2012/07/04
سامر عمران - تشرين
إذا كنا نرحب بمنتو جنا السوري الفني ذلك لأننا معنيون به طالما كان معنياً بمجتمعنا وحالاته, مرحبا دراما: ليس عنواناً لبرنامج تلفزيوني وإنما هو شعار لملاقاة ما تطرحه الدراما السورية على الشاشات الفضية. لن أقول بأنها وجهة نظر نقدية, وإنما هي وجهة نظر غيور على كل ما ينتج محليا وخصوصا في هذه الآونة.
الدراما السورية أثبتت وجودها وهذا واقع، وكلامي لاحقا محاولة مني لتوصيل انطباعات الكثير من المشاهدين للدراما السورية وخصوصا في موسم رمضان الحالي. وسوف أبوّب الكلام بطريقة مختصرة محاولة لتحديد ما نقول في مفردات الصناعة الدرامية.
أولا: على صعيد دراما الكوميديا وهنا دعونا نفتح أبواباً لمراحل تكوينها ابتداء من
السيناريو: من أهم الأعمال التي لفتت انتباه المشاهدين على صعيد الكوميديا هي الأعمال التي كتبها ممدوح حمادة ابتداء من بقعة ضوء وصولا إلى الخربة . أكيد نستطيع القول إن حمادة استطاع أن يبني الفكرة الكوميدية البيضاء والتي تحمل مساحة من الضحك المتاح لنا, وعمل بعد آخر استطاع أن يثبت بأنه ينفخ روحه في حواراته للشخصيات التي يكتشفها ويصنعها وبلغة لافتة للانتباه تنم عن كاتب منتبه للقطات حياتية تختزن من المواقف المضحكة ما يكفي لأخذ النفس من شدة الضحك أو الرغبة به أو الحاجة له أو احتمالات لا أحد يدركها.
وهنا مسؤوليته تكبر كلما صعب علينا الضحك الذي ننتظره بفارغ الأسى والبحث عنه والذي نستجديه أحيانا في نكات يومية «يا دووب» أن ترسم ابتسامة عابرة على وجوهنا.
المهم الكل متفق بأننا أمام عمل كوميدي يذكرنا بكتابات الكوميديا البيضاء التي كان يكتبها الشاعر والكاتب محمد الماغوط. وهنا مهمة الدكتور حمادة سوف تزداد مسؤولية كلما أغفل الومضات الذكية وكلما استسهل الفكرة والعبارة لاسيما نحن العرب قوالون وحكاؤون، أي اللغة بالنسبة لنا هي نصف العمل والمتابع للدراما ينتبه لهذا البند بأنه فعال أكثر من المشاهد والنجوم والطبيعة واللباس و..... إذاً طولة البال في صناعة المشاهد الكوميدية- وأركز على كلمة (صناعة) هي المطلوبة ويمكن تعميق الفكرة وبلورتها أكثر مما هي عليه.
ولا أحد متابع يستطيع أن يغفل عن أهم التجارب الكوميدية العالمية لا مسرحا ولا سينما ولا دراما ابتداء من الأعمال التي يتابعها الأطفال والكبار على حد سواء مثل توم وجيري وصولا للمسلسل الهوليوودي ( الأصدقاء)
إذا العمل الكوميدي يبدأ بالكاتب الذي يخلق شخصيات بلغاتها المتخيلة أو المقاربة لواقع أو الواقعية منها وهنا بعد هذه العملية من الخلق والانتهاء نسبيا يأتي دور المخرج : مخرج العمل أو قائد العمل أو قبطان العمل كلها توصيفات تعطي مدى مسؤوليته لتوصيل العمل إلى بر الأمان وبكل طاقمه.
من يتابع بقعة ضوء وصولا لضيعة ضايعة بجزأيه حتى مسلسل الخربة يكتشف بأن المخرج الليث حجو بإمكانه أن يوسع دائرة الضحك من مجموعة أصدقاء وصولا لجمهور عريض, أظهر شخصيات جديدة كل الجدة وسوف تضاف للشخصيات الدرامية السورية مثل شخصيات ضيعة ضايعة وشخصيات خربة التي تنتمي لجيل صح النوم وحمام الهنا, وهذا لا يعيبها وإنما يضاف لرصيده الفني ويسجل له.
لكن وأنت تتابع تطوره الإخراجي الزمني من ضيعة ضايعة وصولا للخربة تكتشف بأن هناك مساحة من الاستعجال في بناء وإنجاز عمل على حساب الاختصار وبناء المشهد بشكل كامل ومشدود, الخربة كأنموذج، غالبية المشاهدين قالوا إن ضيعة ضايعة كان أفضل : يعني كان الضحك فيه أقوى أو الشخصيات أنضج أو بمعنى شعبي كان مشدوداً أكثر, رغم أنه قدم شخصيات مهمة للكوميديا مثل شخصية محمد حداقي، محمد الأحمد، محمد خير الجراح، هؤلاء «المحمدات» انضافوا إلى قائمة الكوميديا لهذا الموسم على يد المخرج الفنان الليث حجو.
غير أن الاستسهال في أي عمل، مهما تبذل من جهد لا يظهر إلا بعد إنجاز العمل غالبا والمط في المشاهد لأنه ما يضحكك وأنت في مرحلة تنفيذ العمل ليس بالضرورة له القوة نفسها على الشاشة, هنا على المخرج الحريص أن يسعى لخلق باب جديد في بناء العمل الدرامي وهو المستشار الكوميدي والمستشار العلمي والمستشار التاريخي وغيره مما يحتاج العمل من مستشارين حسب حاجته وذلك لتعميق الحدث والحوارات والشخصيات، وبهذا نصل بصناعتنا الدرامية إلى مستو ى تظهر فيه اختصاصات كانت غائبة كفيلة بأن ترفع العمل إلى مطارح التميز.
المخرج هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما نشاهد ضمن العمل, أكيد هناك صعوبات ومحظورات ومشكلات ولكن لكي نتطور علينا العمل قدر المستطاع والإشارة إلى ما نحتاج والمطالبة به (يتبع )