2012/07/04
مِلده شويكاني - البعث
درس المخرج خالد الخالد الإخراج في روسيا وقدّم عَبْر مسيرته الفنية العديد من الأعمال المنوعة ما بين الاجتماعية والسياسية وكوميديا الموقف فانتقل من «دّوار القمر» الذي تناول العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في حارة حلبية إلى «حارة الياقوت» المستمدة من وحي قصص زكريا تامر ذات الطابع الاجتماعي، واتخذت شكل الحلقات (المتصلة-المنفصلة) إلى «أيوب» المسلسل العراقي السياسي الذي عُرض في رمضان الماضي ولاقى متابعة كبيرة لاسيما في العراق، وكانت له تجربة هامة في إطار الفيلم الوثائقي كما في فيلم «دمشق تتكلم، بولس الرسول» وقد صرح بأنه رسالة محبة وسلام للإنسانية تؤكد بأن دمشق ليست وكراً للإرهاب ولاتصدِّر ارهاباً، والمحطة الهامة في عمله الإخراجي أنه كان المخرج المساعد للفنان الكبير هاني الروماني في المسلسل الشهير«حمام القيشاني»عَبْر أجزائه المتتالية.
وحالياً تدور كاميرته لتصوير خماسية اسمها «إيقاعات الحياة المتناغمة» قصة د. طالب عمران وسيناريو محمود عبد الكريم انتاج القناة التربوية وقد وصف خالد الخالد العمل «بالرومانسي والشاعري» قائلاً: حينما قرأتُ النص أُعجبت بالفكرة ولمست فيه إحساساً شاعرياً يروقني يعتمد على إظهار الإحساس الداخلي الذي تعيشه الشخصية ضمن المحيط الصاخب الذي يحيط بنا من كل اتجاه، وتنفيذ العمل يحتاج إلى براعة بإخراج مكنونات الشخصية وتحويلها إلى مشاهد بصرية، تحكي قصة عائلة دمشقية تعيش حالة مؤلمة لوجود ابنتهم المقعدة وهجرة أولادهم، وابتعادهم عن الوطن والأسرة، فغدت الأم مريضة والأب المسكين يحاول أن يلملم جراح زوجته وابنته، التي تعيش حياة فارغة وتشعر بالغربة الداخلية، هذا الواقع الذي يقيدها يجعلها تنسج في خيالها صورة رجل تحبه تتخيل وجوده وتصدق ذلك، فتتكلم معه بصوت مرتفع، ثم يتصاعد الحدث الدرامي، لتحدث أمها عنه، وربما يشعر المشاهد بالاستغراب حينما يرى أن أمها المريضة من شدة تعلقها بابنتها يتراءى لها أيضاً في بعض الأوقات ، في العمل مناقشة فكرة الدفاع عن الذات في اختلاق شيء من الخيال لحماية الذات من الواقع الذي يسبب الخيبة، بإطار حلم رومانسي جميل، في حين أخذت أغلب مسلسلاتنا تنحو نحو العنف، والدمار والقسوة، وبرأيي المُشَاهِد بحاجة إلى مساحة من الحب والتأمل تثير في أعماقه شيئاً من الحبور والفرح، أردت من خلال هذا العمل أن أقول: إن الحب من حق كل الناس وإن المعاق بحاجة أكثر من غيره إلى الحب.
أما عن توزيع المشاهد وأماكن التصوير فيضيف خالد الخالد: إن البلوك الأساسي هو منزل العائلة، أما الأبطال الأساسيون فهم الأم التي تجسد دورها الفنانة سحر فوزي، والأب محمد فلفلة والفتاة المقعدة هبة نور ويؤدي دور الملاك غير المرئي للآخرين النجم الشاب ميلاد يوسف، إضافة إلى عدة شخصيات يشاركون كضيوف مثل (رجاء يوسف وباسل حيدر، فاتح سليمان) ومنحت الفرصة لعدد من الممثلين الصاعدين لأنني أؤمن بروح المغامرة واكتشاف الآخر، أتمنى أن يقدموا عملاً جيداً، وفي منحى آخر يؤكد المخرج بأنه اعتمد على البطلة كمحور أساسي للأحداث وحاول أن يتكامل هذا المحور مع كل المؤثرات المساعدة على إنجاح العمل الإخراجي خاصةً الإضاءة التي كانت إلى حدّ بعيد منسجمة مع سلوكيات البطلة وإحساسها الداخلي ، إضافة إلى الديكور العام، إذ اصطنعنا الحديقة من خلال تصميم داخلي لها خاص يتوافق مع الحدث الدرامي.
وبعد الحديث عن «إيقاعات الحياة المتناغمة»... عدت مع المخرج إلى«أيوب المسلسل العراقي الضخم الذي تناول مرحلة سياسية هامة في حياة العراق والعراقيين تتعلق بسقوط بغداد وتطال حياة السجناء السياسيين وما فعله الأمريكيون من دمار طال مختلف أركان الحياة، شارك فيه من سورية عبد الحكيم قطيفان وريم علي إضافة إلى مجموعة نجوم عراقيين فسألته هل كان بحجم طموحه بعد العرض؟ فأجابني: إن العمل لاقى متابعة كبيرة من قِبل العراقيين لأنه يلامس واقعهم السياسي وكنتُ أتمنى أن تكون الإمكانات الانتاجية أكبر بكثير لأن العمل ضخم وتطلب تنفيذه وجود دبابات وطائرات وتصوير معارك، وهذا كما نعلم يحتاج إلى الكثير.
من المعروف أن الدراما السورية في السنوات الأخيرة اتخذت شكل الثلاثين حلقة كي تدخل الأعمال غمار المنافسة في رمضان، ولكن في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ وجود أعمال صغيرة تتخذ شكل السباعية أوالخماسية، وللمخرج خالد الخالد رأي خاص بهذه الأعمال: إننا نعيش في عصر السرعة، والمُشَاهِد بحاجة إلى شيء جديد بعيد عن النمطية والتكرار والإطالة، فهو يميل إلى تكثيف الحدث، في رمضان يبحث عن عمل مميز يتابعه على مدار الشهر، أما في بقية أشهر السنة فأعتقد بأنه لا يوجد لديه مزاج للمتابعة الطويلة، وفي نهاية حديثنا علّق المخرج على دور القناة التربوية في تطوير الدراما من خلال تبنيها الكثير من الأعمال الدرامية والأفلام التلفزيونية ومنحها الفرصة للشباب، ووضعها خطة منهجية تسير عليها ما بين المنحى التعليمي والتربوي، إضافة إلى دورها الأكبر في الانتاج، ومن المتوقع أن يدخل المخرج خالد الخالد غمار المنافسة في رمضان القادم بتقديم عمل جديد من ثلاثين حلقة..
بطاقة العمل
مدير الإضاءة: متري نصراوي
مدير الإنتاج: بهجت راشد
الديكور: م. بسام أبو عياش
مدير التصوير: شكيب مصطفى