2012/07/04
ماهر منصور - السفير
في حركة جديدة لم تألفها السنوات الماضية، يتوجّه مخرجون سوريون إلى لبنان لبدء تحضير عدد من المسلسلات أو استكمال تصويرها.
فقد استهل المخرج رامي حنا منذ شهور العمل على مسلسل لبناني جديد، يحمل اسماً مبدئياً هو «روبي» للكاتبة اللبنانية كلوديا مارشيليان. ويتشارك بطولته عدد من النجوم اللبنانيين والسوريين والمصريين.
كذلك يضع المخرج سيف الدين سبيعي رؤيته الإخراجية على مسلسل ثانٍ للكاتبة نفسها، يحمل أيضاً اسماً مبدئياً هو «ولاد كبار». بينما يكرر المخرج تامر اسحاق زياراته بيروت للاتفاق على إخراج مسلسل لبناني ثالث، لم تتضح تفاصيله بعد.
وقد يرتفع عدد المسلسلات اللبنانية التي سيتولى إخراجها سوريون إن وجد المخرج الليث حجو في الدراما اللبنانية نصاً يغريه.
في السنة الماضية، تابع الجمهور العربي نصين لبنانيين من إخراج سوري، الأول هو «الغالبون» للمخرج باسل الخطيب، و«آخر خبر» للمخرج هشام شربتجي. ويندرج المسلسلان في إطار الانفتاح الذي أبدته الدارما العربية على اختلافها على الخبرات الدرامية السورية. فأصابع المخرجين السوريين تبدو واضحة في الدراما الخليجية، وبدرجة أقل في الدراما المصرية واللبنانية.. فيما تبقى التجارب معدودة في الدراما الأردنية والجزائرية.
ولعلّ السؤال المطروح اليوم، ما هو المنتظر من إخراج السوريين للدراما اللبنانية؟
حتى الساعة لا توقعـات واضـحة حــول ما يمكــن أن ينجزه المخرجون السـوريون في الدراما اللبــنانية، لا سيــما أن نجاح الصناعة الدرامية يرتبط بعناصر متــعددة. وهي حتماً لا تقوم على نجــاح شخـص معيّن، بل على تنـاغم فريق عمل بكامــله، بفــنييه وفنانيه، بالإضــافة إلى أن نجاح كل ذلك يؤسس له نص جيد وإمكانيات إنتاجية تناسبه.
وتأتي أهمية المخرج، بوصفه مايسترو العمل، في مرتبة أساسية، كالنص والانتاج. فعليه يتوقف أداء الممثلين والكادر التصويري الصحيح.
لكن ماذا إذا حدث خلل ما في أي من العناصر السابقة الموضوعة في تصرّف المخرج، فهل يمكن لقدراته الإخراجية أن ترمم هذا الخلل، وإلى أي حد؟
تبدو الأحكام النهائية لما يمكن أن يفعله المخرجون السوريون في مسلسلاتهم اللبنانية رهن عرض تلك المسلسلات. وما يعوّل عليه حتى الساعة هو الثقة باختيارهم كمخرجين، بالنظر إلى ما قدّموه من أعمال، أو حتى من نصوص.
وهنا لا يمكن التغاضي عن جملة عوامل ملموسة بامكانها مساعدة المخرجين في مهمتهم، منها على سبيل المثال أداء النجوم اللبنانيين الذي بدا متطوراً جداًً في الدراما العربية، خصوصا السورية، قياساً بأدائهم في الأعمال غير المحلية. تضاف إلى ذلك طبيعة العمل في الدراما السورية، التي تسمح للمخرجين السوريين بأن يكونوا شركاء في صياغة نصوص مسلسلاتهم على الورق. وهو أمر من الممكن أن يأتي بنتائج جيّدة، إذا ما أبدى كتاب النصوص اللبنانية رحابة صدر لهذا النوع من الشراكة، لا سيما أن النصوص لطالما اعتبرت نقطة ضعف الدراما اللبنانية، حتى لو اتفق الجميع على أنها جريئة وفيها مساحة من الحرية قد لا تتوافر في كثير من النصوص الدرامية العربية.
في الخلاصة تدعو تجربة المخرجين الســوريين للتـفاؤل، فإذا استثنيت خصوصية «الغالبون» التي قدمها المخــرج باسل الخطيب على نحو لافت العام الفائت، وتوجهنا إلى الدراما الاجتماعية التي تشكل السمة الغالــبة للإنتاج الدرامي اللبناني، فيمكن النظر بعين التفـاؤل الى تجربة درامية لبنانية ناجحة جاءت بامتياز سوري، حــين قدم المخرج الليث حجو، في واحدة من حلقات الجزء الثاني من مسلسله الشهير «أهل الغرام»، حكاية عـشق لبنـانية جسدها فنانون لبنانيون باللهجة اللبنانية عن نص سوري. وهي تجربة بدت لافتة. نأمل أن تخرج التجارب الجديدة بوزنها وتدخل الدراما اللبنانية في سباق المنافسة الدرامية العربية مجدداً، بعد أن غادرته منذ سنوات عديدة ولم تعد إليه.