2012/07/04
غيث حمّور- دار الحياة
تركت الدراما السورية بصمة واضحة في السنوات الأخيرة، ولا سيما على صعيد انتاج الكوميديا لدى المشاهد السوري بخاصة والعربي بعامة، كماً ونوعاً على حد سواء. وتحول الكثير من الأعمال التي قدمتها إلى أيقونة رمضانية أساسية، بداية من «مرايا» ياسر العظمة، مروراً بـ «بقعة ضوء» أيمن رضا وباسم ياخور، ووصولاً إلى «ضيعة ضايعة» لنضال سيجري وباسم ياخور.
ولكن في ظل الأزمة التي تعيشها الدراما السورية حالياً، يبدو أن حيّز الكوميديا الذي وصل إلى تسعة أعمال في الموسم الماضي سيتقلص في شكل واضح، حيث لن يتجاوز عدد الأعمال الكوميدية لهذا الموسم أربعة على أبعد تقدير، اثنان قيد التصوير، وإثنان آخران في مرحلة التحضير للبدء بالتصوير. ومن ضمن هذه الأعمال الأربعة يبرز مسلسل «سيت كاز» الذي تنتجه سورية الدولية، ويخرجه زهير قنوع، ويقوم ببطولته أيمن رضا إلى جانب نخبة من نجوم الكوميديا السورية.
ووفقاً للمعلومات السائدة في موقع التصوير ولدى الشركة المنتجة، فإن العمل يعتمد «السيت كوم» في طريقة تصويره، مستحضراً أعمال «دريد ونهاد» في القرن الماضي... وينطلق من «كازية للوقود» ومن العامل فيها «معروف» وهي الشخصية الشعبية التي قدمها «رضا» في مسلسل «أبو جانتي» قبل موسمين ولاقت إعجاب الجمهور في شكل كبير.
مواضيع «ساخنة»
العمل الذي يعتمد كوميديا الموقف كما أكّد أبطاله لـ «الحياة»، يقدم قصص أربعة أصدقاء (معروف، بهيج، وليم، صافي) ويؤديها بالترتيب كل من رضا، ومعن عبدالحق، وجمال العلي، وأحمد الأحمد، في حكايا يومية ترصد عشرات المواضيع الساخنة والقضايا اليومية المعاشة الساخرة. وإذ تتطور الخطوط الدرامية للأصدقاء الأربعة تكشف لنا عن قصصهم ومأساتهم التي دفعت بهم للهروب إلى الكازية بعيداً من فوضى المدين.
وقال رضا لـ «الحياة» إن فكرة «السيت كوم» كانت ضمن مشاريعه منذ زمن وتحققت الآن عبر «سيت كاز» مع المخرج قنوع حيث قدم جزءاً كبيراً من الفكرة التي كتبها المخرج بالتعاون مع كتاب آخرين، وأن إعادته لشخصية «أبو ليلى» - وبخاصة أنه لم يعتد أن يكرر أي كراكتير - انما جاءت بناءً على طلب الجمهور وأضاف: «شخصية معروف متطورة عن أبو ليلى بعشرات المرات، بحيث ان أغلب الجمل و «الإفيهات» التي قدمتها ستنقرض في هذا العمل، لتحل مكانها أمور و «إفيهات» جديدة تتناسب مع المرحلة والحالة في شكل عام، بخاصة أننا ننطلق من قضية الوقود وتأثيرها في حياة الناس ومدى تفاعلهم معها».
وعن مخرج العمل أكّد «رضا» أن المسلسل الجديد سيقدم مخرجاً من الطراز الرفيع، ليكون في مصاف مخرجي الدرجة الأولى على المستوى العربي.
وأشاد جمال العلي ايضاً بالمخرج وقال عن دوره: «شخصية وليم خاصة، وجديدة، وسنشاهد عبرها علاقته مع زوجته وأصدقائه. وأعتقد أن العمل سيكون على مستوى الحدث، وسيساهم بزيادة ألق الكوميديا السورية وتفوقها، فهو يستمد حبكته من الواقع ويلامس مشاكل الناس وقضاياهم».
اما معن عبدالحق الذي يجسد شخصية «بهيج» فيعد بتقديم شخصية جديدة وغير مكررة، ويتمنى أن ينال بها إعجاب الجهور على غرار الشخصية التي قدمها في «باب الحارة» قبل سنوات. وأضاف قائلاً: «نحن لا نقدم شخصيات نمطية، في سماتها العامة أو تصرفاتها، بقدر ما نضع ذاتنا في تأدية هذه الشخصيات، بخاصة أن هامش الارتجال مفتوح أمام الممثلين في العمل طبعاً ضمن الحدود المقبولة والمنطقية، فضلاً عن وجود ممثلين مبدعين على مستوى الكوميديا والارتجال وعلى رأسهم أيمن رضا، إضافة إلى أن المخرج يملك توجهاً طريفاً ومليئاً بحس الفكاهة والدعابة».
أما في المقابل، فتتطرق شخصية «صافي» التي يؤديها «أحمد الأحمد» إلى علاقته بإخوته وعائلته، إضافة إلى صداقته مع «معروف» والآخرين، وعلى رغم أن الأحمد يفضل أن يقدم دوره عبر الشاشة أكثر من الكلام عنها، يبدو منذ الآن ان الشخصية طريفة وتحمل طابعاً خاصاً، ويتناولها الفنان بطريقة جديدة وغريبة.
الحضور النسائي سيكون موجوداً أيضاً في العمل عبر شخصيات عدة أبرزها «هنوف» المغنية البدوية التي تجسد دورها نسرين الحكيم التي قالت عن مشاركتها: «هنوف مغنية بدوية حولت خيمتها «على طريق العراق - تدمر» إلى استراحة للسائقين، تتعرف الى معروف، وتنشأ بينهما مواقف يخيّم عليها الحب والغناء والطرافة والكوميديا». وأشادت الحكيم بالتعاون بين فريق العمل والممثلين والمخرج وشركة الإنتاج واعتبرت أن هذا التعاون «سيثمر عملاً مميزاً على كل الصعد، على رغم الظروف المناخية السيئة التي خيمت على زمن انجاز العمل في معظم مراحله».
وتحل سلافة معمار ضيفة على العمل في بعض حلقاته، كما تدخل الكازية شخصيات جديدة لتستقر فيها، ومنها شخصية أم عبدو (سامية الجزائري) التي ستلعب دور الأم الحنون لكل من يعمل في الكازية في كاراكتير كوميدي طريف.
وأكّد زهير قنوع مخرج العمل أن المسلسل سيحمل الكثير من القصص والمواقف الطريفة، فعلى رغم أنه يدور حول شخصية «معروف» في الأساس، «فإن الشخصيات الأخرى سيكون لها دور كبير في العمل، وستحمل كماً كبيراً من كوميديا الموقف».