2012/07/04
بوسطة – نضال سيجري
ثمة لـ"لا" وجوه عديدة..منها ما يعمر أوطان ..ومنها ما يهدم أخرى...ومن الـ"لا" ما نحتاجه اليوم كثيراً..بدءاَ من أنفسنا وانتهاء بالآخرين...
نحتاج لا..لنقول:
لا لرمي الأوساخ من النوافذ والشرفات...
لالرمي أعقاب السجائر أو البصاق من السيارات ، المكشوفة منها والمغلقة..
لا لمخالفة قواعد المرور ، سائقين ومشاة" ، ولا للتذرع بحالة إنسانية لنبرر مخالفتنا للقانون...ولا للتفكير للحظة بنسيان مئة ليرة في دفتر ميكانيك السيارة...و وو
لا لعمالة الأطفال..لا لتسول بعضهم..ولا لغض الطرف عنهم..لا لمن يتركهم دون حل جذري لمشكلاتهم والمشكلات الناجمة عنهم.
ونحتاج لا ..لنقول:
لاللنظر إلى بعضناالبعض ونحن مقطبي الوجوه...
لا للإفصاح بشيء عكس ما نضمر..
لا..لاغتيال بعضنا بالكلمة..وبالظن...لالصلب المسيح من جديد.... ولاللطائفية
نحتاج لا..لنقول:
لاللفسادمن الألف إلى الياء...
ولا للفساد ..وقد تعددت أشكاله...ابتداءمن التأخر على الوظيفة ..وصولاً إلى رمي النفايات المشعة في أراضينا المقدسة
لا للفساد في دوائرنا الحكومية ...ومن يرا بأن الراتب لايتفق مع الجهد ،فليقدم استقالته وسيأتي غيره ويقدم الأفضل منه ربما ، وربما يجد هو عملا مناسبا لموهبته الخاصة.
لا للفساد في دوائرنا الحكومية ...حتى لو كان عبوس وجه موظف بوجه مواطن...
لا.. لمدير يعتقد بأنه صاحب القرار الفردي وأنه يعرف بكل شيء ويتعامل مع مؤسسته كما أنها له ولأولاده ولأقربائه..
لا..لوزير يأخذ قرارا ًويكتشف إنه على خطأ ولايصب في مصلحة الوطن والمواطن ، ولايتراجع عنه.
لالحكومة تخدع شعبها..... لاللأحكام العرفية ، لا للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد المستقلة ، لاللحكم إلى الأبد ، ولا لمن يرىد الإصلاحات ويغمض عينيه وكأن شيئا ًلم يحدث من أجله....لا ولا ولاولا ...وثمة كثير من هذه الـ"لا" ربما نحن أحوج إليها اليوم للانتقال إلى مجتمع العدالة الاجتماعية والقضائية والمعيشية والحريات السياسية.... والأهم سيادة القانون حيث الحقوق للجميع دون تمييز أو تفريق.
(لا)...تلك الكلمة التي تشير إلى بواطن الضعف..وتعلن رفضها...
(لا)...تشخص المرض...وتأتي (لو) لتشخص الحل..وما قبل (لا)..وإلى ما بعد (لو) يكمن قناعة أن لكل منا دوره في الحياة والحاجة للجميع.
(لو) هنا ليست تلك التي تجل بعمل الشيطان ، بل هي (لو) السحرية الذي وصفها المنظر الروسي الكبيرقسطنطين ستانسلافسكي ، في المسرح الروسي، بقوله : " (لو)السحرية تنقلنامن الحلم إلى الواقع ويصير واقعاً سحرياً أكثر جمالاً..".
لو..أننا نبدأ بأنفسنا...لو نصلح ذاتنا وأفكارنا...لو نؤمن بالآخر ونمد يدنا إليه لنصير جماعة في واحد...لو لا نصغي إلا لما فيه صلاحنا..لو لا نتصرف كما لو أننا في هذا العالم وحدنا..لو نفكر بغد للجميع لا لأنفسنا فقط..لو نعمل لدنياينا كما لو نعيش أبداً...لو نعمل لآخرتنا كما لو أننا نموت غداً...لو أننا ندرك أن لا وطن أجمل من وطننا..ولا أرض أرحب من أرضه..ولا قلب يتسع لنا كما يتسع هو..لو أننا ندرك أن (ثوب العيرة ما بيدفي )..لو أننا ندرك أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة...لو أننا ندرك ذلك وأكثر...لكانت (لا) ...عمرت...وكانت (لو) عالجت..وكنا...كما نحن : خير أمة..في خير أرض.
المواطن السوري نضال سيجري
بيروت