2012/07/04
يزن كركوتلي - دار الخليج
إن صح التعبير، يمكن القول إن الفنانة السورية سوزان سكاف هي واحدة من الفنانات المنسيات، وإحدى اللواتي تعرضن للظلم في الدراما السورية، وبالرغم من امتلاكها الموهبة لأداء أدوار صعبة غلبت على معظم أدوارها النمطية في ما تقدمه، فإما المرأة المتزوجة أو الموظفة، وذلك يعود لقلة الفرص التي عرضت عليها فتجد نفسها مضطرة لقبول تقديم أدوار هي غير مقتنعة بها .
وتعد الفنانة سوزان أن الفنان يظلم في الدراما حين لا يأخذ فرصته، وليس المخرجون أو شركات الإنتاج وحدها من يظلم الفنان، بل يتعدى الأمر إلى فنانين يظلمون زملاءهم أيضاً، وترى سوزان أن أعمال البيئة الحمصية مظلومة في الدراما السورية، وأن من أسباب الانتقادات التي وجهت إلى مسلسل “وادي السايح” الإنتاج ثم الإخراج، إضافة إلى أن حمص فقيرة بالممثلين النجوم، ويقع الكثير من الفنانين في مطب اللهجة خلال تنفيذ عمل بيئة حمصية من خلال عدم إتقانها بالشكل المناسب .
وتقول سوزان إن كثرة الفنانات في الدراما السورية أدت إلى الاستسهال في العمل الفني، وأصبح الأهم بالنسبة للكثيرين “جمع الأموال”، تشير إلى أنها اتجهت إلى الدوبلاج بكثرة مؤخراً لأنه يؤمن لها استقراراً مادياً عندما لا يكون عندها تصوير عمل ما .
“الخليج” التقت الفنانة سوزان سكاف، وكان معها الحوار الآتي:
ما مشاركاتك للموسم الدرامي 2011؟
شاركت في مسلسل “السراب” للمخرج مروان بركات، ومسلسل “يوميات مدير عام2”، وكذلك في عمل البيئة الحمصية “وادي السايح”، وكنت ضيفة في مسلسل البيئة الشامية “الدبور2” .
ماذا عن دورك في “وادي السايح” وهو عمل بيئة حمصية؟
دوري هو زوجة “حميماتي” زوجها حشاش أيضاً، ووضعهم المادي سيىء جداً، ولديها خلافات مع أخيها لأن والدها متوفى وأخاها يحاول أن يستحوذ على الإرث كاملاً، ويقوم الأخ بطرد والدته من المنزل فتسكن عند ابنتها (عندي)، ويتوفى ابن المرأة (ابني في العمل) بسبب المخدرات التي يتعاطاها زوجها، فتتطور الأحداث وتزداد المشاكل التي تعانيها الزوجة وخاصة مع أخيها لأنها ترفض أن تسكت عن حقها وتريد استعادته، وفي النهاية تحصل على حقها من الإرث وتفتح محلاً تسترزق منه مع زوجها .
لوحظ أن مسلسل “وادي السايح” كان شبه غائب عن العرض وعن المشاهدة أيضاً، ومن شاهده وجه انتقادات لاذعة له، ما السبب في رأيك؟
الناس ليست متعودة على هذا النوع من الأعمال البيئية، فالعمل من البيئة الحمصية، لكن تمت متابعته في حمص بكثرة، وعن الانتقادات للعمل وشبه غيابه عن الشاشة أو المشاهدة، فإن الأمر يعود بوجه نظري إلى الإنتاج الذي كان ضعيفاً في هذا العمل وكذلك تسويق العمل لم يكن جيداً، ومن الناحية الإخراجية فإن إيقاع العمل كان بطيئاً، هذا بعض ما وصلني من انتقادات العمل، وبالنسبة لي كنت سعيدة بالمشاركة خاصة أنه يتحدث عن البيئة التي أنتمي إليها (حمص) .
