2012/07/04
ندى مفرج سعيد - الشبكة
لا يمكن أن تطل اعلامياً من دون أن تحدث تصاريحها بلبلة، وهي تكشف أنها ستعتزل الفن في سن الأربعين، لتبقى في نظر الجمهور "باربي". وتبدي خشيتها بصراحة على مستقبل الفن في أم الدنيا، وترفض العودة إلى العصر الحجري لأن المواقف الشخصية تسيّر اليوم الخط الفني عربياً... "الشبكة" التقت دومينيك حوراني وكان الحوار الآتي.
الشبكة: مَن يتابع تصاريحك وإطلالاتك يلمس أنك في حيرة، فتارة تصرحين أنك ستغادرين إلى لوس أنجليس، وطوراً إلى موناكو...
دومينيك: لست محتارة، بل بالعكس وجدت نفسي الآن، والفنان يجب أن تفتح أمامه الأبواب عالمياً إذا تم ذلك مصادفة. فأنا لن أغيّر إقامتي في لبنان، لكن فنياً الأمر يضيف إلى رصيدي ويمنحني الانتشار، والدليل أن التلفزيون الكردي حضر لبنان لإجراء حوارات معي ومع فنانين على الرغم من أنهم لا يفهمون لغتنا، وإنما لأن الناس في كردستان يتابعون أعمالنا التي تعرض
أيضاً على التلفزون الايراني. أيضاً كرمني التلفزيون الفرنسي في إطار تكريمه النجمات العربيات، بعد أن لمسوا الجماهيرية التي نحققها. وهذا دليل نجاح.
الشبكة: هل عينك على أدوار أنجلينا جولي في هوليوود، بعد أن تم اختيارك في كليب "ورّيني وري" مكانها لأنك الأكثر شبهاً بها؟
دومينيك: جاءت قصة الكليب بعد ان سأني جمهوري عن الذي سأقدّمه بعد "عتريس"، بعدما كتبنا في نهاية الكليب "قريباً زواج دومنيك من عتريس". وهنالك من يتصل بي من الكويت ويسألني عن زوجي عتريس لأنهم صدقوا الامر. فكانت فكرة انتقال دومينيك وعتريس من الصعيد الى المدينة. وكنت بصدد تنفيذ الفكرة في فيلم سينمائي، واستكمل المخرج إدوار مشعلاني الفكرة بعد أن طلبت منه أن يكون الاتجاه من الصعيد مباشرة إلى هوليوود، فكانت فكرة أن منتجين من هوليوود يبحثون عمّن يحلّ مكان الممثلة العالمية التي غابت عن افتتاح أحدث أفلامها، وشاهدوني مصادفة وقرّروا انني الأقرب الى هذه الممثلة. واختار المخرج أن تكون أنجلينا جولي لاعتباره بوجود تشابه. وأعجبت بفكرته...
الشبكة: هل توافقين اليوم على عرض هوليوودي طرح سابقاً اسم أنجلينا جولي أو غيرها لبطولته؟
دومينيك: لا مشكلة لي لأن هوليوود حلم مهما يكن الفيلم. أنا اجتمعت مع منتجين من هوليوود لإنتاج فيلم، لكنّني توقفت بسبب الطمع بأموال زوجي، لأنني أبحث عن فرصة هناك لمهاراتي في التمثيل.
الشبكة: هل يعني هذا أن زوجك أراد إنتاج الفيلم لك؟
دومينيك: لم يعارض بعد أن عرضوا عليه انهم يريدونني في الفيلم مقابل مبلغ من المال.
الشبكة: لكن عندما نتكلم على إنتاجات في هوليوود، يكون ذلك بمليارات الدولارات، وتالياً يرصد المنتجون دائماً أموالاً طائلة لأي إنتاج.
دومينيك: صحيح أن الفيلم في هوليوود استثمار جيد ويعيد أمواله مع أرباح طائلة.
الشبكة: ولماذا لم يوافق زوجك إذاً على استثمار أمواله هناك؟
دومينيك: أنا قلت إن زوجي وافق ولم يمانع الاستثمار في الفيلم، لكن أنا لم أشأ الدخول إلا بكفاءتي بعد أن قال لي النقّاد إنه ليس من الجيّد أنّ أدخل هوليوود بأموال زوجها. ودائماً هنالك فرص مع هوليوود وخصوصاً أنني أسافر باستمرار. أضف إلى ذلم أن لغة الميديا اليوم تفتح العيون الأجنبية عليك، وهنالك الكثير من المنتجين الذين يبحثون عن الحلقة الناقصة لإيجاد الممثلة الجديرة بالدور.
الشبكة: لماذا إذاً لم يقع عليك أي دور حتى الآن؟
دومينيك: هنالك الكثير من العروض وخصوصاً بعد نجاح عملي في مصر، إذ من خلال مشهد واحد لا يزال الجميع يناديني باسم "ماسي". هذا دليل نجاح. العروض كثيرة لكنّ الإنتاج العربي ضعيف اليوم، كما هو الحال مع كل صناعة الفن.
