2012/07/04
بسام سفر - نور الشيخ - تشرين
تشاكس الفنان القدير حسن عويتي في فيلم (طعم الليمون) وتطعم الأطفال «النابلسية» وتحضر للمشهد القادم، وكأنها تقدم فيلماً من الأفلام السينمائية المشاركة في إحدى دورات أيام عمان المسرحية، فهي كفراشة تحط وتناقش كل ضيف، تخرج الكلمات من روحها وتنثرها أثير محبة بين سامعيها، إنها الفنانة نادرة عمران التي شاركت في فيلم «طعم الليمون» للمخرج نضال سيجري، وفي العمل الدرامي «الاجتياح» للمخرج شوقي الماجري.. عن تجربتها الفنية كان لـ«تشرين» هذا الحوار:
ظهرت «أم يوسف» في فيلم طعم الليمون فرحة بالحياة رغم المأساة التي تعيشها.. لماذا؟!
رغم تناول فيلم «طعم الليمون» لقضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين من الجولان، واللاجئين العراقيين في دمشق، والنازحين من لبنان، فإن هذه اللمة العربية تدعو للفرح لأن الشعوب العربية قادرة على التعايش في بيت عربي واحد رغم كل الظروف... فأنا وزوجي «أبو يوسف» الفنان حسن عويتي نملك بيتاً نؤجر فيه غرفاً لمهاجرين مثلنا، وكلنا في المنزل علقنا آمالاً كبيرة على زيارة سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي التي وضعنا لها مجموعة كبيرة من الطلبات على أساس حلمنا بتحقيقها... فكرة الفيلم حلوة تعالج موضوع اللاجئين في إطار اجتماعي إنساني خفيف، وليس في إطار مأسوي كالعادة، المأساة تدخل قلوب المشاهدين من البوابة العاطفية، وليس من بوابة مأساة الواقع المعيش.
في حديثك عن مأساة اللاجئين تحدثت عن لجوء إنساني خارج إطار خلفيات المقاومة، أتمنى أن توضحي مسألة اللجوء الإنسانية؟!.
هم، بمعنى أو بآخر، استقروا على مضض، استقرارهم الإجباري دفعهم للمقاومة بطرق سلمية، وفي اللحظة ذاتها يريدون الاعتراض على وضعهم الحياتي والمعيشي، ويطالبون بتحسين أوضاعهم الإنسانية، فالرجوع إلى بغداد في ذاك الزمن كان صعباً وحلماً بعيد المنال، لذلك، كانت آمالهم وطموحاتهم تتركز في تحسين أوضاعهم الحياتية لأن هذا الأمر يعطيهم الإحساس بالأمان والراحة أكثر، وربما يقدم لهم شيئاً من الفرح الإنساني بعيداً عن الخوض في الموضوع السياسي الذي يبدو حله شبه مستحيل.
لك مشاركات في الدراما السورية منها في عمل «الاجتياح» مع المخرج شوقي الماجري، هل تحدثيننا عن هذه المشاركة؟!
لقد كانت مشاركتي في «الاجتياح» مع الأستاذ حسن عويتي أيضاً كزوجين، وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية الأردنية التي تخوض في الموضوع الفلسطيني، وحالياً تتوسع الخريطة التي تخصّ الموضوع الفلسطيني، وشاركت منذ زمن في عدد من الأعمال منها «شايلين الهمّ» فالأعمال الدرامية التي تخصّ القضية الفلسطينية توضح أنها همّ عربي وليست فقط هماً فلسطينياً، ولا أخفيك أن الأعمال السورية التي تخوض في الموضوع الفلسطيني تخوض فيه بوجوه أكثر تعدداً وعمقاً، وفيها أهمية فنية كبيرة، وهذا الشيء، عدا الموضوع السياسي، يحقق لي أهمية فنية من زاوية مشاركة زملائي في سورية والوطن العربي.
