«عرب آيدل» برنامج لهواة الغناء واليانصيب!

مروان دريباتي – تشرين

كالعادة مازال بعض المحطات الخليجية يتحفنا بالبرامج والمنوعات والمسلسلات التي لا تشدنا سوى للوراء، وآخرها برنامج «أرب آيدل» الذي يعرض الآن على شاشة MBC وهو المأخوذ عن البرنامج الأميركي «أميركن آيدل» وطبعاً الشبه فقط بالعنوان والاختلاف في كل شيء.

بداية من المفيد ان أعطي لمحة عن برنامج «أميركن آيدل»: باختصار هو برنامج لتشجيع الموهوبين من الشباب والشابات في الغناء على مستوى الولايات المتحدة الأميركية كلها، وأهم ما يميزه لجنة التحكيم التي تمتاز بخبرة ودقة ومعرفة عالية، فهي لجنة غير مجاملة على حساب الوقت وأصول الانتقاء.

أما برنامج «أرب آيدل»: وبداية من اللجنة المكونة من النجم راغب علامة والمطربة الخليجية أحلام والملحن حسن الشافعي الذي قد يصبح نجماً بعد البرنامج! فنتساءل: هل هذه اللجنة مؤهلة لتقييم الغناء العربي من محيطه لخليجه؟ وهل هي مؤهلة فعلاً لانتقاء الأصوات والمواهب الجديرة. وهل تاريخ كل فنان فيها يؤهله ليكون ضمن مسؤولية كهذه؟ المتابع للبرنامج يلاحظ أن التعليقات النقدية للجنة التحكيم تدخل في العام مثلها مثل كلام أو تعليق أي شخص غير مختص، فمثلاً يقول الفنان راغب علامة لأحد المشتركين «أنت جايب الأغنية فعلاً، غنيت بشكل جيد، أنت صوت أصلي، يسلم لي هالأداء»، أما الفنانة احلام «أحلى سلطنة، أحلى حضور، أنا استمتعت معك، المابياكل ما يكدر يغني».. وأما الملحن حسن الشافعي فيقول: «عندك شخصية رهيبة، تفوقت على نفسك، من أكثر الناس اللي أبهروني، أنت ذكي، أنت صوت كنت أدور عليه في عرب آيدل..».

فهل هذه معايير لتقييم المواهب الغنائية وعلى مستوى العالم العربي؟؟ عندما نسمع لجنة تنطق بهذه الكلمات والتعليقات ماذا تركنا للتميز والموهبة الحقيقية؟؟

ما دفعني للكتابة عن هذا البرنامج هو الانزياح الفني العربي باتجاه النمط الخليجي وهذا إذا لم يتم التصدي له فسوف يسيطر على كل أشكال الغناء العربي. فالمسألة في غاية البساطة مادام المال هو العصب الحساس وهو «الدنمو» الرئيس لكل أشكال الفن، وفي غياب من يتصدى إعلامياً للدفاع عن التراث والفلكلور الخاص فإن هذا الأمر سيؤدي إلى استسهال الغناء والاستهتار به، فبرامج كهذه تضرب القيم الفنية والمعايير كلها، فتغيب شروط الغناء على صعيد الكلمة واللحن والصوت والشكل والظهور الفني ويصبح المهم بالنسبة لهواة الغناء هو الوصول لبرنامج أو محطة من هذه المحطات والتي تتحول إلى أحلام عند جيل الشباب، فالشغل الشاغل لعدد كبير من الشباب هو الانتظار لدورة ثانية وثالثة للبرنامج، كمن ينتظر أن يربح ورقة يانصيب وهو لم يسحب بعد!..