2012/07/04
شيماء محمد – دار الخليج
بعد غياب سنوات طويلة يعود النجم كريم عبدالعزيز مرة أخرى إلى الشاشة الصغيرة، التي كانت أحد أسباب نجاحه وانتقاله إلى عالم النجومية، رغم أنه لم يقدم بها إلا عملاً واحداً فقط وانتقل بعدها إلى السينما التي سجل فيها نجاحات عدة، وقدمته كبطل شعبي يحاول البحث عن سبل جديدة للعيش، حيث تبنت أعماله هموم المواطن المصري . إلا أن كريم عبدالعزيز كان من الفنانين الذين آثروا الصمت أثناء الثورة المصرية وبعدها، خاصة بعد إصابته بأزمة صحية قوية اضطر على إثرها للسفر والخضوع لعدد من الجراحات . حول عودته للدراما التلفزيونية وأزمته الصحية وأعماله الجديدة كان لنا معه الحوار التالي . .
في البداية نود أن نعرف ما سر اختفائك خلال العام الماضي؟
كان هذا الاختفاء بسبب الأزمة الصحية الكبيرة التي عانيتها ولم أكن أتوقعها أبداً .
لكن كثيرين برروا هذا الاختفاء بأنه محاولة لتجنب الحديث في السياسة خاصة بعدما تعرض بعض الفنانين لهجوم على مواقفهم؟
هذا غير حقيقي بالمرة فأنا كنت مريضاً فعلاً وحتى لو لم أكن تعرضت لأي أزمة صحية، فأنا بطبيعتي لا أحب الحضور الإعلامي إلا عندما يكون لدي عمل أتحدث عنه، ثم إنني فنان ولست محللاً سياسياً لأتحدث في السياسة، وأجد أن أفضل طريقة للفنان للتعبير عن رأيه هو أعماله وأغلب أعمالي التي قدمتها طرحت بها الكثير من قضايا الفساد ومعاناة المواطن البسيط في الحياة، وأعتقد أن هذه النوعيات من الأعمال التي قدمها الكثير من الفنانين كانت وقوداً للثورة المصرية، وكشفت الحالة التي وصلنا لها والتدهور الاجتماعي الذي عانيناه منه، ومن يتذكر الشعار الذي ردده ويردده الشباب في الثورة “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”، يجد أن هذا ما قام الفن بطرحه خلال السنوات الماضية .
تعود للتلفزيون بعد 13 عاماً منذ آخر عمل تلفزيوني قدمته، لماذا الآن؟
ليس هناك سبب محدد، ولكن لأن السينما أخذتني وقتاً طويلاً، ولكن طوال هذه السنوات لم أنس أبداً أنني ابن الدراما التلفزيونية وبدايتي كانت في مسلسل “امرأة من زمن الحب” مع الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، وكنت أسعد دائماً عندما يعرض عليّ عمل تلفزيوني إلا أن المشكلة كانت في توقيت عرض النص تلفزيوني عليّ حيث أكون مرتبطاً بأعمال سينمائية، إضافة إلى أن عودتي للتلفزيون ستكون هذه المرة مع الكاتب الكبير بلال فضل، الذي قدمنا معاً أكثر من عمل سينمائي، إضافة إلى المخرج محمد علي، الذي انبهرت بمسلسله الذي عرض في رمضان قبل الماضي “أهل كايرو”، وهو من تأليف بلال فضل أيضاً، وتمنيت العمل معهما في الدراما التلفزيونية .
ألم يكن ذلك بسبب المشكلات التي تعانيها السينما في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي؟
المشكلات التي تعانيها السينما ليست جديدة، ومنذ زمن والسينما تعاني المشكلات ونتحايل عليها، ثم إن حالة عدم الاستقرار مرحلة وستنتهي قريباً إن شاء الله، أضف إلى ذلك أن لديّ عملاً سينمائياً يتم التحضير له وسنبدأ في تصويره فور الانتهاء من المسلسل .
حدثنا عن مسلسل “الهروب” الذي تعود به للتلفزيون؟
“الهروب” اسم مؤقت للعمل ولم نستقر إلى الآن على الاسم النهائي، وأجسد فيه دور شاب تخرج في كلية الهندسة بتفوق، ويبحث عن فرصة عمل في مدينته التي يعيش فيها، ولكنه عندما يفشل يضطر إلى التنقل في عدد من المحافظات المصرية من أجل إيجاد فرصة، إلى أن يتم اتهامه ظلماً في جريمة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك، وتبدأ رحلته في الهروب من هذا الاتهام، ثم تحدث مفاجأة غير متوقعة .
كم استغرقت من الوقت للتحضير للعمل؟
نحن نعقد جلسات عمل مكثفه منذ 3 أشهر نتحدث فيها عن كل تفاصيل العمل، كما أنني أحرص حالياً على استعادة لياقتي البدنية والاطمئنان إلى صحتي، إذ توقفت تماماً عن التدخين والسهر وخفضت وزني حتى يتناسب مع الشخصية .
