أمل بوشوشة: أريد زوجاً وأطفالاً

زهرة مرعي – الكفاح العربي

نجحت في حضورها في برنامج "ستار أكاديمي" لكن التمثيل جذبها قبل أن نعرفها كمغنية مميزة. أمل بوشوشة التي أدت دور البطولة في مسلسل ذاكرة الجسد هي اليوم في مسلسل جلسات نسائية السوري. شخصيتان مختلفتان الأولى صلتها وثيقة بالثورة الجزائرية، والثانية معاصرة جداً. أمل لم تنس أنها مغنية، وتصويبها المستقبلي هو على الغناء. جديدها أغنية لبنانية ستظهر مصورة على الشاشات في عيد الفطر. بين هذا وذاك من الفنون ترى بوشوشة أن الهدف الأسمى في حياتها كامرأة أن تكون لها عائلة. معها كان لنا أسئلة عن المسيرة والطموح

■ دائماً يسعى الفنان إلى النجومية فهل يؤدي الجمع بين أمجاد الفن الثلاثة الغناء والتمثيل وتقديم البرامج التلفزيونية إلى نجومية ما؟

ـ حتى الآن أعتبر نفسي هاوية فن. دخلت هذا الفن رغبة في اكتساب الخبرة. كنت فرحة بإظهار هوايتي للناس، كما كنت راغبة في أن يكون كسب رزقي من خلال الفن الذي أحبه وأهواه. فكرتي الأساسية أن أعيش من الفن الذي أعيش لأجله. عندما تسلط علينا الأضواء نجد في الشهرة ما هو جميل جداً. أن يشعر أحدنا بمحبة الناس وقبولهم له هذا له سحره وجماله الخاصان. فالطفل المتفوق والناجح يشعر بالنشوة والفرحة، فما بالك بالإنسان الموجود تحت الأضواء والذي يدخل منازل الناس. أكيد الشهرة هي حلم كل فنان، لكني لا أجد فيها هاجساً بقدر ما أجد في الشهرة تكملة للعمل الذي أقوم به. بعد "ستار أكاديمي" في مجال تقديم البرامج أردت عدم ترك هوة بين ظهوري في هذا البرنامج وإصداري أغنيتي الأولى. أما التمثيل فقد جاءني مصادفة. يمكن في عصرنا لأي إنسان أن يكون مشهوراً، فأطباء التجميل كوّنوا حولهم شهرة كبيرة. يمكن للشهرة أن تأتي بسهولة، لكن الأهم بصمة وشهرة ناتجة من عمل جيد، وهنا الاختلاف في الوصول إلى الشهرة.

■ بعض المهن خصوصا الفنية منها تتميز بأنانية وتستحوذ على حياة الفنان كاملة لتمكنه من ترك بصمة، فهل لمست هذا في مسيرتك القصيرة؟

ـ صحيح، نحن حالياً في عصر مختلف. في السابق كان الفنان يعاني ليتمكن من الوصول إلى الناس في غياب التلفزيون والفضائيات ووسائل الإعلام وأخيراً الإنترنت. حالياً نجد من يحقق النجومية في عمر صغير نسبياً. بعض هؤلاء النجوم كانوا قادرين، خصوصا النساء، على إيجاد توازن بين الفن والحياة الخاصة والعائلية. ومهما بلغ الفنان من شهرة فأساس الحياة أن يصل الى مرحلة يجد فيها نفسه وقد صار له عائلة وأطفال إلى جانب الحياة المهنية. هذا ما أدركه بكل وضوح، وأقيم له كل الحسابات. أعرف أن الحياة ليست دائمة لأحد ولا يصح إلاّ الصحيح. في النهاية يجب أن أستيقظ لأجد حولي عائلة أشكل شخصياً العصب الأساسي في بنائها. وعندها يمكنني القول انني قمت بما هو مفيد في حياتي، وبما يفرحني إلى نهاية العمر.

■ هل يندرج هذا من ضمن أهدافك المستقبلية القريبة؟

ـ هو من أهدافي ولست أدري زمنه بالتحديد. اعتقادي أن كل فتاة في عمري لديها هذه الأهداف. لدي خطة للمستقبل، مع العلم أن القدر يأخذني على الدوام الى أمكنة أخرى. وبما أنني قدمت أول خطوة في الفن وشاهدنا ردة فعل الجمهور، وصار المستقبل واضحاً، فهذا يقول بضرورة التركيز على عملي أكثر. أنا جزائرية أعيش بين لبنان وفرنسا وأعمل في سوريا، وكانت لي خطوات في هذه الحياة، وفي المقابل يجب أن أتزوج بعد زمن، وأن أنجب كذلك. هذه أهدافي المستقبلية المشروعة.

