2012/07/04
ميسون شباني - تشرين
عبر تجربة لافتة في فيلم البرزخ استطاع المخرج المهند كلثوم أن يضع بصمة لافتة في الأفلام التسجيلية والتي تعدّ أول تجربة سورية له بعد تخرجه،.
فقد سبق أن قدم عدة أفلام روائية ووثائقية منها (أمل إيمان حب) و(يلا نلعب) (لماذا) (اليوم الأول والأخير) و(كفى)، حيث نال عنه درع خاركوف من قبل عمدة مدينة خاركوف الأوكرانية، وذلك لجهوده المبذولة في تواصل الشعوب مع بعضها، وجائزة المغترب السوري المبدع لعام 2010 في أوكرانيا عن الدور المتميز بنشر الثقافة والفنون السورية وإطلاع الشعب الأوكراني على الحضارة والثقافة السورية..
وفي لقاء خاص بتشرين، أكد المخرج المهند كلثوم: «إن الفيلم بدأت فكرته ولكن لم يكن في بالي أن الفيلم سيكون عن الجولان والقضية الفلسطينية ولكن لكوني مخرجاً فأنا أردت أن أوثق لنفسي أحداثاً لها أهميتها، فكيف إذا كانت تخص كل مواطن عربي؟!! وكان التحدي من ناحية التوثيق وكيفية توثيق مادة عبر خمس لقطات لإحدى الشخصيات التي أصبحت فيما بعد بطلة الفيلم، وهنا ولدت الفكرة».. ويحكي الفيلم قصة حقيقية لفتاة فلسطينية لاجئة مقيمة في سورية هي (رشا فياض) التي استطاعت في ذكرى النكبة أن تعبر الحدود والأسلاك الشائكة تجاه الأرض المحتلة مع آلاف الشباب السوري والفلسطيني حتى وصلت إلى بحيرة طبريا، وهناك تم اعتقالها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي مدة ثلاثة أيام وحكمت بثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وسلمت بعدها إلى الصليب الأحمر الدولي الذي أعادها إلى الأراضي السورية، وهي استطاعت عبر هذا الاختراق الدخول إلى هذا العالم المجهول بالنسبة لها، وأتى أيضاً بسبب إصرار رشا على هويتها العربية وعلى العودة إلى أرض أبيها وأمها وأجدادها وإيمانها المطلق بقداسة قضيتها.
أتى الفيلم استلهاماً من منطقة البرزخ التي تفصل بين الحياة والموت، فكما يذكر التاريخ يوم النكبة، كذلك سيذكر مسيرة العودة التي قام بها بعض الشباب السوري والفلسطيني واتجاهه نحو الحدود ونجاح بعض الشبان والشابات في عبور الحواجز التي وضعتها قوات الاحتلال الصهيوني وأنا أردت عبر الفيلم تخليد هذا الحدث سينمائياً.
وآثرت أن يحمل عنوان البرزخ كونه مجهولاً بالنسبة لنا، وخاصة أنه في كل الأديان لم يتم إعطاء تفاصيل عن هذا العالم فهو عالم روحاني، وأنا اعتقد أن منطقة الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الأراضي السورية والأراضي المحتلة، والتي هي بالنسبة لنا كمواطنين مجهولة،هي أرض الحلم التي حاولت اختراقها مجموعة من الشبان كي يعانقوا ويشموا رائحة تراب تلك الأرض ويعرفوا ماهيتها، وقد استطعنا تجاوز كل شيء فنياً وتقنياً وأمام عظمة الشهيد تبقى بقية المواضيع تفاصيل شكلية لذلك الفيلم.
ويركز الفيلم على لغة تسجيلية مؤثرة نجحت في توثيق مشاهد عالية في ملامستها لحلم شباب سوري وفلسطيني تضافر في لحظة اقتحامه لكل تحصينات الاحتلال، متحدياً غطرسة العدو بصدور عارية. وأضاف المهند كلثوم: أردت أن أقدم وثيقة بصرية عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما عندما أقدم على إطلاق النار نحو العابرين إلى أرض الجولان وفلسطين، حيث اخترت ما يقارب أربعين دقيقة من زمن التصوير الأصلي الذي بلغ حوالي ثلاث ساعات قمت من خلالها برصد إرادة الأجيال الجديدة باستعادة الأرض وتحريرها كحلم يريده الأبناء اليوم،وحقيقة واقعة لما لم يحققه الآباء طوال العقود الماضية، وأردت أن أظهر جانب المقاومة السلمي وأن أقول للعالم: إننا موجودون وقضيتنا ما زالت موجودة من دون لغة الدم والسلاح، والقضية الفلسطينية موجودة من دون سلاح، ويمكن أن نحارب ونقاوم بالوسائل السلمية..
يذكر أن فيلم (البرزخ) من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ومجلس الشباب السوري بالتعاون مع شركة (كاريزما للإنتاج الفني).