الشبكة: إذاً عندما تحدثت عن السفر الى لوس انجليس بعد رفضك غلاف مجلة "بلاي بوي"، لم يكن هنالك من عرض جدّي للتمثيل؟
دومينيك: زوجي خيّرني أين من الممكن أن نلتقي ونعيش في بلد يجمعنا، إذ لا يمكنه العمل في أي بلد، وأنا أشعر أنني منبوذة من الدولة اللبنانية، ولدي إحساس بالذنب تجاه إبنتي لأنها لا تحمل جنسية أجنبية، لأن الوالد أجنبي والأم لبنانية. وهي تعيش في لبنان حسب الاقامة، وأسأل دائماً كيف أنني لبنانية وابنتي ليست لبنانية. فاقترح زوجي أن نعيش معاً في لوس انجليس.
الشبكة: لماذا لم توافقي؟
دومينيك: لأنني لا أحب أن أعيش خارج لبنان، لكن الموضوع اليوم قيد الدرس.
الشبكة: لكن إذا تكلمنا بعيداً عن الفن على الحالة العائلية الطبيعية، فإن العائلة يجب أن تجتمع في مكان واحد. وأنت عندما تزوجت، كنت تعرفين مسبقاً ان طبيعة عمل زوجك لن تسمح له بالوجود في لبنان؟
دومينيك: عندما تزوجت لم تكن هنالك أزمة اقتصادية عالمية، ولم تكن الاوضاع كما هي عليه اليوم في الشرق الاوسط الذي يعيش على كف عفريت، حيث لا نعيش الأمان اليوم. وأنا لا أشجع أحداً على المغادرة.
الشبكة: أين هو زوجك اليوم؟
دومينيك: في فيننا. لكن، في النهاية، يجب ان نجد بلداً يجمعنا. وانا أتمنى وأحلم أن يستقر الوضع في لبنان، لأستكمل حياتي مع عائلتي في لبنان.
الشبكة: وفي حال لم يحصل ذلك؟
دومينيك: لست ممَّن يفكر كثيراً في المستقبل ولا سيما في ظل ظروف أكبر منك سياسياً تميت أحلامك، فتعيشين كل يوم بيومه.
الشبكة: أوليس حلم كل فتاة أن تعيش مع رجل يحبها ومتمكن مادياً، ولو خارج بلدها، وينفّذ لها طلباتها؟ كثيرات يحلمن بأن يكونن مكانك؟
دومينيك: أنا لا أحب أن أترك بلدي على الرغم من أن ذلك خسّرني الكثير. هذه وطنيّة منّي.
الشبكة: لكن لماذا تلاحقكك دائماً إشاعات الطلاق، إلى أي مدى تعنيك؟
دومينيك: تبقى إشاعات، وخبرية صغيرة يزيد عليها كل واحد ما طاب له فتتضخم. ونحن، كأي ثنائي، نختلف ونتصالح ونبتعد، ثم نعود إلى بعضنا.
الشبكة: وأنت اليوم في أية مرحلة من هذه؟
دومينيك: لا أريد أن اتحدث كثيراً عن حياتي العائلية لأنه موضوع مستهلك، وأشعر أن حياتي لم تعد لي إذا تحدثت عنها في الاعلام، ولا يمكن الإنسان أن يفصح عن كل شيء، لأن ذلك يفسح في المجال أمام الناس الأشرار وينقلب عليه. إذا حدثت اي تطورات أعلمكم بها.
الشبكة: كتبت كلمات أغنية "يا ريت ترجع"، وكان يفترض أن تطرحيها في "عيد الحب"، وقلت إنها نتاج تجربة عشتها وموجهة الى شخص معيّن. متى عشت هذه التجربة؟ والى مَن وجهت الأغنية؟
دومينيك: كتبت الأغنية منذ زمن لأنني شعرت أنني لم أعد أستطيع ان أعيش بعيداً عن زوجي، ويجب ان نعود إلى بعض.
الشبكة: هل استمع إلى الأغنية؟ وما كانت ردة فعله؟
دومينيك: بالطبع، استمع اليها وذرفت عيناه الدموع، وقال لي إنه يحبني لأنني أمتلك إحساساً مرهفاً، ويتمنى دائماً أن تتحسن الامور باتجاه ما نريده، وخصوصاً أنني صبرت كثيراً بعد أن مر بمشكلات، ووقفت الى جانبه حتى تخطاها. وقد قدّر الأمر، وأشعر ان الله كافأني لأنني لم أترك إنساناً في ضعفه. وسأطرح الأغنية قريباً بعد أن لحنها لي حسام خوري.
