2012/07/04

"آسيا" تنطلق في آذار: طموحات أكبر من الموازنة!
"آسيا" تنطلق في آذار: طموحات أكبر من الموازنة!


فاتن قبيسي- السفير



تطل قناة "آسيا" على جمهورها في آذار المقبل، بعد تحضيرات دامت سنتين، وذلك في طار بث تجريبي بمعدل 16 ساعة يوميا، على أن تنتقل الى مرحلة البث الاعتيادي في الصيف المقبل، مع اكتمال الشبكة البرامجية.

ورغم أن القناة تم تعريفها إعلاميا بأنها قناة عراقية، واقترن اسمها برئيس "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي كممول رئيسي لها، الا أن المدير العام انتفاض قنبر، الذي استلم دفتها في تموز الماضي، يقول لـ"السفير" إنها "ليست قناة عراقية، ولا عربية، بل إنها قناة ناطقة باللغة العربية، وموجهة الى العالمين العربي والإسلامي". وينفي صلة الجلبي بالتمويل مردفا: "إنه صديق حميم للقناة، لقد حرر العراق، وقد نستفيد منه كصديق، وليس كممول أو إداري"!

كما ينفي أن ايران شريكة في التمويل، مكتفيا بالإشارة الى "أن الممولين هم رجال أعمال عراقيون وغير عراقيين"!

ومع اقتراب الاستحقاق، تعج مكاتب القناة في منطقة الجناح، بالموظفين في حركة لا تهدأ، على أن تبدأ البث في الثامنة صباحا من خلال برنامج "صباح آسيا"، مع تقديم موجز إخباري كل ساعة، بإشراف مدير تحرير الأخبار الزميل عبد الله شمس الدين، وذلك تحت شعار "الجرأة والعمق والدقة".


لماذا سميت بآسيا، هل لأنها موجهة أساسا الى هذه القارة؟

يرد قنبر موضحا أن "آسيا هي أكبر القارات، لكنها مغيبة ليتم التركيز إعلاميا على أوروبا وأميركا. وهي تمثل أصل العراقة والأديان والحضارات".

ما هو المحور الجغرافي الذي ستركزون عليه في تغطيتكم الإخبارية؟


يرد بالقول: "إنه المحور الرباعي: سوريا، العراق، إيران وتركيا، لأنه يشكل أهم منطقة في العالم من حيث الموارد النفطية والمياه، وهو مركز الحضارات للدولة الأموية، والعثمانية، والعباسية، والصفاوية. لذا سنعمل مستقبلا لإضافة نشرات إخبارية باللغات الإنكليزية، والفارسية، والتركية".

ما هي العواصم التي افتتحتم فيها مكاتب للقناة؟

يجيب قنبر بالإشارة الى أن "هناك 120 موظفا في لبنان، و20 آخرين في العراق، بالإضافة الى عدد من الموظفين في مكتبي طهران وواشنطن. وسنفتتح قريبا مكاتب في كل من دمشق، واسطنبول، ولندن".

وعن الموزانة السنوية، يتحفظ عن ذكر أرقام قائلا: "الميزانية كافية لإدارة عمل القناة، وستزيد مستقبلا. لكن أؤكد لكِ أنها لن تكون كافية لتناسب طموحاتنا، ولو تضاعفت نسبتها!".

ما هي طموحاتكم، وهل يمكن الدخول في غمار المنافسة مع الفضائيات الكبرى؟

يرد قنبر بالقول: "نطمح الى أن نقارع قنوات ممولة من دول بموازنات مفتوحة ("الجزيرة"، و"العربية"). وسندخل المنافسة لأننا نملك العمق والخبرة. عايشنا الكثير من الأحداث خلال السنوات الـ 20 الماضية، وكنا جزءا من الماكينة التي حررت العراق وأسقطت النظام. واجهنا الموت والمآسي واكتسبنا عمقا استراتيجيا في فهمنا للأحداث يمكن أن نستثمره اليوم، خاصة أنها ليست قناة بروباغندا بل قناة واقعية وموضوعية".

