2012/07/04
قادة بن عمار – الأخبار
أخيراً، ظهرت وردة بين جمهورها وفي بلدها بعد كل الأحاديث والشائعات والكلام الكثير الذي قيل عنها تارة، أو نُقل على لسانها طوراً من دون أن تردّ نفياً ولا إيجاباً. ولعل أكثر الأقاويل التي أثارت الجدل هي تصريح نُسب إلى الفنانة الجزائرية انتقدت فيه قناة «الجزيرة» ودورها في الربيع العربي، وصولاً إلى قصة حبّها الصامت مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بحسب التصريحات التي نُسبت لوجدي الحكيم (راجع الكادر).
لكن وردة التي ظهرت يوم الخميس الماضي في منطقة شعبية، تسمّى سيدي غيلاس في مدينة شرشال التابعة لولاية تيبازة وسط الجزائر، آثرت الصمت وتمسكت به، ولم تفعل شيئاً سوى مبادلة جمهورها «الذي احتل المكان بالعشرات» التحية والابتسامات. وقد جاؤوا من مختلف الأعمار لهدف واحد، هو رؤية صاحبة «بتونّس بيك» والتقاط صور معها. كانت المناسبة كبيرة، أدخلت منطقة سيدي غيلاس السياحية في صلب اهتمام الصحف المحلية، رغم التستر على الخبر من أصحاب المبادرة. ويتعلق الأمر بشركة الاتصالات «نجمة» التي تعاقدت مع «أميرة الطرب العربي» لتصوّر إعلاناً لصالح الشركة في مناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال.
والواقع أنّ ظهور وردة في إعلانات لصالح «نجمة» ليس جديداً. سبق لها أن شاركت في إعلان مماثل تحت عنوان «لا شيء مستحيلاً في الجزائر» برفقة عدد من النجوم، في مقدمتهم ملك الراي الشاب خالد، ونجم أغنية الراب لطفي دوبل كانون. وفي الإعلان، يحكي هؤلاء النجوم عن مشوارهم الشاق في مجال الفنّ، وكيف تجاوزوا كل العراقيل والمطبات في سبيل تحقيق النجومية. ويرجّح أن تواصل صاحبة «أوقاتي بتحلو» الحديث عن مسيرتها في الجزء الثاني من الإعلان. مع الإشارة إلى أنّ الإعلان ستتخلله مقاطع من الأغنيات التي أدتها للوطن في أعياد الاستقلال، وأهمها «عيد الكرامة» وسط مناظر طبيعية خلابة تزخر بها منطقة سيدي غيلاس المعروفة باستقطابها عدداً كبيراً من السياح. وفي انتظار بث هذا الإعلان الجديد الذي يأتي في مناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر (5 تموز/ يوليو 1962)، فإنّ زيارة وردة إلى بلد المليون ونصف المليون شهيد تمت في سرية تامة. لقد اشترطت الفنانة المقيمة في القاهرة أن لا يعرف أحد من وسائل الإعلام خبر زيارتها منطقة سيدي غيلاس. ما دفع الجمهور الذي صودف وجوده في المكان، إلى التقاط الصور من هواتفه الخلوية حين فوجئ بصاحبة «حرمت أحبك» أمامه. لذا، فقليلة هي الصور التي تسرّبت إلى الإعلام، وخصوصاً أنّ شركة الاتصالات التي تعاقدت معها وردة، أصرّت على أنّ الأخيرة تريد أن يكون الإعلان مفاجأة للجمهور، لكنّ الشركة اكتفت بإصدار بيان تتحدث فيه عن الاستقبال الحافل الذي حظيت به الفنانة من قبل الناس، وتعاونها في إطار الاستعداد للاحتفال بمرور خمسين عاماً على الاستقلال. وهي التظاهرة التي يتحدث عنها الجميع في الجزائر حالياً. ويتردد أن وردة تبحث عن أغنية تعيدها إلى الجمهور في الاحتفالية الكبيرة. علماً أنّ المرة الأخيرة التي أحيت فيها عيد الاستقلال كانت منذ أكثر من 10 سنوات، حين غنّت قصيدة «بلادي أحبك» لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، وألحان محمد بوليفة. وهي الأغنية التي عبّرت لاحقاً عن استيائها من الشكل الذي خرجت به على عكس جميع أغنياتها السابقة، التي نفّذها «موسيقيون مصريون».
يشار إلى أنّ وردة مثّلت أيضاً مادة إعلامية دسمة للكثير من الفنانين في المدة الأخيرة. بعد نصيحة فضل شاكر لها بالتوبة والاعتزال، طالب بعضهم بمقاطعة الفنان اللبناني بسبب هذه التصريحات. وجاءت التصريحات التي نُسبت إلى وليد توفيق لتزيد الطين بلة. نقلت إحدى المجلات الفنية أنّ المطرب اللبناني وصف ألبوم وردة بالفاشل، وأنّه كان سيعتزل لو كان مكانها. إلا أنّ توفيق نفى لـ «الأخبار» ما جرى تداوله على لسانه، مؤكداً أنّه لم يتطرّق بتاتاً إلى ألبوم الفنانة الأخير «اللي ضاع من عمري». يحدث ذلك وسط صمت وردة وابتعادها عن الأضواء، علما أن العديد من القنوات التلفزيونية الخاصة التي بدأت بالظهور بعد تحرير القطاع السمعي البصري في الجزائر، تبحث عن إقناع الفنانة بالظهور عبرها في برنامج حواري أو لقاء تروي من خلاله سيرتها، لكنّ أياً من هذه الوسائل لم يتوصّل إلى اتفاق معها، وخصوصاً أنّها تحدثت عن بعض جوانب حياتها الشخصية في حلقات، قدمتها قناة «أم. بي. سي» خلال التسعينيات برفقة الإعلامي الجزائري بلال العربي (مقدّم برنامج «حلوة بيروت» على LBC الفضائية)، ولم تكرر التجربة بعد ذلك أبداً.
حبّ فوق الشجرة؟
نفى الإعلامي وجدي الحكيم منذ أيام التصريحات التي نُسبت إليه عن وجود علاقة حبّ جمعت وردة وعبد الحليم حافظ، مضيفاً إنّه سيقاضي الموقع الذي نشر هذه «الافتراءات». وكانت وسائل عديدة قد نسبت إلى الإعلامي المصري تصريحات بأنّ علاقة حب جمعت العندليب الأسمر بالفنان الجزائرية، وأنّها كانت أكثر الناس حزناً على عبد الحليم عند رحيله، «إذ أغلقت البيت على نفسها أياماً طويلة حزناً على رحيله. وأغلقت البيت على نفسها، لأنّها لم تتصور غيابه بهذه السرعة».