2012/07/04
دار الخليج - فنون
بدأ التفاؤل يسود الوسط الفني، بإمكانية أن يشهد العام الجديد، دوران عجلة الإنتاج الدرامي من جديد، وإن كانت لاتزال حركة الترقب تسيطر على الجميع، وانتظار ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة، سواء على مستوى الأعمال الدرامية وموضوعاتها، أو الأوضاع السياسية على الساحة، وهو ما دفع الجميع إلى الابتعاد ولو بشكل مؤقت عن الموضوعات السياسية في الأعمال الدرامية هذا العام، والتي يبدو أنها اتجهت نحو الصعيد دفعة واحدة ليكون بطل رمضان 2012 .
كأن هناك اتفاقاً غير معلن بين القائمين على صناع الدراما الذين يجهزون الأعمال التي ستظهر على شاشة رمضان ،2012 ليكون المحور الرئيس “الصعيد”، في ستة أعمال يتم تجهيزها ليبدو بطلاً رئيساً في دراما هذا العام، والتي نستعرض أبرزها في هذا التحقيق
أول هذه الأعمال، والذي سيبدأ تصويره منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، مسلسل “سيدنا السيد” الذي يعود به الفنان جمال سليمان، ليس فقط للدراما المصرية، بل للدراما الصعيدية التي كانت فاتحة الخير على جمال في مصر، حيث كانت باكورة أعماله مع الدراما المصرية من خلال الأعمال الصعيدية بمسلسل “حدائق الشيطان”، لتتوالى بعدها الأعمال بين الصعيدي والاجتماعي .
مسلسل “سيدنا السيد” كتبه ناصر عبد الرحمن، ويخرجه المخرج الشاب أحمد العدل، وعلى عكس مسلسلات الأجزاء التي تأتي غالباً بعد نجاح الجزء الأول، حدد مؤلف العمل قبل البدء في كتابته، أن أحداث المسلسل ستكون على جزأين، انتهى من كتابة الجزء الأول منها في 30 حلقة بعنوان “العصى لمن عصى”، وستدور أحداثه حول شخصية “فضلون الجناري”، التي سيجسدها جمال سليمان، وسيضطر إلى عمل ماكياج رجل على أبواب الثمانين من عمره، لأن الشخصية لرجل عجوز يثير ذعر أهل القرية بقوته رغم كبر سنه، وبغموضه وسطوته، فضلاً عن عدد السيدات اللائي تزوج بهن، وبالرغم من كبر سنه، إلا أنه لا يتزوج إلا الفتيات البكر صغيرات السن اللائي يصغرنه بما يزيد على خمسين عاماً، وعندما يتذمر أهالي القرية ويقررون مواجهته يدبر لهم مذبحة للتخلص من كل الرؤوس التي حاولت أن ترتفع لتطل عليه، لتظل المذبحة وصمة عار في جبينه وجبين أسرته، وهو ما سيتضح في الجزء الثاني من المسلسل الذي يحمل عنوان “أبو القاسم”، والذي يجسد شخصيته أيضاً جمال سليمان، وهو الابن الأكبر لفضلون، غير أنه لم يكن يسير على خطى والده، بل يعمل جاهداً لمحو العار الذي خلفه له والده، غير أنه عندما يفشل ويجد أن العار يلاحقه، يقرر أن يسير على نهج والده .
ناصر عبدالرحمن انتهى من كتابة الجزء الأول من المسلسل، ولم يشرع في كتابة الجزء الثاني قبل الانتهاء من مسلسل آخر عن أهل الصعيد بعنوان “هجرة الصعايدة”، وسيكون من 60 حلقة أيضاً تقدم على جزأين، وسيتعاون فيه للمرة الأولى مع المخرج حسني صالح الذي نجح إلى حد كبير في الأعمال التي تتناول أهل الصعيد بعد تقديم “الرحايا . . حجر القلوب” مع النجم نور الشريف، و”شيخ العرب همام” مع النجم يحيى الفخراني، ولكن يبدو أن “هجرة الصعايدة” ستكون البطولة الرئيسة فيه للنساء، حيث تعاقدت شركة إنتاج المنتج محمد فوزي مع الفنانة سمية الخشاب والفنانة وفاء عامر على القيام ببطولة المسلسل .
“هجرة الصعايدة” يتناول مجتمع أهل الصعيد من منظور جديد ومختلف، حيث يركز على الأوضاع الاجتماعية لأهل الصعيد وهجرتهم من الجنوب إلى الشمال، سواء إلى العاصمة القاهرة أو الإسكندرية أو بورسعيد، وتدور أحداث المسلسل خلال حقبتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، في رصد لأحوال المصريين على سفح النيل من أسوان إلى الإسكندرية .
