2012/07/04
ماهر عريف – دار الخليج
بعد غياب دام 5 سنوات عادت الفنانة الأردنية صبا مبارك إلى التمثيل على خشبة المسرح من خلال عرض “الحادثة” الذي تطرّق إلى “الربيع العربي”، مفتتحاً مهرجان المحترفين مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في عمّان، وذلك بعدما كانت شاركت للمرة الأولى ضمن سياق البيئة الشامية عبر مسلسل “الزعيم” في شهر رمضان الماضي، وأطلت في “وين ما طقها عوجة” و”عيلة عجب” وأحاطتها ملاحظات طرحتها عليها “الخليج” في هذا الحوار .
لماذا قررت تقديم عمل مسرحي الآن؟
- لأنني وجدت مشروعاً فنياً يحثني على ذلك وشعرت مع المخرجة سوسن دروزة بأن ثمّة ما يجب تقديمه وسط ما يدور حولنا في المجتمعات العربية، وأنا ما عدت أنجز عملاً بداعي ضرورة الوقوف على الخشبة وإنما حين أرتكز على شيء يستحق أن يطرح .
وما الذي يستحق أن يطرح في رأيك هذه المرة؟
- الموضوع استند إلى فنانة تتعرض إلى حادثة تبدو بسيطة وتنازعها أفكار متناقضة حول وجوب السفر من أجل التكريم عالمياً مقابل “تشويه” صورة الشرق، قبل أن تفقد جوازها وتعيش “دوّامة” متداخلة تثير أسئلة عدة بين المطلوب تنفيذه يومياً والأحاسيس والتطلعات الشخصية وإشكالية ترتيب الأولويات ودور المثقف في التعبير عن رأيه إنسانياً أو التنحي في بعض المواقع، فضلاً عن قضايا أخرى معاصرة حثت على تناولها .
ثمّة رسائل أثارت شكوكاً حتى في الثورات فهل قصدت ذلك؟
- على العكس هناك تأكيد على قيمة وأهمية المطالب الشعبية وما قصدناه بيان أوجه التأويلات ورفضها في هذا السياق .
ظهرت بشكل مختلف في الاستعراض و”ثنائية الحوار” وأداء اللهجات والحركة، فكيف تعاملت مع ذلك؟
- أنا أساساً انطلقت من المسرح وخضت تجارب تمثيلية وإخراجية مختلفة قبل وأثناء وبعد دراستي الجامعية المتخصصة في الفن، وربما تفاجأ الجمهور في إظهار إمكانات وقدرات مغايرة هذه المرّة بعيداً عن إطار الدراما التلفزيونية، وهذا واجبي في ظل العمل مع مخرجة قادرة على إبراز أفضل ما يمكن وسط تفاهم كبير و”بروفات” متواصلة مع مجموعة من الممثلين الشباب .
لماذا قبلت ظهوراً باهتاً في مسلسل “وين ما طقها عوجة”؟
- ليس ظهوراً باهتاً، فأنا أطللت “ضيفة” في بضعة مشاهد من أجل دعم الإنتاج الأردني وهذا واجبنا في مساعدة التسويق وخوض مغامرة غير مضرّة تشجيعاً لصناعة الفن لدينا، ولا أجد هذا الأمر يعيبني وأنا لم أراقب العمل كاملاً ولم أقرأ نص جميع الحلقات .
هل هذا ينطبق على “عيلة عجب”؟
- نعم لأن صديقتي خاضت مجال الإنتاج للمرة الأولى وطلبت مني مشاركتها ضمن “الضيوف” فتعاونت وهذا لم يسء لي .
لماذا وافقت على أداء شخصية نمطية لزوجة لا تنجب في “الزعيم”؟
- هناك نساء كثيرات يعانين هذه المعضلة فهل نطفئ الأضواء عليهن لأن الموضوع سبق طرحه؟ الفكرة قد تبدو مطروقة لكن الفيصل أسلوب تناولها، ولذلك الشخصية ليست نمطية في تجسيدها، وأعتقد أنني قدّمت المرأة العاقر في مجتمع مغلق من منطلق مختلف والنجاح من عدمه متروك لكم .
هل نجح العمل في اعتقادك؟
- لم أشاهده، فأنا كنت مهتمة بمتابعة الأخبار فقط التي فرضت نفسها إبّان ما يحدث في الوطن العربي لكن وصلتني أصداء جماهيرية إيجابية واسعة .
قيل إن مقارنته ب “باب الحارة” منذ البداية أضرّه فما تعليقك؟
- لا أعرف فأنا لم أرصد مدى المقارنة ولم أتابع “باب الحارة” أساساً .
ألست ضد هذه النوعية من أعمال البيئة الشامية؟
- لا أبداً وما قلته سابقاً إن المرأة وضعت أحياناً في إطار غير حقيقي وهناك أشياء أهم يمكن طرحها وهذا ما حصل هذه المرة، فنحن قدّمنا نماذج أوسع تفوق نطاق الزواج والطلاق و”الضرّة” والنميمة .
أين وصل مشروع مشاركتك في الفيلم السويدي “هاملتون”؟
- ينقسم المشروع إلى ثلاثة أفلام متسلسلة أنجزنا الأول، وقريباً نبدأ تصوير الثاني، وأنا أؤدي البطولة النسائية من خلال شخصية “منى الحسيني” الضابطة في منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك وفق رواية شهيرة تنطوي على “الأكشن” ضمن منحى سياسي، ومن المرات النادرة التي يتم تقديمنا بشكل محترم لا يصمنا بالإرهاب والتخلف كما جرت العادة للأسف وأنا تحمّست للتجربة كثيراً .
ما سبب اعتزامك الاتجاه إلى الإنتاج؟
- لأن هناك مشاريع فنية أرغب في طرحها وأثق بوجوب تقديم ما يسهم في دعم هذا الجانب المتعثر في الأردن ولو بقدر قليل، وأجد الأمر واجباً ومُلِحّاً طالما لدي القدرة مهما كان حجمها، ومثلما أتيحت لي فرصة الانطلاق يتحتم منحها إلى آخرين والأخذ بأيدي من يستحقون .
في رأيك لماذا لم تحقق المسلسلات الأردنية أصداء عربية واسعة في رمضان الماضي؟
- لا أستطيع الحكم لأنني بصدق لم أشاهدها ولم أتابع المسلسلات الرمضانية تفصيلاً حيث فرضت الأحداث الواقعية وجودها على كل شيء .
حصل خلط حيال موقفك من “الربيع العربي” فماذا تقولين الآن؟
- أنا واضحة وأعلنت موقفي ولا أريد التحدث أكثر حتى لا أبدو مدافعة عن نفسي والقضية اليوم ليست رأيي ولا غيري وإنما ما يحصل، وأعتقد أن الفنان مطلوب منه تلخيص ما يود قوله في عمل وليس أن يخطب على المنابر ومن الأفضل الدعاء بالرحمة للشهداء بدلاً من الدخول في “لغط” لا مبرر له .