2012/07/04
سهيلة ناصر – دار الخليج
في التاسعة من عمرها قامت بأول دور لها مع والدها، الفنان الراحل إبراهيم مرعشلي، في مسلسل “برج الحب”، وبعدها بأربع سنوات في مسلسل “سكرتيرة بابا”، وشاء القدر أن يحرم الممثلة لمى إبراهيم مرعشلي من تحقيق حلم العمل مع والدها، عندما تتمرّس وتنضج في اكتساب الخبرة، خصوصاً بعدما درست التمثيل والإخراج، وأيضاً الإعلام . شاركت في 22 مسرحية حتى الآن، وفازت في برنامج الهواة الكوميدي “SL CAST”، طريقها إلى البرنامج التلفزيوني “كتير سلبي” .
* من أين تعتبرين أن انطلاقتك الفعلية كانت؟
- الانطلاقة الفعلية كانت من خلال برنامج “S L CAST”، حيث تعرّف الناس إليّ . ما أعطاني دفعة كبيرة إلى الأمام، ووضعني في مكان لم أكن أحلم بتحقيقه في بداية الطريق . وما خولني بالتالي أن أحقق “قفزات سريعة”، وأشارك في البرنامج الناجح “S L SHI”، و”كتير سلبي”، الذي يحقق أعلى نسبة مشاهدة، وأيضاً فرصة العمل في مسرحية “فشة خلق”، مع بيار شماسيان .
* ألا تخيفك هذه القفزات السريعة؟
- أنا أدرس خطواتي قبل القيام بأي عمل . أستشير من حولي، ممن أثق بهم، كأهلي وخطيبي، ورفاقي في المجال الفني، أمثال المخرج هاني خشبة، كذلك المنتج المنفذ لبرنامج “أس ل شي” ميرفت أتاسي، وهما قادران على إعطائي الرأي الصائب . يجب عليّ استغلال الفرصة، عندما تقدّم لي عروض لا تتخطى الحدود الملتزمة بها، درست الإعلام، لكنك توجهت نحو التمثيل .
* هل من موقع للمنبر الإعلامي في حياتك المهنية؟
- الأمر مرهون بالفرص المناسبة . حالياً الأولوية هي للتمثيل، كذلك أحب العمل في الإخراج المسرحي، وأيضاً تقديم البرامج . وفي مجال الكتابة أفضل أن أكتب “الاسكتشات” وأطمح لكتابة سيناريو الدراما الخاص بي .
* أي نوعية برامج ترغبين في تقديمها؟
- أكيد لن أخوض مجال البرامج السياسية . لا أحب البرامج التي تستضيف أحداً، أو تلك التي تحوي أسئلة وأجوبة . أسعى إلى برنامج على تواصل مع الناس، والأفضل من سلسلة “مقالب” .
* والدك الراحل لم يشجعك على دخول مجال التمثيل، وبالرغم من ذلك دخلت هذا المجال .
- كان يعرف شغفي بهذه المهنة، لكنه كان يخاف عليّ من الجو الفني . نصيحته الأولى ألا تكون شهادتي في التمثيل فقط وهذا ما حصل . أعتقد أن ما درسته سيكون سنداً لي في حياتي المستقبلية، عندما لا يكون للتمثيل محل في أجندتي المهنية .
* بعد كل ما قاله لك، ماذا تقولين أنت اليوم؟
- وجدت الحق معه 100% . جو الفن ليس نظيفاً، ولا نعيش في المدينة الفاضلة . هناك الكثير من التجاوزات، وما أكثر من “يطعن بالظهر” . ما أحاوله هو عدم التخلي عن مبادئي مهما كان العرض مغرياً، حتى ولو جلست بلا عمل في المنزل . لن أعمل تحت الضغوط . وسأكمل في هذا الطريق، طالما أني مؤمنة ومحاطة بأشخاص يريدون الخير لي .
* عندما تشاهدين أولى أعمالك التلفزيونية مع والدك، ماذا يكون تعليقك؟
- عندما أشاهد نفسي في أعمال تعود لزهاء 13 عاماً، وهي فترة ليست بقريبة ولا بعيدة، لا أستوعب نفسي وبالتالي لا أنتبه أني من أقوم بهذا الدور في المسلسل . عند الغوص في حيثيات العمل، أتمنى لو اجتهدت أكثر على نفسي . طبعاً أتحسر ألماً لأن مسلسل “سكرتيرة بابا” كان آخر عمل لي مع والدي . وكم أتمنى لو اشتغلنا سوياً على المسرح، وأعطاني من خبرته وملاحظاته، وبالتالي كسر هذا الحاجز بيني وبين الناس، وشاهد ماذا أستطيع أن أقدّم، أو يبارك ما أقوم به .
