2012/07/04
سامر محمد إسماعيل - السفير
«الفرنسيون يعلمون بأن هناك تلاعبا بقضية محمد المراح في الإعلام الفرنسي، فهم لا يصدقون الرواية الرسمية لإعلام بلادهم، لكن أين الحقيقة؟ لا أحد يعرف، ثمة من يريد استغلال قضية المراح من أجل إحياء ما يسمى صراع الحضارات. إنهم يريدون أن يقولوا ان كل المسلمين عبارة عن مجرمين وقتلة». يعلق الكاتب والصحافي الفرنسي تيري ميسان رداً على سؤال الزميلة هناء الصالح في برنامجها «الساعة الحرة» أمس الأول، عبر قناة «الدنيا».
ويقول مؤلف «الخديعة الرهيبة» الذي تناول أحداث 11 أيلول، ومُنع بسببه من الدخول إلى الأراضي الأميركية: «منعني «المجلس الأعلى للمرئي والمسموع» في فرنسا من الظهور على أي من التلفزيونات والإذاعات في بلادي، إلا أن الفرنسيين يتابعون ما أقوله على شبكة الإنترنت عبر جمعية «فولتير» الإخبارية التي أديرها. لكنني أتساءل: ما هي أسباب إغلاق العديد من الصحف الفرنسية لمواقعها الإلكترونية، كصحيفتي «ليبراسيون»، و«لوموند» اللتين كانتا مكرّستين للحديث عن سوريا؟ الجميع يعرف أن إغلاق المواقع الإلكترونية لهذه الصحف جاء لعدم وجود حجة مقنعة لمتابعة الحديث عن الأزمة السورية، وليس بسبب ما يروجونه عن قيام أشخاص بالاعتداء على هذه المواقع. لقد نشر عدد من القراء أفكارا تم استلهامها من شبكة «فولتير» المضادة لما ينشرونه عن أحداث سوريا».
وقال المفكر الفرنسي المثير للجدل ردا على سؤال حول حرية التعبير في وسائل الإعلام الفرنسية: «إنهم لا يؤمنون بالرأي والرأي الآخر، فالصحف الكبرى في فرنسا هي تحت الرقابة من قبل مالكيها. فجريدة «لوموند» مثلا تتبع لمجموعة من رجال الأعمال، أما «لوفيغارو» فهي ملك لتاجر سلاح كبير لديه مصلحة كبرى بإشعال الحرب في سوريا، في حين أن صحيفة «ليبيراسيون» هي ملك لرجل الأعمال إدوارد روتشيلد. والمقالات التي تُنشر في الأخيرة حول سوريا، يتم تحريرها من قبل شقيقة بسمة قضماني الناطقة باسم «المجلس الانتقالي الوطني» المعارض.»
ويتابع ضيف برنامج «الساعة الحرة»: «هناك معركة كبيرة جداً في وسائل الإعلام، وهي معركة الحقيقة، «الميديا» باتت تُستخدم في عصرنا لا من أجل نقل الحقيقة، بل بغية التحضير للحروب وأخذ دور فيها. في سوريا طبعاً كان هناك صحافيون عملوا كضباط ارتباط مع المسلحين المتمردين من جهة، وبين إدارة أركان «الناتو» من جهة أخرى. كما كان هناك صحافيون متورطون في أعمال حربية. ومثالي على ذلك هو قضية الرهائن الإيرانيين الذين احتجزوا في حمص على ايدي عصابات (الجيش الحر). كنا وقتها ننتظر برهانا واحدا يطمئن ذويهم بأنهم ما زالوا على قيد الحياة، حيث لم ترسل عنهم صورة واحدة الى السفارة الإيرانية في دمشق، لنفاجأ بمجلة من كبريات المجلات الفرنسية وهي «باري ماتش» تنشر صورة للرهائن الإيرانيين وقد حصلت عليها عبر مصوّرها الخاص في حمص. لقد صوّرهم بدلاً من أن يقوم بشيء ما لنجدتهم. لا توجد دولة في العالم تعتبر مثل هذا السلوك من المصوّر الصحافي سوى فعل تواطؤ مع الجريمة».
وتيري ميسان الذي يظهر هذه الأيام على شاشات الإعلام السوري، سرّب الكثير من الأخبار، كان أهمها وجود «مفاوضات تجري حالياً بين الحكومتين السورية والفرنسية، بوساطة دولة الإمارات، وتتركز حول إمكان إطلاق الحكومة السورية سراح 19 جندياً فرنسياً تم اعتقالهم في سوريا، ثلاثة منهم تم تحريرهم بعد زيارة رئيس هيئة الأركان الفرنسية الأميرال إدوار غيو للبنان مؤخراً، ولقائه قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي؛ فيما بقي الآخرون رهن الاعتقال. وكانوا جميعا يتبعون لسلاح الإشارة الخاضع لجهاز المخابرات العسكرية الفرنسية، والذي يعمل بدوره على تلقي معلومات استخباراتية من قبل «الناتو»، عبر رقابة توفرها أقماره الصناعية، الأمر الذي يوفر بنك أهداف للمتمردين عن تحركات وحدات الجيش السوري وأماكن تواجدهم، ومن ثم استهدافها وضربها».