2012/07/04
باسم الحكيم - الأخبار
عشّاق السينما، وتحديداً الكوميديا، على موعد مع الفيلم اللبناني Cash Flow للمخرج الشاب سامي كوجان. يمثّل الشريط باكورة إنتاجات شركة Day Two Pictures التي تأسست قبل عام ونصف، وتراهن فيه على قصّة خفيفة مع حوارات طبيعيّة وأداء عفوي، لأبطاله كارلوس عازار، ونادين نسيب نجيم، وجويل داغر، وممثلين تعوّد الجمهور متابعتهم في المسرحيّات والبرامج الكوميديّة مثل طوني أبو جودة، وشادي مارون، وبيار شمعون، وكلود خليل. يبتعد الفيلم عن الكليشيهات، عارضاً قصّة جماهيريّة من دون عقد كبيرة، وإخراج جيّد بعيد عن الفذلكات.
هكذا سيكتشف المشاهد أن العمل ليس فيلماً نخبوياً ولا ملحمة سينمائيّة تركّز على المشهديّة والإبهار وضخامة الإنتاج، بل فيلم تجاري بسيط لكن مسل، يتوجه إلى الجمهور العريض، والعائلة اللبنانيّة التي أرهقتها السياسة وأتعبتها الأوضاع المعيشيّة.
العمل الذي عرض للصحافة أول من أمس السبت، سيفتتح رسمياً غداً، على أن تنطلق عروضه الجماهيرية يوم الخميس المقبل. وتدور الأحداث حول مازن (كارلوس عازار)، وهو شاب يعيش حياة روتينيّة ويعمل في شركة، ولا يكفيه راتبه. وبما أنه يعشق التباهي و«المظاهر»، يستنجد بجدته (التيتا لطيفة سعادة)، ويقع تحت رحمة الدائنين شفيق وسيدريك (هشام حداد وأنطوني نجم). ويحلم بقصّة حب مع زميلته الثريّة إلسا (نادين نسيب نجيم) التي تعاني من إصرار والدتها (هيام أبو شديد) على الارتباط بعواظ (شادي مارون)، ابن أحد الأثرياء الذي يلاحقها دوماً. تتبدّل حياة الشاب تماماً عندما ينقذ الثري مروان (أنطوان بلابان) صدفة من الموت في حادث دبّرته المافيا، يقرّر الأخير مكافأته ببطاقة مصرفيّة، تغيّر حياته وتمكّنه من الإفصاح عن حبّه لإلسا، لكنّها أيضاً تجلب له المشاكل. وبعد تعرّض الرجل الثري لحادث آخر، يدخل المستشفى ويضطر مازن إلى مواجهة أولاد أخيه فاضل وفيدال (طوني أبو جودة وجويل داغر). ويشارك في الفيلم شانت كاباكيان بدور جاد، الصديق الأقرب لمازن، وغسّان اسطفان بدور المحقّق، وسامر العشي بدور جوني، والإعلامي روبير فرنجيّة.
يصف أصحاب الفيلم Cash Flow بـ«الشريط الذي يجمع الكوميديا والحركة»، لكن الحركة تحضر بشكل خجول، ربّما حصراً للنفقات التي وصلت إلى ما يقارب مليون دولار، على ذمة الإنتاج. ولعل هذا الأمر يجعل المشاهد يلاحظ سذاجة الأشرار بدل ذكائهم وتخطيطهم لتحقيق غاياتهم. غير أن هذا لا يُعدّ نقطة ضعف في الفيلم، خصوصاً أن المخرج اختار لهذه الأدوار ممثلي الكوميديا، ولعلّه تعمد عدم إظهارهم بصورة شريرة نافرة. كذلك يمكننا ملاحظة كثرة المساهمين والشركات الراعية في الإنتاج، ما يجعل الشعارات التجاريّة تلاحق المشاهد لحظة بلحظة.
يُعد Cash Flow الخطوة الأولى للمخرج سامي كوجان (26 عاماً) في مجال الأفلام الروائيّة الطويلة، وقد قدّم سابقاً الفيلم الكوميدي القصير Avarita (20 دقيقة) في «جامعة سيدة اللويزة NDU»، كما أسهم في تنفيذ نحو 60 فيلماً قصيراً لطلاب من مختلف الجامعات اللبنانيّة خلال السنوات الأربع الأخيرة.
يعرف كوجان منذ اللحظة الأولى إلى من يتوجّه فيلمه، ويدرك أنه ليس من نوع الأفلام التي تعرض في المهرجانات، غير أن التحدي بالنسبة إليه «ليس تشجيع الجمهور لمشاهدة فيلمه، بل استعادة المشاهدين الثقة بالسينما اللبنانيّة». ويوضح المخرج الشاب أنّ «ردّ فعل الجمهور على فيلمي القصير، والضحك الذي لم يتوقف منذ بدء عرضه حتى نهايته، هما اللذان شجعا المنتج الذي حضر العرض على وضع ثقته في عملي، ورصد ميزانية تصل إلى مليون دولار في تصرفي». ويشرح قائلاً: «ابتعدت عن المواضيع الطائفية والسياسيّة وعن سيرة الحرب، واتجهت إلى فيلم تجاري خفيف».
وعمّا إذا كانت الشركة درست السوق وإمكان تقديم أعمال أخرى، يكشف رجل الأعمال جورج كرم الذي يخوض تجربة الإنتاج لأول مرّة عن أن شركة Day Two Pictures اشترت المعدات التي تتيح لها الاستمرار بالعمل من دون أن تقع تحت رحمة استئجار المعدات المكلفة، لافتاً إلى أن الشركة ستتفق على عرض الفيلم في الصالات السينمائيّة في العالم العربي، لتتمكن من ردّ التكلفة الإنتاجيّة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي تلا العرض، هاجم هشام حداد فيلم «وهلأ لوين» لنادين لبكي، معتبراً أنّ «من السهل الحصول على جائزة عند معالجة مواضيع تتعلّق بالطائفية والحرب»، فيما دافع كارلوس عازار عن السينما اللبنانية قائلاً إن بعض الأفلام التي تعرض سيئة، لكن بعضها الآخر جيد وجدير بالمشاهدة.
يذكر أن الخطوة المقبلة للشركة المنتجة ستكون مشروعين سينمائيين تكشف تفاصيلهما قريباً. أما كوجان، فبدأ منذ الآن الإعداد لفيلمه الثاني الذي سيأخذ الجمهور في رحلة مع البطل، وهو شاب ناجح يعمل في تصوير الأفلام، غير أن الغرور سيكون مقبرة نجاحه.