■ من هو الرجل الذي يختار أن يرتبط بامرأة يشكل الفن محور حياتها؟

ـ دائماً أردد أن المرء يجد نفسه حيث يضعها. أنا فنانة صحيح، لكنني في النهاية إنسانة وليس هناك ما يجعلني أختلف في طموحي ورغباتي عن غيري من الفتيات، وقد صودف أن الفن هو عملي. من سيرتبط بي أو يختارني سيكون عارفاً أمل الإنسانة قبل أن يعرفها كفنانة. وفي الوقت نفسه على كل منا أن يحترم عمل الآخر، وأن يكون بيننا تفاهم وتفهُّم متبادلان، وكذلك أن يسود الاحترام حياتنا.

■ هل راقبت علاقات زوجية ناجحة للفنانين والفنانات؟

ـ ليس لي الحديث من خلال ما تورده الصحف والمجلات الفنية عن حياة الآخرين. وأن نتناول حياة هؤلاء البشر من دون معرفة كاملة بحيثياتها فهذا غير صحيح، لأن خصوصيات الآخرين متروكة لهم وحدهم. ما يمكنني قوله وفق الله الجميع. بكل صراحة أشعر بالفرح عندما أرى مثلاً جميلاً وناجحاً في الحياة الزوجية لدى الفنانين. أفرح لكل فنانة تتمكن من أن تكون لها عائلة وأطفال، وهذا ما يشجعني ويلهمني. أن تكون للفنانة حياة عائلية ناجحة أمر جميل.

■ أنت فنانة في الغناء والتمثيل والتقديم، هل يتقدم اي من هذه الفنون على الآخر؟

ـ ليس مهماً أي من هذه الفنون أحب أكثر أو أقل. المهم في نظري أن كل ما قمت به حتى الآن خدمني في المشوار الذي بدأت. تقديم البرامج شكل بالنسبة إلي صلة وصل مع الجمهور ومنع حصول شرخ زمني بين ظهوري على الشاشة في برنامج "ستار أكاديمي" وتقديمي أغنية خاصة. ما قدمته على شاشة "روتانا" وجدته فكرة مهمة لفتاة تخرجت للتو من "ستار أكاديمي". كنت في هذا البرنامج أستضيف أهم نجوم الوطن العربي. وهذه كانت بالنسبة إلي مرحلة مهمة سمحت بالحضور في لبنان بشكل دائم، أي قريباً من النتاجات الفنية. لا أوافق من سماها وقتاً عن بدل ضائع مطلقاً، بل أسميها الخطوة الأولى. بعدها جاءتني فرصة التمثيل وأخذتني من يدي إلى مسلسل "ذاكرة الجسد". هو مجال فني أغرمت به كونه ساحراً فعلاً. التمثيل يحتوي نوعاً من السحر ومن التجرد من الذات. في لحظة وفي ثانية يتحول أحدنا الى شخص آخر، ويتجرد من ذاته ويعيش تفاصيل الشخصية التي يجسدها، وهذا طبعاً جميل. كذلك تعرّف الجمهور إلى أمل كهاوية في برنامج هواة، فالغناء حبي ورغبتي. لكن في النهاية كل ما قمت به كان لمصلحتي وقد لعب القدر دوراً كبيراً في حياتي، فقد توافرت لي إمكانات وفرص يتمناها كل فنان في بداياته.

■ مثلت دور رويدا في مسلسل "جلسات نسائية" ودور حياة في "ذاكرة الجسد" بماذا تختلف المرأتان عن بعضهما البعض؟

ـ هو اختلاف كلي وجذري. حياة شخصية لها عالمها الخاص المكبوت، هي إنسانة قوية، وامرأة جزائرية في انتمائها. رويدا فتاة سورية كل ما في قلبها على طرف لسانها. تتميز بالقوة والضعف في آن واحد، كما تمر في حالات نفسية متناقضة. جلسات نسائية مسلسل معاصر ويحكي لغة اليوم والمرحلة التي نعيشها. وهذا ما جعلني أحب القصة.

■ كم عبّد مسلسل "ذاكرة الجسد" طريقك لتكوني في مسلسل جلسات نسائية؟

ـ لم يعبّدها وحسب بل أنه مسلسل جعلني أقطع أشواطاً كبيرة. كنت هاوية فن ومتخرجة من برنامج للهواة، وكان لي مباشرة فرصة أن أكون في مسلسل ضخم وفي دور كبير، وكان الجميع في انتظار ما سأقدمه والنتيجة التي سأصلها. وما كان من هذا المسلسل سوى حملي من مكان الى آخر على صعيد الدراما. إذاً هو لم يعبد الطريق بالزفت بل رصفها بالرخام.

