2012/07/04

مصطفى الخاني عاتب على الرقابة ومتمسك بالحوار
مصطفى الخاني عاتب على الرقابة ومتمسك بالحوار

بوسطة


اعتبر الفنان مصطفى الخاني أن مسلسله الجديد "شيفون" للمخرج نجدت أنزور لم يأخذ حقه من العرض بشكل عادل على القنوات، مشيراً إلى أن السبب يكمن في بيع المسلسل إلى القنوات في الساعات الأخيرة، بحيث كانت القنوات قد انتهت من وضع خريطتها البرامجية للشهر الكريم.

وفي حوار مع صحيفة "الوطن" السورية، قال الخاني: «مسلسل "شيفون" للمخرج نجدت أنزور تطرق وعالج مواضيع حساسة وإشكالية مثل موضوع السلفيين والتطرف الأمر الذي دفع الرقابة إلى إيقافه بعد أن كان مقرراً بثه في الموسم الحالي على شاشة التلفزيون السوري الذي اشتراه واشترط أن يكون البث الحصري له».

وأضاف الخاني: «العمل لا يتكلم نهائياً عن السلفيين أو عن التطرف الديني، والرقابة وافقت عليه كنص ومن ثم قدم العمل وتم شراؤه من التلفزيون السوري بسابقة جيدة تحسب للتلفزيون السوري وهو أن يعرض العمل حصرياً على شاشة التلفزيون السوري، ومن ثم بقي الإعلان عن أن العمل سيعرض على الشاشة السورية حتى ساعات قبل شهر رمضان، ونشر إعلان على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الإعلام بأن المسلسل سيكون ضمن الخطة الدرامية للتلفزيون السوري في شهر رمضان ولكنه لم يعرض في شهر رمضان».

وشرح الخاني ما حصل بعد قرار المنع، قائلاً: «اتصلت بالسيد وزير الإعلام قبل بدء شهر رمضان بيوم، وقلت له إنني سمعت عن وجود مشاكل حول مسلسل شيفون، فأجابني: إنه حتى الآن لم يأخذ القرار، لأن الموضوع عند لجنة الرقابة، وهي تتابع الآن مشاهدة الحلقات».

كما أكد الخاني أن السؤال عن مشكلة الرقابة مع العمل سؤال يجب أن يُوجه للرقابة، «ولكن ما قرأته أن رئيس لجنة الرقابة قال: إن العمل لم يعرض لأنه لا يوجد سوى حلقة واحدة منه فقط قبل شهر رمضان! وبرأيي إن هذه الإجابة تلغي الاحترام للآخر، فلو اختلفت مع الرقابة بالرأي، إلا أنني أحترم قرارها، ولكن أن يأتي شخص من الرقابة التي لديها نصف العمل تقريباً قبل رمضان ويدعي أن ليس لديهم سوى حلقة واحدة... فهذا أمر معيب! فهذه الحجة تسيء للرقابة نفسها، فكيف اشترت العمل وأعلنت عرضه وليس لديها سوى حلقة واحدة منه».

ورداً على سؤال حول علاقة المواضيع التي يتطرق لها المسلسل وعلاقتها بقرار المنع، قال الخاني: «العمل فعلا جريء ولكن لا يتناول الجانب الديني ولا يتحدث عن السلفيين، العمل يتحدث عن مشاكل الشباب والمراهقين واهتماماتهم، كما يتطرق المسلسل للمرحلة التي سبقت ومهدت لهذا الحراك الذي نشهده في العالم العربي حالياً والذي يسمى ثورات الفيس بوك، وما دوافعه وأسبابه ومن الجهات الخارجية التي تقف وراءه مثل الموساد وغيره التي تعمل على استغلال الشباب في الشارع العربي واستغلال المطالب المشروعة للبعض للوصول إلى مآربهم أقصد مآرب هذه الجهات الخارجية، مستغلة حماسة وعاطفة هؤلاء الشباب.. ربما أن العمل لم يعرض في شهر رمضان بسبب جرأته، ولكن كنت أتمنى أن يكون هناك جواب مهني من الرقابة، فأنا أؤكد أنني أحترم رأيهم حتى لو اختلفت معهم في الرأي في حال قرروا عدم عرض العمل وأعلنوا ذلك صراحة، وقالوا بأنه غير مناسب، ولكن هذه الآلية الرقابية التي تتنصل وتتهرب من مسؤولية قراراتها، والتي تعتمد على المزاجية والشخصانية ولا تعتمد على فكر رقابي مؤسساتي، هذه رقابة نختلف معها في الرأي وغير جديرة بالاحترام».

