2012/07/04
سامر محمد اسماعيل - السفير
تغص دعاء أبو سلمان وهي تتحدث إلى كاميرا الفضائية السورية عن أهلها الذين تركتهم وراءها في الجولان العربي السوري المحتل. فمنذ أشهر أتت الفتاة من قريتها «مسعدة» لتكمل دراستها الجامعية في دمشق. حديث الطالبة السورية يعرضه، الى جانب لقطات بانورامية، برنامج «نبض الجولان» الذي يعده ويخرجه علي نبيل طراف. ويتضمن البرنامج لقطات لا تنسى من إضراب 1982 الشهير احتجاجاً على قرار ضم الجولان إلى كيان الاحتلال، ومشاهد مطولة من مغارة «العريان» الأثرية التي أسهبت مقدمة البرنامج سلافة شحادة في الحديث عن أصولها التاريخية والجيولوجية.
اللقطات ترافقت مع موسيقى مؤثرة ووجوه من مادة أرشيفية لجنود إسرائيليين يعتقلون شباناً جولانيين في ثمانينيات القرن الفائت، ليتحدث الشاب وجدي دعبوس بدوره عن أشواقه إلى أهله هناك بعد مجيئه للدراسة في عاصمة بلاده الأم: «أبي كان دائماً يحكي لي عن دمشق وعن عودة حتمية للجولان إلى أرض الوطن، أنا بشوق إليه.. إلى أمي التي تركتها تبكي على حاجز الأمم المتحدة، قبل أن أقطع الحدود الدولية الفاصلة مستقلاً حافلة على الطريق الدولي السريع إلى الشام..»
لم تكن حلقة «نبض الجولان» هي الوحيدة أمس على شاشة التلفزيون الرسمي، بل خصصت الفضائية السورية في يوم واحد برنامجاً آخر عن الجولان تحت عنوان «الجولان ذاكرة وأجيال» قدمته الزميلة هنادي كحيلة على شكل برنامج مسابقات تمحورت فيه الأسئلة حول معالم الجولان الأثرية والسياحية وثرواته المائية وقراه وممارسات العدوان الإسرائيلي على سكانه العرب السوريين، حيث تطرح مقدمة البرنامج أسئلتها الاختيارية على فريقين برفقة نجوم من الدراما السورية، كان في مقدمتهم كل من الفنانين معن عبد الحق ولينا حوارنة، بالإضافةً إلى تقارير بالصوت والصورة عرضها البرنامج حول الأسرى السوريين في سجون الاحتلال، وممارسات إسرائيل لتغيير المناهج التعليمية في المدارس وسرقة الآثار، وتضييق الخناق على أهل الجولان، ورفض هؤلاء للهوية الإسرائيلية كبديل قسري لهويتهم السورية.
اللافت هنا هو تكثيف التلفزيون السوري مؤخراً هذه النوعية من البرامج، ووفق صيغ جديدة ومبتكرة تتنوع بين برامج المنوعات الخفيفة وشهادات مؤثرة عن سلوك إسرائيل إزاء الجولان حجراً وشجراً وبشراً. يأتي ذلك بالإضافة الى برامج أخرى تنتجها الفضائية السورية على نحو «الجولان في القلب»، و«رجال الشمس»، ما يكشف نية واضحة لدى الإعلام المرئي في سوريا، لإعادة قضية الجولان المحتل إلى واجهة اهتمامات المشاهد المحلي والعربي على حد سواء، وبالتالي توجيه رسائل واضحة الى إسرائيل وخبرائها الاستراتيجيين في هذا المجال.