وهل يمكن القول إن البيئة الحمصية مظلومة بين عموم أعمال البيئة السورية؟
نعم، فهي البيئة الوحيدة المظلومة، تابعنا أعمال بيئية تتحدث عن دمشق وحلب واللاذقية والسويداء، ولعل هذا العمل يكون انطلاقة لأعمال البيئة الحمصية في المستقبل، ومن ناحية أخرى، أود الإشارة إلى أنه في أعمال البيئة الأخرى كان فيها أسماء تشد المشاهد أكثر، فمثلاً في “خربة” عاد النجم الكبير دريد لحام إلى الشاشة الفضية مرة أخرى، مع نجوم بارزين في الدراما السورية، وكذلك الأمر بالنسبة ل”ضيعة ضايعة” أو غيره من أعمال بيئة اللاذقية، والأمر سيان بالنسبة إلى البيئتين الشامية والحلبية، ولعل هذا الأمر لعب دوراً كبيراً في متابعة الناس لهذه الأعمال، بينما للأسف في “وادي السايح” لم يكن هناك الكثير من الأسماء .
وهل يعود الأمر إلى الافتقار إلى نجوم يتقنون لهجة أبناء حمص، أم لأنه لا يوجد فنانون نجوم من أبناء محافظة حمص؟
نعم، وهذا الأمر له تأثير كبير، وحتى من شارك في “وادي السايح” ممن هم من خارج حمص، سقطوا في فخ اللهجة بأكثر من مرة، أما عن نجوم معروفين من حمص هناك “نوار بلبل” و”حسام الشاه” وغيرهم .
نراك ضمن أنماط معينة من الأدوار، ما السبب؟
أنا لم أوقع نفسي في فخ النمطية، ودعنا نتحدث بصراحة، فأنا ممثلة وأريد أن أعيش، وإذا لم أعمل فلن أعيش، ومع قلة الفرص التي تعرض علي، أجد نفسي مضطرة لقبول تقديم أدوار أنا غير مقتنعة بها .
وهل للأجور علاقة بذلك؟
لا، بالتأكيد السبب لا يتعلق بالأجور، التي تكمن مشكلتها في الوسط الفني في سوريا، حيث إن مجموعة من عناصر العمل (مخرجاً وممثلين وفنيين) لهم أكثر من نصف الميزانية والباقي يوزع على الآخرين الذين عددهم أكثر بكثير من عدد المجموعة الأولى .
أنا أحاول أن أقدم نفسي بشكل صحيح ولكن إذا لم أوافق على دور يعرض علي، فلديهم بدلاء كثر غيري، وفي النهاية أنا أقبل بالدور الذي يعرض علي لكي أعيش .
لماذا لم تتواجدي حتى الآن في دور بطولة أو دور رئيسي في عمل تلفزيوني؟
هذا السؤال في رأيي يوجه إلى المخرجين، وليس إلي، لأنه من الصعب عليّ الإجابة عن هذا السؤال .
هل يعود الأمر إلى أنهم لم يكتشفوا أي موهبة أو إمكانية لديك للقيام بأدوار كهذه؟
ليس الأمر كذلك، بل هناك حسابات وهناك تركيبة غير مفهومة في الوسط الفني، وإذا فهمت هذه التركيبة ستظهر تركيبات أخرى، ولا أعرف ما هي الوصفة التي تمكنني من الحصول على دور بطولة .
ما الظلم الذي يتعرض له الفنان في الوسط الفني؟
ألا يأخذ فرصة وهو لديه موهبة، وهناك أيضاً ظلم في الأجر وفي طريقة التعامل بين فناني الصف الأول والآخرين، ومن جهة أخرى قد تجد ظلماً لأشخاص يعملون ضمن العمل الفني من خلال طريقة التعامل معهم وعلى سبيل المثال طريقة التعامل مع “الكومبارس” .