ولناحية الأزمة التي تتعرض لها سورية، قال الخاني: «بالتأكيد يوجد ضغوطات كبيرة يتعرض لها بلدنا... ولكن يجب أن نعي أن هناك أشخاصاً يتظاهرون للتعبير عن رأيهم، ومن الظلم أن نعتبر كل من يخرج في مظاهرة مندساً، أو أن نعتبر كل من يخرج على حق.... يجب أن نعي أن هناك أناساً تخرج للتعبير عن آرائها واحتياجاتها المشروعة بشكل سلمي... وهناك من يخرج ويحمل سلاحاً ويخرب ويجب محاسبته بشدة، فلا يمكن أن أصدق أن هناك شخصاً يحمل سلاحاً ويخرب المرافق العامة ويطالب بالمقابل بالحرية، فهناك فرق كبير بين الحرية والفوضى، ويجب أن نعي أن هناك جهات خارجية من مصلحتها استغلال المطالب المحقة للبعض لتسييسها وتسييرها نحو أمور سياسية أخرى، فيوجد لدينا عدو واضح اسمه إسرائيل هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، وهناك جهات تحاول العبث بأمن واستقرار سورية لتحقيق مآربها السياسية».

وقال الخاني حازماً: «أنا أدين العنف والتخريب وإسالة الدماء بكل أشكالها سواء من المواطنين أو الجيش والأمن فهؤلاء جميعهم سوريون، وفي المقابل يجب ألا نسمح وألا نتهاون مع أي شخص يسعى إلى تخريب هذا البلد».

وأضاف الخاني: «نصف الطريق لحل المشكلة هو إدراكها والاعتراف بها، نحن مجتمع لدينا مشاكل مثل أي مجتمع آخر، لذا يجب أن نعي مشاكلنا وندركها ونعترف بها كي نستطيع حلها، وأتمنى أن نعي جيداً ما يحدث حولنا لأن هذا البلد بلدنا.... وللأسف هناك من يحاول أن يحرمنا الأمان والاستقرار الذي نتمتع به وأن ينشروا الفوضى في سورية كما سبق وحاولوا أن يفعلوا في العراق وليبيا ولبنان».

كما أكد الخاني انه يؤيد التغيير ولكن على أن لا يكون هدفاً بحد ذاته ، وأن يكون التغيير نحو الأفضل وليس نحو الفوضى، وأن يكون نابعاً من الحوار بين الشعب والحكومة والرئيس، رافضاً التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية.

وختم الخاني بالقول: «هذا الواقع نعمل على تحسينه يدا بيد نحن السوريين فيما بيننا مع حكومتنا ومع رئيسنا، ونحن نرفض هذا الأفضل وهذا التحسين، أيا كان ومهما كان، إن كان سيأتينا بتوجيه خارجي أو على ظهر دبابة أجنبية، فبآرائنا وحوارنا مع بعضنا البعض، وبكل حب وشفافية، حتى وإن اختلفنا في الآراء، نستطيع بناء غد أفضل لسورية. وخلال لقائنا مع السيد الرئيس افتتح سيادته اللقاء عندما قال يجب أن نحترم الرأي والرأي الآخر ما دام تحت سقف محبة الوطن».