■ كنت بعد "ذاكرة الجسد" في خشية من الخطوة التالية في التمثيل وسريعاً كنت في جلسات نسائية فما الذي جذبك إليه، وكيف أقنعك المخرج المثنى صبح بعد نجدت أنزور؟

ـ مسلسل "ذاكرة الجسد" كان بالنسبة إلي سيفاً ذا حدين. أسند لي البطولة المطلقة في سيناريو مأخوذ من رواية شهيرة واستثنائية. كنت مع أسماء كبيرة، أحلام مستغانمي، نجدت أنزور وجمال سليمان وجمع من الممثلين المهمين جداً وجميعهم كان أستاذاً في موقعه. وبقدر ما كنت سعيدة وفخورة بالعمل في "ذاكرة الجسد"، كنت في الوقت نفسه أحسب لما بعد. تربطني بالأستاذ المثنى صبح علاقة صداقة، وقد تعرفت إليه عندما كنت في صدد تصوير "ذاكرة الجسد" في الشام. أحب إحساسي في التمثيل. وهو من خلال صلته بي وجدني قادرة على إجادة اللهجات العربية منها اللبنانية والسورية. ولهذا عرض عليَ النص.

■ وما هي الحوافز التي شجعتك على قبول دور رويدا؟

ـ نص جلسات نسائية تلقيته مع العديد من النصوص السورية، لكنني لم أجد نفسي فيها. أغرمت بالشخصية في مسلسل جلسات نسائية، لأنها فعلاً استثنائية، ومختلفة كلياً عن شخصية "ذاكرة الجسد". وهذا ما كنت أرغب في إظهاره للناس. ولأن أدائي وجد استحساناً في "ذاكرة الجسد"، كنت أرغب في المرة التالية بتقديم ما هو مختلف. ولهذا كانت شخصية رويدا في جلسات نسائية وتحت إشراف المثنى صبح.

■ وما هو جديدك على صعيد الغناء؟

ـ في عيد الفطر المبارك ستكون لي أغنية جديدة. سجلت أغنية لبنانية اللهجة من كلمات الشاعر سمير نخلة وألحان وتوزيع روجيه أبي عقل، كما تمّ تصويرها فيديو كليب.

■ من أخرج الأغنية؟

ـ تمّ تصويرها في المغرب وفي مدينة مراكش بالتحديد بإشراف فريق عمل فرنسي، وهي من إنتاج شركة يللاّ ميوزيك، وبإشراف فريق شركة ميوزك إز ماي لايف التي تدير أعمالي.

■ هل من صلة وصل بين شركتي يللاّ ميوزك وميوزك إز ماي لايف؟

ـ هما تعملان بالتنسيق أحداهما مع الأخرى. الأولى للإنتاج والثانية لإدارة الأعمال.

■ كي تكوني حاضرة بقوة على صعيد الغناء كم اغنية يجب أن يضاف سنوياً إلى رصيدك؟

ـ نحن نعتمد سياسة الأغنية المنفردة وقد أخذنا ملء الوقت في الاختيار. بعد تحقيق وجودي على مستوى الدراما كان ضرورياً أن تكون لي أغنية قوية. سعينا الى ايجاد الكلام واللحن الجميلين، ونأمل أن تنال الأغنية الإعجاب. بعد هذه الأغنية ستكون لي خطوات متتالية على صعيد الغناء، لكنني لا أعرف متى بالتحديد.

■ كونك جزائرية وتعيشين في لبنان هل تخافين أن تبقى الأغنية الجزائرية بعيدة عنك؟

ـ أبداً. ليس لدي خشية من هذا النوع. في خطتنا المستقبلية هناك بحث حثيث عن أغنية جزائرية ولن أبقى أبداً محصورة في الغناء اللبناني. وإذا ما وفقني الله في إيجاد الكلام المطلوب فسوف أغني اللهجات العربية كافة، وألوان الغناء كلها بما فيها الراي. أفخر جداً بأن أغني لهجتي الجزائرية.

■ هل تلقيت عروضاً للتمثيل في الجزائر؟

ـ شاركت في مهرجان وهران السينمائي الدولي كضيفة شرف، وهناك التقيت كبار المخرجين، كذلك التقيت نخبة من الفنانين الجزائريين. تلقيت العديد من العروض. ومن المعروف أن السينما في الجزائر أكثر تطوراً من الدراما. السينما أثبتت حضورها على صعيد النوعية وليس على صعيد الكمية. منذ سنة مثلاً عرفت الجزائر ولادة فيلم "خارجون على القانون" للمخرج بشير بوشارب، وهو فيلم تمّ ترشيحه لأهم الجوائز العالمية، منها في "كان"، ومنها في الولايات المتحدة. ما أريد قوله أننا في الجزائر نملك إمكانات بشرية مهمة جداً. أعود الى العروض لأقول انها أفكار لكنها لم تنضج بعد، وعندما تصبح قابلة للتنفيذ أتحدث عنها.

■ حصيلتك في التمثيل مسلسلان فما هو رصيدك في الغناء؟

ـ هو آت قريباً. انتظروني بعد شعر رمضان. نحن نعتمد على استراتيجية سنباشر تنفيذها وفق خطة التسويق التي أقرتها الشركة. نحن في سعي الى ايجاد خط غنائي خاص ومميز، ولسنا في سباق مع الكمية. نسعى الى النوعية لأنها الأهم..