وبعد نجاحها الكبير في القيام بدور السيدة الصعيدية في مسلسل “أفراح إبليس” أمام الفنان جمال سليمان، ودورها في مسلسل “حق مشروع” أمام الفنان حسين فهمي، قررت الفنانة عبلة كامل تكرار التجربة مرة أخرى مع دراما الصعيد، غير أنها هذه المرة ستحمل التجربة بأكملها على عاتقها، حيث ستقوم بدور البطولة والشخصية الرئيسة في المسلسل الذي كتبه السيناريست مجدي صابر للمرة الأولى عن مجتمع الصعيد، ويخرجه مصطفى الشال باسم “بدرية”، وهي الشخصية التي ستلعبها الفنانة عبلة كامل، ولكن تم تغيير الاسم ليصبح “سلسال الدم”، وهو يدور حول المرأة الصعيدية ودورها في الحفاظ على قيم وتقاليد هذا المجتمع، ومدى قوتها وشدة بأسها في مواجهة الظلم والظروف القهرية، حيث تتصدى بدرية لظلم عمدة القرية، ولهذا ينتقم منها بمحاولة قتل ابنها والتمثيل بجثته واختطاف زوجها، والذي يجسد دوره الفنان رياض الخولي .
وفي تجربة جديدة له مع الدراما الصعيدية بعد مسلسل “قلب حبيبة”، الذي قدمه الفنان فتحي عبدالوهاب قبل ثلاثة أعوام، يعود من جديد لنفس الملعب من خلال مسلسل “أشجار النار”، الذي كتبه السيناريست ياسين الضو، مستوحى من الملحمة الشعبية “أيوب وناعسة”، والتي وقعت أحداثها بالفعل في صعيد مصر في مطلع القرن الماضي، غير أن الفلكلور الشعبي خلط بينها وبين قصة نبي الله أيوب فقط فيما يخص الابتلاء بالمرض .
المسلسل بدأ تصويره بالفعل، ويخرجه عصام شعبان، ويشارك فتحي عبدالوهاب في بطولته محمد نجاتي وداليا مصطفى .
ويبدو أن النجاح الذي حققه الفنان مجدي كامل في الدراما الصعيدية لقيامه ببطولة مسلسل “وادي الملوك” العام الماضي، دفعه لتكرار التجربة في رمضان المقبل، حيث سيقوم ببطولة مسلسل يدور عن عادات وتقاليد أهل الصعيد بعنوان “حمامة القناوي”، تأليف مدحت عبدالقادر، وإخراج إيهاب راضي، ويدور حول شاب بسيط من قرية “منشية الطناني” بمحافظة قنا جنوب مصر، يقرر القيام برحلة طويلة من قنا حتى الإسكندرية للبحث عن شقيقته التي هربت مع حبيبها، وخلال الرحلة يصادفه الكثير من المشاكل والمواقف الصعبة، تغير من مفاهيمه ومعتقداته، ويشارك مجدي في بطولة المسلسل الفنانة رانيا يوسف التي تلعب دور شقيقته .
ورغم الانتقادات التي لاقاها الفنان حسين فهمي بتجسيده دور الرجل الصعيدي في مسلسل “حق مشروع” الذي قدمه قبل عامين، بسبب لون بشرته الأقرب إلى البشرة الإنجليزية، والتي اضطر حسين أن يخفيها تحت ماكياج باللون الأسود لتناسب شخصية الرجل الصعيدي، ما كان سبباً في هجوم كبير عليه وعلى صناع المسلسل، إلا أنه ورغم كل ذلك قرر أن يخوض التجربة ويرتدي الثوب الصعيدي من جديد من خلال مسلسل “النيل الطيب”، تأليف وإخراج أحمد خضر، ويشاركه بطولة المسلسل الفنان عبدالعزيز مخيون وأحمد فؤاد سليم وريم البارودي ولقاء سويدان .
أما المؤلف محمد صفاء عامر صاحب البصمة الأقوى في عالم دراما الصعيد، لما له من باع طويل في كتابة هذه الأعمال، لدرجة أنه لم يشذ عن قاعدة كتابة الأعمال الصعيدية إلا قليلاً، حيث قرر أن يخوض المنافسة هذا العام في دراما الصعيد بفكرة جديدة بعيداً عن الثأر والانتقام اللذين سيطرا على أغلب أعماله، فيقدم هذا العام مسلسل “الميراث الملعون”، ويتناول قضية الميراث في صعيد مصر، وكيف أن هناك معتقداً بين الكثيرين من الأهالي في مختلف قرى ومدن الصعيد، يقول إن النساء لا يرثن، وإنهن ليس لهن حق في ميراث الآباء، حتى لو لم يكن للأب أبناء من الذكور، حيث يسيطر أشقاء الأب وأبناء أشقائه على الميراث ويحرمون منه بناته، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بالزواج من بناته، المسلسل بطولة الفنان فاروق الفيشاوي ودلال عبدالعزيز وأحمد بدير وقمر خلف .