2012/07/04
ملده شويكاني - البعث
صممت ندى العلي الأزياء لكثير من الأعمال الدرامية الهامة (التاريخية والبدوية والاجتماعية والبيئية ) ورافقت المخرج نجدة أنزور في أغلب أعماله، منها : (تل الرماد - الكواسر - ذاكرة الجسد- ما ملكت أيمانكم ...) وفي منحى آخر عملت مع مروان بركات والليث حجووسامر برقاوي وأحمد ابراهيم أحمد وأخيراً مؤمن الملا، وفي موسم رمضان الماضي صممت أزياء سوق الورق وفوق السقف والزعيم ويعود نجاحها إلى ممارستها الخياطة منذ طفولتها وقربها من الوسط الفني، إذ عملت بتصميم الأزياء للمسرح مع والدتها.. ومن ثم انطلقت إلى عالم التلفزيون واكتسبت الخبرة بصورة مباشرة من المصمم غازي القهوجي وبعض خبراء الأزياء مثل جان بيير ورغم التنوع في نوعية الأزياء، الاأنها تمكنت من إظهار خصوصية كل نوع، وتبدأ بتحضيراتها من معرفة طبيعة الألوان ثم طبيعة النص فتقول: النص البنية الأولى لتحديد نوعية الأزياء وطريقة تصميمها إذا كان تاريخياً أواجتماعياً أوبدوياً وأحياناً أصمم أزياء لشخصية ما قد لا تتوافق مع الصفات الجسدية ولون البشرة للممثل أوالممثلة ،فاضطر إلى إضافة تعديلات مستمدة من روح الشخصية المكتوبة بما يتناسب مع شخصية الممثل أوالممثلة بعد ذلك أتعمق بالتفاصيل، إذ توجد في النص بيئات مختلفة (ثرية ومتوسطة وفقيرة مهن متعددة ..) وهذا كله يتطلب تصاميم مختلفة . طبعاًبالاتفاق مع المخرج مثلاً الأزياء البدوية متشابهة تصمم وفق أنموذج واحد (الأسود المطرز ) إلا أنني أبتعد قليلاًعن التصميم التقليدي فأختار ألواناً قريبة من الترابية. وأضفي إليها لمسة فنية وأحاول أن أميز بين ثياب النساء لكن ضمن الزي البدوي الخاص، أما الأعمال التاريخية التي تستهويني فأقرأ حول العصر الذي ينتمي اليه العمل، ثم الشخصيات وأحاول أن أصمم أزياء متوافقة مع الأزياء المتعارف عليها آنذاك من الصور والمراجع التاريخية والنت لتكون بمثابة وثيقة،لأن شعبنا مثقف وأي خطأ بالزي يكشف من قبل المشاهد، لذلك أكون دقيقة جداًبانتقاء التصاميم ، في حين أشعر بحرية مطلقة حينما أصمم أزياء لأعمال الفانتازيا التي لا ترتبط بعصر معين أونماذج محددة ،لذلك أترك العنان لخيالي لتصميم زي مناسب لكل شخصية، إلا إنني أتوخى الدقة بانتقاء الألوان المناسبة لا سيما أن هناك كثيراً من المشاهد تصوّر بالغابات والجبال والصحراء. وهذا كله يتطلب انتقاء ألوان مناسبة ومن روح الحدث وتمنح عين المشاهد ارتياحاً. في الأعمال الاجتماعية أقدم كثيراً من التصاميم موزعة حسب طبيعة المشاهد ، فهناك أزياء للسهرة ولأعمال الصباح وللمنزل في موسم دراما 2011حققت ندى العلي نجاحاً جديداً، يضاف إلى نجاحاتها، إذ صممت الأزياء الشامية لمسلسل الزعيم مع المخرج مؤمن الملا، بدت مختلفة تماماًعما شاهدناه سابقاً في أعمال البيئة وأكثر قرباً من الموروث الشعبي والتراث المادي لمدينة دمشق وأكثر أناقة .ومن المعروف أن الأزياء الدمشقية تتسم بطابع خاص للنساء والرجال يمنحها سمة الخصوصية .وكما يؤكد الباحثون فإن فيها شيئاً يعود إلى أزياء الملوك الذين عاشوا في دمشق وتدمر وأفاميا ،وتتصف بمهارة صانعيها وبنوعية أقمشة معينة (الحرير- الجوخ- البروكار- الأغباني ....) وتعلق ندى العلي قائلة" : وجدت نفسي للمرة الأولى أصمم أزياء للبيئة الشامية فشعرت بخوف في البداية ، إلا إنني عدت إلى المراجع وكتب التراث وصور وقمت ببحث ميداني في الأسواق القديمة والتقيت بأشخاص مسنين ساعدوني في إيضاح بعض الأفكار المتعلقة بالزي ونوعية الأقمشة، فاستطعت أن أقدم أزياء مأخوذة من روح البيئة الشامية تماماً وبعيدة عن الأخطاء الواردة في أعمال سابقة، وقد منحني المخرج الثقة وهذا ما أكسبني نوعاً من الارتياح جعلني أتابع العمل وأنامتفائلة .قدمت للنساء أزياء ضمن الزي المتبع (الخمار والملاءة والعباءة السوداء والفستان مع الإكسسوارات ،أما الرجال الدامر وهوالجاكيت الذي يصنع من الجوخ- السروال- الصدرية والطربوش الذي يدل على ثراء الرجل والمكانة الاجتماعية التي يشغلها، وكما شاهدنا ثياب المختار قمباز وساكو، أما الشيوخ فعباءة رمادية، أي جبة ولفة بيضاء فوق الطربوش والشال ) وكانت في العمل شخصية لبنانية صممت لها أزياء مناسبة والجدير بالذكر أن الأزياء اللبنانية قريبة جدا"من الأزياء الشامية آنذاك.
ربما تكون الأزياء مؤثراً قوياً ومن أكثر المؤثرات تأثيراً على المشاهد إلا أنها ترتبط بالديكور العام للمشهد والإضاءة بلمسة فنية يتابعها المتخصصون والمخرج. وتؤكد ندى العلي في نهاية حديثها :الأزياء هي الأساس الأول الذي يبنى عليه الماكياج ويتوافق مع الديكورالعام للمشهد وأخيراً تأتي الإضاءة المناسبة.
وكما رأينا فإن مهنة تصميم الأزياء تعتمد على ركائز وأسس لكن تبقى اللمسة الفنية للمصمم هي الأقوى والأكثر تأثيراً.