2012/07/04
دار الخليج
فيلم في العروض منذ ثلاثة أسابيع بنجاح جيّد . آخر دخل السوق قبل يومين . وقبل نهاية الشهر الحالي ينطلق فيلم ثالث، ثم هناك فيلم رابع سيلوح في الأفق مع مطلع شهر مايو/ايار المقبل . وفي مكان بين هذه جميعاً، هناك فيلم خامس لم يحدد موعد عرضه بعد . الجامع بين هذه الأفلام أنها لبنانية . والمشترك بينها أنها تتوجّه إلى السوق اللبنانية بمزيج من الثقة والحذر . وهناك أسباب موجبة .
الفيلم الذي بوشر بعرضه عنوانه “سيولة نقدية” (أو كما يصر الملصق على عنوانه الإنجليزي Cash Flow)، كوميديا كتبها وأخرجها سامي قجّان الذي يحرص على التأكيد أن الفيلم هو مئة في المئة لبناني . بمعنى أن التمويل، الذي وفرته شركة عادة ما تنتج للتلفزيون اسمها Day Two Pictures لم تسع لتمويل الفيلم بالاشتراك مع جهة عربية او أجنبية .
الفيلم الثاني هو “تاكسي البلد” أخرجه وكتبه دانيال جوزيف من إنتاج وليد فخرالدين وبطولة طلال الجردي وكارينا لوغ ومجموعة كبيرة من الأسماء تلعب أدواراً منتشرة على جانبي المنطقتين الجغرافيّتين اللتين تشكلانه: القرية والمدينة . فبطل الفيلم يوسف (الجردي) سائق تاكسي في بيروت حيث تقع غالبية المشاهد، ولو أن الفيلم يعود بنا أكثر من مرّة الى حياة بطله حين كان صبياً في العاشرة يعيش في إحدى القرى الجبلية . إنها قصص من “الضيعة” التي لا تفعل أكثر من إلقاء ظل على خلفية بطل الفيلم من دون أن تشكّل وجوداً درامياً ملحّاً . وهو من تمويل لبناني وإماراتي مشترك .
أما الفيلم الثالث فهو “إنسان شريف” للمخرج جان-كلود قدسي الذي أخرج قبل أعوام عدّة فيلماً عنوانه “آن الأوان” . الفيلم الجديد شهد عرضاً خاصّاً قبل أيام قليلة وكشف عن تعامله حول موضوع جرائم الشرف من خلال قصّة رجل كان ترك الأردن إلى لبنان هرباً من الثأر بعدما ارتكب جريمة شرف بسبب امرأة أحبّها .
الفيلم الرابع هو “تنورة ماكسي” لجو بوعيد، وهو مخرج آت من خلفية إعلانية، ومثل “تاكسي البلد” شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي . دراما مُعنى بتنفيذها من بطولة جوي كرم وشادي تينه وكارول عبّود .
أما الفيلم الخامس الذي لم يحدد موعد عرضه بعد فهو “الفالانتاين الأخير لي في بيروت” لسليم الترك . وهو أول فيلم عربي بالأبعاد الثلاثة وكان عُرض تجريبياً على هامش مهرجان “كان” في دورة العام الماضي بتوقيع مخرجه وكاتبه سليم الترك .
تنطلق هذه الأفلام متتابعة على وتيرة الجمع بين العنصرين الترفيهي والانتقائي . الأول حبّاً بالوصول إلى الجمهور العريض والثاني حبّاً بالحصول على تقدير لجان التحكيم إذا ما تسلل الفيلم إلى هذا المهرجان او ذاك . الثابت أنه منذ نجاحات المخرجة اللبنانية نادين لبكي في الأسواق اللبنانية والعربية والعالمية (أيضاً)، أي منذ أن حققت “سكر بنات” قبل أربعة أعوام، مكررة هذا النجاح على نطاق أوسع في فيلمها الثاني “وهلأ لوين”، وهناك رغبة لتقليد نجاحها ذاك في أفلام أخرى . والأهم أن هناك رغبة في كسر المتوارث من العادات . فالجمهور اللبناني واصل العزوف عن الأفلام اللبنانية ذاتها منذ سنوات عدّة بل في أغلب سنوات الأمس . وقد حاول سينمائيون عديدون بعث اهتمام ذلك الجمهور بالفيلم اللبناني من دون نجاح، بذلك راوحت بضعة أفلام في السنوات العشر مكانها حين انطلقت على الشاشات اللبنانية ثم انسحبت بعد أسبوعين أو ثلاثة بهدوء . من بين تلك الأفلام شريط برهان علوية الأخير “خلص” وفيلم بهيج حجيج “شتّي يا دني” قبل أقل من عام .