2012/07/04
مظفر إسماعيل – دار الخليج
على الرغم من انتقاده للعديد من المسلسلات البيئية الشامية، شارك الفنان السوري الكبير حسام تحسين بيك مؤخراً في مسلسل “طالع الفضة” الذي يعتبر من أهم الأعمال الدمشقية التي أنتجتها الدراما السورية، كما أطل من خلال الجزء الثاني من مسلسل “يوميات مدير عام” لتكون له بصمة على الموسم الدرامي المنصرم .
عن عملية الدراما السورية، يتحدث الفنان حسام تحسين بك في الحوار الآتي:
في تصريحات كثيرة عبرت عن إعجابك بالمسلسل الدمشقي “طالع الفضة”، ما أبرز الأمور التي أثارت إعجابك به؟
مسلسل “طالع الفضة” عمل بيئي شامي كغيره من الأعمال الشامية الأخرى، وهنالك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعه بها، لكن هنالك في الوقت نفسه الكثير من النقاط التي تجعل من “طالع الفضة” ناجحاً بكل المقاييس قياسا إلى بقية الأعمال المشابهة، إذ تنخفض كثيراً في هذا العمل نسبة الأخطاء الزمنية والجغرافية وتتسع مساحة التوثيق والمصداقية التي تفتقدها معظم الأعمال الشامية الأخرى، كما ينتهج في مسيرته جانباً دينياً وآخر سياسياً يعبران عن الكثير من الحقائق والوقائع التي كانت تجري في تلك الحقبة الزمنية المميزة من تاريخ دمشق، العمل إذاً من نواح عدة أنصف دمشق كثيرا، فمسألة تعايش الطوائف في حارة واحدة أمر كان موجودا في الماضي لكن لم يذكره أحد من أصحاب الأعمال الأخرى، لكن في “طالع الفضة” الأمر مختلف وإبراز التعايش السلمي والودي بين المذاهب الدينية المختلفة من الإسلام واليهود والمسيحية أمر برأيي يجعل من العمل أنجح الأعمال الدمشقية على الإطلاق .
ماذا عن دور صاحب القهوة في المسلسل؟
صاحب القهوة في الماضي كان من الشخصيات الأساسية والمعروفة في كل حارة، لكن في العمل أجسد دور شخص فضولي يريد معرفة كل ما يدور في الحارة من أخبار وأحداث، وهي من الشخصيات السلبية في المجتمع .
الكثير من الناس انتقدوا مسلسل “يوميات مدير عام” في جزئه الثاني، برأيك ما أسباب تراجع العمل عما كان عليه في الجزء الأول منذ 15 عاماً؟
المسلسل أحد الأعمال الكوميدية الاجتماعية التي تصور الواقع بطريقة طريفة ومضحكة بغية إيصال الأفكار إلى الجمهور بسهولة، والمسلسل في الجزء الأول حقق نجاحاً باهراً وكان من أفضل الأعمال في ذلك الوقت، لكن من المعروف أن الناس يحبون كل جديد ويكرهون التكرار والنمطية، ومسلسل “يوميات مدير عام” في الجزء الثاني لا يختلف عن الأول كثيرا، لكن الناس لم يتابعوه كما حدث قبل 15 عاماً، الآن هناك الكثير من الأعمال الأخرى التي تطرح موضوعات جديدة متناسبة والواقع الحالي الذي يعيش فيه الجمهور . أعتقد أن التكرار أسهم بشكل كبير في انحدار مستوى مسلسل “يوميات مدير عام” .
بعد تخوف كبير على مستوى الدراما السورية في الموسم الماضي حققت نجاحاً مقبولاً إلى حد ما، ما الإيجابيات التي وجدتها في موسم 2011؟
الدراما السورية متألقة رغم الكثير من الأمور التي تعكر صفو نجاحها، وفي العام الحالي شاهدنا الكثير من المسلسلات التي طرحت أفكارا جديدة وتناولت موضوعات قريبة جداً من الواقع، كما برزت الكثير من الوجوه الشابة التي فرضت نفسها نجوماً في الوسط الفني، يكفي أن نقول إن الدراما السورية في العام الحالي نالت إعجاب الناس المنهكين من التفكير فيما يمر به البلد من أحداث، وهذا بحد ذاته يعتبر نجاحاً كبيراً .
الكثير من الفنانين يبرزون نجوماً رغم عدم دراستهم في المعهد العالي للفنون المسرحية، كيف تقرأ الأمر؟
لا أحد يمكنه أن ينكر أن التمثيل موهبة أكثر مما هو دراسة، لكن الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية أمر مفيد جداً للممثل لأنه يصقل الموهبة ويجعل منه أكاديمياً، إضافة إلى أنه يقدم ثروة ثقافية لا يستهان بها، لكن بشكل عام ليس من الضروري للفنان أن يكون أكاديمياً والموهبة هي العامل الأساسي في نجاح الفنان، والمعهد المسرحي لا يمكنه أن يخلق الموهبة من العدم بل يصقلها لا أكثر .
في ظل التألق الكبير الذي تعيشه الدراما السورية، ألا تعتقد أن الجمهور سيبقى في حالة عزوف عن متابعة المسرح؟
نجاح الدراما السورية ليس السبب الوحيد لعزوف الناس عن المسرح، والأمر متعلق بالمسرح وليس بتألق المنافس لأن القائمين عليه لا يعملون بالطريقة المناسبة لإعادته إلى ما كان عليه، فالإهمال الشديد الذي يعاني منه المسرح سيدفع الناس بشكل طبيعي إلى الابتعاد بشكل نهائي عن متابعته، وأعتقد أن الأمر سيزداد سوءاً إن بقي الوضع على حاله وإن كانت هناك بعض الحركات المسرحية البسيطة فلن نراها بعد الآن، والمسرح السوري بحاجة إلى إعادة هيكلة من جديد وبناء مختلف كل الاختلاف عما هو الأمر عليه حالياً .