* أي نوع كوميديا تحبين التركيز عليه؟
- أحب الكوميديا المحترمة التي لا تخدش الشعور . تعتمد العفوية، وفي الوقت ذاته قادرة على إضحاك الناس . كما أحب الفريق الجماعي في العمل الواحد، تماماً كما كان فعل والدي في مسلسل “المعلمة والأستاذ”، حين شاركته البطولة الممثلتان الكبيرتان هند أبي اللمع وليلى كرم، إضافة إلى نخبة من الممثلين الذين أدوا أدوار التلاميذ . في الحقيقة عيناي على الكوميديا السورية، حيث نجد مجموعة من الأشخاص، قادرين على إضحاكنا، وهذا ما نفتقده في لبنان .
* هل الفن الكوميدي يورّث؟
- أكيد لا . والدي أسهم في فتح المجال لي للتعرّف الى الجو، ومنحني فرصتي الأولى . هناك الكثير من أسماء لأبناء فنانين دخلوا المجال الفني معتمدين على شهرة والديهم، ولم يحققوا أي نجاح . العكس صحيح أيضاً .
* تعملين اليوم مع فرقة بيار شماسيان . هل ستؤطرين نفسك ضمن إطار شخصية وفرقة معينة؟
- شرف كبير لي العمل مع شخص محترم وعفوي . حتى أنه يناديني “بابا” وهو حاضن وداعم لي . في العمل المسرحي لم أر في حياتي أشخاصاً متواضعين، كما الحال عند كل من بيار شماسيان وريمون صليبا، فهما يفسحان المجال لنا الظهور أكثر منهما، ويمنحاننا الخبرة، مع الوقت، قد يحكم ظرف ما ألا يكون لي دور مناسب في عمل له، أو نتيجة انشغالي بتصوير عمل ما، يستدعي ألا أكون حاضرة معه، لكن من المستحيل أن أترك نتيجة لخلاف أو ما شابه . التجربة رائعة مع هذا الفريق الكوميدي .
* ماذا عن الدراما؟
- بدأت دراستي وكانت أنظاري تتجه صوب الدراما . شاءت المصادفة أن أنطلق في الكوميديا أثناء دراستي الجامعية مع المخرجة لينا أبيض، فكان أن قدمت معها خمس مسرحيات كوميدية . أطمح نحو عمل درامي، يبرز للناس موهبتي فيها، كما في الكوميديا . جميل أن ألعب الأدوار كلها وأتحدى نفسي لأبرز في الساحة .
* أي دور تشعرين أنه سوف يحقق لك ما تتمنين؟
- أي دور يمكن أن يحدث تغييراً في الأحداث، والأدوار المعقّدة . أشوّق من خلاله المشاهد، ولا يكون دور مرور الكرام .
* من أي منطلق تعمدين إلى كتابة الاسكتشات الخاصة بك؟
- في الأساس أحب الكتابة، التي تساعدني على إبراز قدراتي التمثيلية . وفي “كتير سلبي” كان الكتّاب يكتبون لي أدواراً محدودة في البداية، لأنهم كانوا يجهلون عمق موهبتي في التمثيل . . وعندما تعرفوا إليّ من كثب، وشعروا بقدرتي على الكتابة، كان أن عرضت فكرة اسكتشين . . تمت الموافقة عليهما . . وبعد ذلك أصبح جيسكار لحود يطلب مني ذلك لثقته بما أكتب .
* بعض من فناني الكوميديا اختفت أسماؤهم الحقيقية أمام شخصيات وأسماء لازمتهم، فهل تؤدين هذا الأمر؟
- هذا الأمر خطر ويلغي الشخصية الحقيقية . أنا مع أن تأخذ الشخصية المجسدّة حقها في العمل، وبالتالي مع تعدد الشخصيات للفنان الكوميدي، إذا كانت في محلها . بالنسبة إلي آخذ وقتي في انتقاء الشخصية . بدأت مع شخصية “لولي”، (فتاة تقول ما تريده بوقاحة كبيرة)، ثم اقترحت شخصية “بثينة” (تتحدث بالإحصاءات وشخصية فتاة حسودة) بعد شهرين، أحب التنوّع في الشخصيات، مع التركيز على الإبقاء على الشخصية التي تجذب الجمهور . . والتي تكون لي بصمة فيها، وما يشير إلى أني من أقوم بها تلقائياً . وأكيد لن أبقى محصورة بإطار شخصية معينة، عندما أخوض مجال الدراما .