وعن الثورات العربية يقول: "نحن مع الثورات ونساند الشعوب، كما ندعمها في تطلعاتها ضد كل الاحتلالات. ونحن مع اقتصاد السوق الحر".

وماذا عن العراق، هل أنتم مع حكومة نوري المالكي أم ضدها؟

يجيب: "ستكون تغطيتنا لصالح الشعب العراقي. وسنكون مع المالكي أو ضده تبعا لسياسته تجاه الشعب".

وماذا عن سياسة القناة إزاء أحداث سوريا؟

يوضح قنبر ان "القناة مع الإصلاح الجذري وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، التي تعطي حزب البعث حق الحكم بمفرده. لقد حاربنا حزب البعث في العراق لقناعتنا بأنه لا لحزب واحد يدير الأمة. لكننا في الوقت ذاته، لن نكون رهنا لمخططات خارجية تركب موجة الإصلاح وتحولها لمخطط لإحراق سوريا أو لجرها لحرب أهلية. وقد رأينا ذلك في العراق، حيت كان من يدّعي مقاومة الاحتلال الأميركي يقتل الناس لأغراض طائفية. والجهات المتطرفة التي تدعي الإسلام هي ذاتها ساندت القوى الخارجية في كل من العراق وسوريا. وما يحصل اليوم في حمص هو ذاته حصل في الفلوجة 2004".

ويضيف: "نحن مع تقريب وجهات النظر بين النظام السوري والمعارضة البناءة، وهذا يعكس موقفنا أيضا في البحرين. والخطر أن يحل مكان النظام الحالي في سوريا نظام تكفيري إرهابي".

وعن موقف القناة إزاء لبنان، يشبّه قنبر الوضع السياسي والطائفي فيه بالوضع العراقي، بما فيه نموذج الديموقراطية النسبية. "لذا أفهم الخصوصية اللبنانية أكثر من أي عربي آخر. وستشمل تغطيتنا كل الأطراف. لكننا لن نخفي تأييدنا لأطراف نرى أنها تقف مع الشعب اللبناني. فنحن مثلا مع تحرير الجنوب والمقاومة، لكننا في الوقت ذاته لن نكون طرفا كما تفعل بعض الفضائيات اليوم. بل سنبيّن وجهة نظرنا بشكل موضوعي وصريح وشجاع"، يقول.

وفيما ستنطلق القناة احترافيا في الصيف، غير أن الجاهز اليوم في جعبتها ليس قليلا. فهي ستقدم برامج عدة من إنتاجها، ومنها السياسية مثل: "المحور" ويتناول الأمن الاستراتيجي ويقدمه الزميل ماريو عبود. "كليب توكراسي" يقدم وثائق عن السرقات والفساد الحكومي وتقدمه الزميلة سهير مرتضى، "واشنطن 360 درجة" يقدمه مدير مكتبها في واشنطن عادل عوض، "طهران الحدث" يقدمه مدير مكتبها في إيران محمد شمص، "الشرق الأوسط 2020"، "الذاكرة الحية"، "قلب العالم"، "من المراسلين"، "لو لم يحدث كيف سيكون؟"، "الرياضة والسياسة"، "أنت والدستور" (مدته دقيقة يوميا)، وبرنامج إقتصادي، تضاف اليه نشرة اقتصادية ثلاث مرات أسبوعيا.

وفي مجالات منوعة، تقدم القناة مسلسلين دراميين ـ وثائقيين: "سماسرة الاحتلال"، و"تاريخ الحضارات الإسلامية". وبرامج فنية مثل "صفحات" يقدمه الفنان جهاد الأطرش، و"تاريخ السينما". الى جانب البرنامج السياحي "شواخص"، والبيئي "الحياة والأرض"، والصحي - الغذائي "ميتابوليك"، ورابع حول فن العمارة.