الشبكة: هل ما زلت تعتمدين على الإنتاج الخاص؟
دومينيك: أنا لا أحب أن يضعني أحد في الدرج، لذلك أنتج لنفسي.
الشبكة: أين أنت من "تويتر" موضة الفنانات اللبنانيات اليوم؟
دومينيك: أنا أتابع كل أنواع الميديا من خلال مكتبي.
الشبكة: لماذا ليس شخصياً كما تفعل كل من إليسا وهيفا ونوال وكارول ونانسي ونجوى اللواتي ينشرن شخصياً صورهن وتحركاتهن وأخبارهن، وهل تتابعين ما تكتب الفنانات؟
دومينيك: الفنان الحقيقي لا يمتلك الوقت لمتابعة تويتر. وأنا لا يمكن أن أتابع شخصياً التويتر والفايسبوك لأن لدي الكثير في الحياة غير الفن أهتم به. وتويتر أصبح اليوم موضة، وشعبيته هي الاقل في العالم. أنا أركز على عملي ولا أتابع غيري، لأن مَن يتابع غيره يعني أنه يغار ويريد أن يتقمّص غيره ويقتبس أخباره، وأشكر الله أنني لا أتابع غيري.
الشبكة: اختارك التلفزيون الفرنسي كرمز للأناقة، فأية فنانة لبنانية تلفتك أناقتها؟
دومينيك: لا أحب التسميات، لكن تلفتني نجوى كرم لأنها محافظة على أناقتها وعلى وجسدها وشكلها.
الشبكة: إلى أي مدى تواكبين الموضة؟ وهل تؤمنين بأن مع تقدم الفنان في السن يجب أن تختلف الموضة التي ينتهجها؟ وهل تعترفين بعمرك أم تخفين سنك؟
دومينيك: أتابعها بتفاصيلها، وإذا اشتريت ملابس اليوم ولم تعد على الموضة غداً أتخلى عنها، وخصوصاً أن معايير الموضة تتغير كل يوم. اذا كان هدفي أن أكون فنانة شاملة تركز على ليونة جسدها وشكلها، أشرف لي أن أعتزل في سن الأربعين ولا سيما أن شكل المرأة يتغير، وتالياً لا يمكن أن تأخذ أدوار "باربي". وهكذا أبقى في نظر الناس "باربي" علماً ان لدي الكثير من الوقت لأصل الى هذه السن.
الشبكة: هل تمتلكين الجرأة للاعتزال؟
دومينيك: بالطبع، فلو لم يمر زوجي بمشكلات لكنت اعتزلت. ثم تجدين ان الجمهور يطالبك بالاستمرار. ووجدت انني ولدت فنانة، ولا يمكن ان أتوقف عنه، وقد يتحوّل في الأربعين الى التمثيل.
الشبكة: معروف أنك تقدّمين مع فرقتك لوحات استعراضية على المسرح إلى جانب الغناء، لماذا لم تقدّم لك في مصر الفوازير كما حصل مع ميريام فارس؟
دومينيك: لا تقارنيني بميريام لأنّ عندي الكثير من الفرص التي لم أوافق عليها. والفوازير ليست كلمة سهلة،ـ وكل الاعمال الفنية جيدة في حال كان الانتاج ضخماً، مع وجود استثناءات نادرة في حال امتلكت الفنانة الكاريزما والحضور والشخصية، فتطغى مقايسها هذه على الانتاج. لكن اليوم هنالك اتجاه للتركيز على الإبهار الانتاجي أكثر من الفنان.
الشبكة: هل من أعمال لك في مصر؟
دومينيك: لا، ليس لي أعمال في مصر، وأتمنّى أن تبقى مصر "أم الدنيا وأم الفن"، وأنا من اللواتي يخشين على مستقبل الفن في مصر، لأنهم يقولون أن هذا المستقبل ليس مضموناً مع تغير النظام.
الشبكة: ما رأيك في تصريح وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك برفض غناء إليسا ونانسي عجرم في قرطاج؟ وهل من الممكن أن تمنعي من الغناء أيضاً عربياً؟
دومينيك: هذا الفيتو على الفنانين هو موقف شخصي، لأن الفن إذا بقي مكبوتاً في 2012، فمعنى ذلك أننا سنتحول الى بلاد متأخرة ورجعية. يجب عدم وضع الشروط على الفن والفنان إذا كان له جمهوره. والجميع ليس مرتاحاً حتى لقرارات بعض المحطات التي ذهبت الى إيقاف عرض الكليبات. فإذا ظهرت كتف فنانة في كليب، فهذا لا يعني ان هذا فنّ هابط، بل أنّ هذه المحطات تسعى لإرجاعنا الى العصر الحجري، ويعني كبتاً نفسياً يجب ان نجد له حلاً بأسرع وقت ممكن. ولبنان يضم أكبر عدد من الفنانين الناجحين، وإذا حجبهم أحد فهذا بسبب الغيرة.