حصل عمل «الاجتياح» على جائزة «إيمي»، ولم يعرض على الكثير من الفضائيات العربية لماذا؟!
حقيقةً لا أعرف لماذا لم يعرض على الفضائيات العربية، لكنه عرض أكثر من مرة على فضائية LBC، وبعدما حصل على الجائزة عرض على فضائية الـMBC ، ويمكن التقدير بان هناك مسعى لعدم عرضه لأنه يظهر حقيقة ما جرى في اجتياح مخيم جنين.
«الاجتياح» استعاد كل مقومات المخيم وصموده في وجه قوات الاحتلال الصهيوني، كيف عملتم كعائلة لاستعادة هذا الحدث الذي يفتح الجرح القديم منذ العام 1948 وحتى الآن..؟!
نعم.. لقد فتح «الاجتياح» الجرح، وهو مازال مفتوحاً، لكن دعني أقول لك: إن الاجتياح كان يخوض في موضوع فلسطين وحدث مؤلم وغامض جداً، فحصار مخيم جنين مذبحة حقيقية، فالنص تناول الحدث بكل مستوياته على الصعيد السياسي والصعيد الإنساني، والوطني العام، وحتى على الصعيد العسكري، فالعمل لم يحمّلنا مسؤوليات فقط، وإنما حملنا هموماً موجودة داخلنا، وحملنا هموم أهالي مخيم جنين، وكنا في موقع التصوير عند كل مشهد نتأزم بشكل أو بآخر من الحدث، وكان يشغلنا دائماً سؤال: كيف نعطي الحدث حقه؟! وكيف لا نخدش عظمته؟ وألا يظهر علينا أننا أقل تأثراً من الذين تأثروا من الوضع الذي حدث وكانوا فيه، فعند تصوير مشهد كنا مستنفرين ومستفزين، كل شخصية في العمل كان الممثل الذي يؤديها لديه كم كبير من الأزمات والمسؤوليات حيث يظهر بالصدق الذي يجب أن يظهر به، وهذا طبعاً كان بمباركة ومشاركة من المخرج شوقي الماجري الذي هو من المخرجين المهمين على الساحة العربية، وكان متأثراً جداً، وحتى مدير التصوير معه تأثر كثيراً، ونال (الاجتياح) جائزة (إيمي) على الشكل الفني الراقي، ورغم ذلك لم يأخذ حقه من العرض لأنه في الوقت ذاته الذي كان يعرض على LBC كان يعرض «باب الحارة» الذي سرق الجمهور العربي من ذاته. لكن اعتقد أن الاجتياح وصل بأصدق ما يكون، وهذا كان واضحاً للمشاهد العربي، ومشاركتي جاءت بالقلب والروح والعاطفة الصادقة.
حضرتك من ممثلي المسرح المعروفين في العالم العربي... لكنّ هناك ابتعاداً خلال السنوات الأخيرة، ما سبب ذلك؟!
المسرح بالنسبة لي هو الأهم الذي جذبني إلى موضوع التمثيل، وليس التلفاز على الإطلاق، لأن جميعنا يعرف أن المسرح ذو مضمون أعمق وذو شفافية فنية لها خواصها الجميلة، وفيه تحديات أخرى لها علاقة بالخيال والتكنيك، فالمسرح هو مكاني الطبيعي لكنه لم يعد بتلك القوة، لأن التلفزيون يشبه السيل الجارف الذي يأخذ في طريقه كل شيء، فقد طغى التلفزيون بحضوره وطغى أيضاً بعدد المشاهدين وارتياحهم له، وهذا أثر في طريقة تحضير الأعمال المسرحية التي لم تعد تهتم بها المؤسسات الرسمية، ولم تعد ترصد لها الأموال من قبلها لذلك يكون اختياري واختيار أي فنان هو العمل في التلفزيون، لأنه مصدر للانتشار الجماهيري، ومصدر للدخل أكثر، ويقدم النجومية للفنان.