معروف عنك تخوفك من العمل مع كتاب ومخرجين جدد، فكيف كان اختيار المخرج محمد علي؟
هذا غير صحيح والدليل أنني بدأت مع الكاتب بلال فضل منذ فيلم “حرامية في كي جي تو”، ثم قدمنا العديد من الأعمال معاً، والمخرج محمد علي مبدع ورأيت له “أهل كايرو” وبهرني مخرجاً، كما قدمت فيلم “ولاد العم” مع السيناريست عمرو سمير عاطف، ولم يكن قد سبق لنا العمل معاً، إضافة إلى أنه جمعتني جلسات عمل مع الفنان والسيناريست أحمد فهمي، وكنا نجهز للعمل معاً إلا أنني وقتها كنت منشغلاً بآخر أعمالي، فأنا كفنان أبحث دائما عن العمل الجيد، والجديد أيضاً .
هل سيتطرق العمل إلى الثورة المصرية وكيف سيتم ذلك؟
هذا حقيقي فالعمل سيتطرق إلى الأسباب التي فجرت الثورة المصرية وقيامها حتى تنحي الرئيس السابق، وما تلاه من الأحداث التي أثرت في المواطن المصري وفي البطل وأسرته، ولكن ذلك سيتم في إطار اجتماعي به الكوميديا والبسمة وعناصر التشويق المختلفة، لأن العمل الجيد من وجهة نظري هو ما يوصل رسالته دون مباشرة ويحمل داخله عناصر الجذب للمشاهد .
ولكن أغلب الكتاب والفنانين أكدوا أنه من المبكر الحديث عن الثورة المصرية . ألا تخشى من أن تأتي جرأتكم في الإقدام على هذه الخطوة بنتائج عكسية؟
عندما نتحدث عن الثورة المصرية وما تلاها، فالكاتب بلال فضل يرصد التغيير الكبير الذي حدث لشخصية الإنسان المصري الذي كان كل ما يهمه هو إيجاد سبل للحصول على “لقمة العيش”، والسعي من أجلها والهروب من الظلم الذي يتعرض له لأنه كان يعلم جيداً أنه لا يستطيع مواجهته أو حتى تحديه، ولكنه في لحظة ما قرر هذا الشعب الاتحاد والوقوف أمام هذا الظلم الكبير ومواجهته، بل إزاحته ومحاكمته أيضاً وكسر حاجز الخوف، وتبقى لنا تحد أكبر بعد الثورة وهو قدرتنا على البناء واستيعاب تنوع النسيج الاجتماعي للمجتمع .
ألا تشعر بالقلق وأنت تتحمل لأول مرة بطولة عمل تلفزيوني يدخل كل البيوت ويحمل كل تلك الهموم بداخله؟
طبعاً أشعر بالقلق والخوف ولكن ما يطمئنني هو النص الجيد والمخرج المتميز، خاصة أن المسلسل ليس عملاً عادياً فنحن سنقوم بالتصوير في أغلب المحافظات المصرية وسط تلك الحالة الأمنية المتوترة، كما أن العمل يحتوي تركيبة شديدة الصعوبة بها عناصر التشويق والحركة، وهذا مجهود كبير جداً ولكنني متفائل وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور .
هل تضع في اعتبارك المنافسة في رمضان المقبل خاصة أنك تخوضها مع كم كبير من النجوم وأغلبهم نجوم سينما؟
أنا أؤمن بأن النجاح من عند الله سبحانه وتعالى ولا أخشى أبداً المنافسة، خاصة أننا لم نكن نريد تلك المنافسة ولكن التأجيلات المتعددة لأعمالنا هي ما جعلت تلك المنافسة مطروحة ومفروضة علينا، ثم إن الموسم الرمضاني يستوعب أعمالنا جميعاً فالوضع مختلف عن السينما .
بمناسبة كم النجوم في الأعمال الرمضانية، هل صحيح أن النجوم يهربون حالياً من أزمة السينما للدراما التلفزيونية؟
هذا غير منطقي لأنني متعاقد ومرتبط بمشروع فيلم سينمائي سأعمل به بمجرد انتهائي من المسلسل، ثم إنني تعاقدت مع المنتج صفوت غطاس على عمل تلفزيوني منذ عامين وحدثت العديد من التأجيلات بسبب مرضي وبسبب البحث عن نص جيد أقدمه الآن، كذلك هناك الفنان أحمد السقا الذي يصور حالياً فيلمين هما “بابا” و”المصلحة” الذي يشاركه بطولته أحمد عز الذي أنهى بدوره فيلم “حلم عزيز”، وأحمد حلمي يستعد لعمل جديد، وهذا يعني أننا نعمل وأن السينما تعمل ونحن لا نهرب منها بل نسعى للعودة للدراما التلفزيونية بأعمال جيدة .
ما الجديد لديك بعد المسلسل؟
لدى العديد من الأعمال السينمائية ومنها فيلم “فلان الفلاني شو”، وفيلم مع أحمد فهمي لكنني منذ أن قررت البدء في تصوير المسلسل أجلت كل أعمالي السينمائية، ولم أستقر على أي عمل سينمائي سأدخله حتى الآن، وخاصة مع حالة التوتر التي أشعر بها منذ بداية تصوير المسلسل، حيث إن أي عمل سينمائي سأعمل به يجب أن يكون مختلفاً تماماً لأنه سيتم عرضه في موسم عيد الأضحى.