة للعمل الدرامي لذلك اشتغلت مع فادي مارديني على تقديم إيقاع موسيقي، ينسجم مع لغة المسلسل المكتوبة بأسلوب سلس وبسيط يصل الى قلوب الناس، أما الاضاءة فقد تعمد بيبرس جركس إضفاء أجواء قريبة من السينما فاشتغل على بنية اللون وإرسال حزم ضوئية تأخذ المكان الى أبعاد فيها شيء من الخصوصية .
وفي المنحى ذاته أثنى أحد الأبطال الثلاثة (مازن عباس)على العمل كونه لا يتطرق الى الأزمة من ناحية سياسية ، وإنما يدخل إلى جوانية المواطن السوري ليتحدث بشفافية عن آلامه وتساؤلاته التي ترافقه وغدت هواجس تؤرقه ليل نهار، وتختصر بسؤال متى تنتهي الأزمة؟أما من حيث الناحية الفنية فأرى أن المخرج تعامل مع القبو بذكاء وأكسبه أبعاداً موحية تنطلق من ضيق المكان إلى الضيق الاجتماعي الذي يعانيه الناس، وبرأيي العمل برمته تجربة جديدة على درامانا التي تختزل ما يدور في الشارع السوري، وينتهي دوري حينما أجيب عن السؤال بـ "خلصت". "خلصت وقت الناس بترجع تضحك بتكون خلصت"
ويتابع الحديث معنا المنتج عبود الكردي فيؤكد بأن أهمية العمل تكمن بالقضية التي يطرحها، فهو يحكي عن معاناة الشعب السوري من الناحية الحياتية اثر تعرضه لأشد أزمة مرّبها، وفي الوقت ذاته يعبّر عن خوفنا على بلدنا سورية وعلى حضارتنا وتاريخنا وآثارنا وتعدديتنا الثقافية، وتنوعنا الاجتماعي المكوّن من موزاييك يضم مختلف الأطياف، وقد راهنت على نجاح العمل لأنني لمست فيه حالة فنية ابداعية ساحرة... رغم اعتماده على "لوكيشن" واحد.. أتمنى أن يحظى بمحبة الناس ويكون تجربة جديدة في درامانا.
يُذكر أن الفنان يامن الحجلي من الفنانين الشباب الذين أثبتوا حضورهم في أعمال رمضان 2011 ويتابع مشروعه التمثيلي في دراما 2012 من خلال مشاركته في «رفة عين وأيام الدراسة ج 2 وأرواح عارية».