هل يوجد طرف آخر غير المخرجين وشركات الإنتاج يظلم الفنان؟
قد يكون الفنان طرفاً في ظلم زميله من خلال العمل في محاولة لإفشاله، وهذا حصل معي أكثر من مرة، وأذكر هنا على سبيل المثال ما حصل معي في أحد الأعمال العربية التي شاركت فيها، حين كنت أصور مشهداً مع ممثلة عربية أخرى “قديرة”، وكان يتوجب على هذه الممثلة أن تعطيني إشارة ما لكي أبدأ بحواري، إلا أنها بدلاً من ذلك صارت تقوم بحركات تستهدف إفقاد تركيزي وتشتيت انتباهي عن الدور ولإظهاري وكأني لست ذات موهبة ولا إمكانية عندي لتقديم الدور .
وهذه القصة من القصص التي تحصل في بعض الأحيان بين نجوم الصف الأول وغيرهم .
كيف تنظرين إلى كثرة الفنانات في الوسط الفني؟ وكيف تميزين نفسك عنهن؟
هناك كثرة من الفنانات الأمر الذي أدى إلى كثرة الاستسهال في العمل الفني، بمعنى أن هناك استسهالاً من قبل الفنان لكي يشارك في ستة أو سبعة أعمال في الموسم الواحد وهذا أمر خاطئ من وجهة نظري لأنه يخلق أولاً حالة من الملل لدى المشاهد وتكراراً لظهور الفنان على الشاشة بشكل غير مقنع، وأرى أن الأمور أصبحت لجمع الأموال أكثر من العمل الفني، وبالنسبة لي، أحاول أن أعمل على الدور الذي يعرض علي وأقدم فيه شيئاً جديداً .
كيف يمكن أن تكون الدراما تحذيرية؟
الدراما تعرض المشاكل ولكن ليس مطلوب منها أن تضع حلولاً لهذه المشاكل، وهنا يأتي دور الدراما التحذيري من خلال الإضاءة على مشكلة ما تعرضها ويمكن أن تعرض حلاً لتلك المشكلة وإما لا، بمعنى آخر هي تضع يدها على الوجع والباقي على المشاهد الذي يتوجب عليه أن يجد الحل للوجع، فهي تحذر المجتمع من خلال ما تعرضه وقد توجهه إلى طريق للحل .
ولكن المسلسلات التي تعرض مشاكل قد تكون هي بحد ذاتها المشكلة، والأمثلة كثيرة في الدراما السورية وخاصة في السنوات الأخيرة؟
أي عمل فيه فكرة جديدة أو جريئة ستحصل حوله مشاكل، في السابق عرض “الخط الأحمر” و”عصر الجنون” و”جنون العصر” و”غزلان في غابة الذئاب” و”ما ملكت أيمانكم” وقد حصلت الكثير من المشاكل بسبب ما تضمنته تلك المسلسلات من مخدرات وعلاقات مشبوهة وغير ذلك، ولا يمكن إنكار أن هذه الحالات موجودة في المجتمع، ولكن فكرة عرضها في الدراما دار حولها سجالات كثيرة .
ألا ترين أن ذلك جعل الكثير يتحدثون عن أن الدراما السورية لا تعرض سوى الجانب السلبي من المجتمع؟
ليس مهمة الدراما أن تعرض ايجابيات المجتمع فقط، بل مهمتها أيضاً أن تعرض السلبيات والمشاكل في المجتمع الذي تتحدث عنه وتحاول التحذير منها .
ماذا عن تجربتك في الدوبلاج؟
تجربة جميلة، وهي من التجارب المحببة لي، فهي ليست سهلة كما يعتقد البعض، فالممثل يجلس ضمن استديو التسجيل لساعات طويلة أمامه شاشة وورق السيناريو ويتوجب عليه إعطاء الحالة للشخصية التي يدبلج لها ضمن المشهد المعروض أمامه على الشاشة، وفي الوقت نفسه هذه التجربة ممتعة ومريحة نوعاً ما مقارنة بالتصوير، لكن هذا لا يعني أنني أفضل الدوبلاج عن التصوير بالعكس تماماً فللتصوير متعته الخاصة أيضاً .
ولماذا اتجهت إلى الدوبلاج؟
اتجهت إليه لأنه يؤمن لي استقراراً مادياً في الفترة التي لا يوجد عندي فيها عمل في الدراما .