2012/07/04
وسام كنعان - الأخبار
منذ اندلاع الثورة في سوريا، وجد الإعلاميون صعوبة كبيرة في تغطية الأحداث، فما كان من المحطات سوى اللجوء إلى ما بات يعرف بـ«ظاهرة شهود العيان»، فيما اعتمدت قنوات أخرى على البيانات والتقارير التي كانت تبثّ على التلفزيون الرسمي. لكن يبدو أنّ المشهد قد يتغيّر قريباً بعد توقيع النظام السوري على بروتوكول المراقبين العرب الذي يضمن دخول مراقبين، من بينهم عدد كبير من الإعلاميين لتقويم الوضع على الأراضي السورية. لكن هل سيضم الوفد وسائل إعلامية محددة؟ أم أنّ الباب سيكون مفتوحاً أمام كل من يرغب في الدخول إلى سوريا؟
يقول عبد الفتاح العوض عضو «المجلس الوطني للإعلام السوري» في تصريحه لـ«الأخبار» إن المجلس لا علاقة له بتحديد الجهات الإعلامية التي ستدخل البلاد. ويضيف: «لم تتضح الصورة بعد، لكن الأرجح أن الباب سيكون مفتوحاً أمام كل وسائل الإعلام». ويأمل العوض أن «يكون دخول بعض الفضائيات التي أسهمت في تصعيد الأزمة محفزاً لعودتها نحو الاعتدال، عساها تخفف من حربها ضد سوريا».
من جهته، يؤكد أمين تحرير جريدة «البعث» عدنان عبد الرزاق أن سوريا لن تمنع دخول أي جهة إعلامية إلى أراضيها لأنها تعهدت بذلك من خلال توقيعها على البروتوكول. ويضيف: «المحطات ستكون في مواجهة اختبار حقيقي، فلن يكون أمامها إلا الاعتماد على كاميراتها من دون اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها...».
أما مراسل «الوكالة الألمانية للأنباء» جوني عبو فيقول «الخطوة إيجابية للغاية لأن الشارع السوري، والرأي العام العالمي بحاجة ماسة لمعرفة ما يجري في بعض المناطق السورية، التي لا تزال شبه معزولة عن العالم الخارجي، بعدما منعت السلطات السورية دخول وسائل الإعلام إليها».
ويطالب نصّ البروتوكول الحكومة بمنح رخص الاعتماد لوسائل الإعلام وعدم التعرض لها، إلى جانب منح «بعثة المراقبين حرية الاتصال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية، ومع المسؤولين الحكوميين، ومع من تراه مناسباً من الأفراد والشخصيات وعائلات المتضررين من الأحداث الراهنة». وتتمتع «البعثة بحرية كاملة في الحركة، وحرية إجراء ما تراه مناسباً من زيارات واتصالات ذات صلة بالمسائل المتعلقة بمهماتها وإطار وأساليب عملها المتعلقة بتوفير الحماية للمواطنين عبر التنسيق مع الحكومة السورية». ويعلّق مصدر في وزارة الإعلام على نص البروتوكول، قائلاً إن اللجنة التي يفترض أن تصل قريباً إلى سوريا ستبحث في هيكلية قدوم المراقبين بمن فيهم الإعلاميون. ومن المفترض أن تتقدم كل الجهات الإعلامية الراغبة في دخول سوريا بطلبات إلى وزارة الإعلام التي ستدرس بدورها إمكان حضور تلك الوسائل، بعد التأكد من «حسن نواياها» ... فهل ستسمح الوزارة بدخول «الجزيرة» و«العربية» وغيرهما من الوسائل الإعلامية التي وصفها النظام بـ«المحرّضة»؟ يستبعد المصدر أن يكون هناك «فيتو» على أي جهة إعلامية، «على رغم ثبوت تورّط بعض المحطات العربية في تزوير الحقائق والعمل على أساس تحريضي ضد سوريا شعباً وسلطة». على أي حال، إنّ الغد لناظره قريب، وفَتحُ الساحة السورية للإعلاميين وحده الكفيل بإظهار الحقيقة ...