2012/07/04
عبدالله الحسن - إيلاف
ليس لا مخرجا عاديا ولا بسيطا، بل هو بحنكته وخبرته استطاع أن يتنبأ بالثورة المصرية في أعماله، رافضًا الظلم وكاسرًا كل حواجز الخوف، ثورة بلاده أطلقته إلى فضاء الحرية، التي دائمًا ما تمناها ورغب فيها، على الرغم من أنها أوقفته عن عملين كان مقدرا لهما أن يقدما في رمضان لهذا العام، إلا أن المخرج المصري، اسماعيل عبد الحافظ، سينضم هذا العام الدرامي إلى صفوف المشاهدين، ويتابع فقط ما يعرض من أعمال، مبتعدًا عن السباق الرمضاني.
ما سبب ابتعادك عن السباق الرمضاني لها العام؟
في الحقيقة قبل الثورة كانت لدي العديد من الأعمال التي كنت أنوي إخراجها لتشترك في السباق الرمضاني، ومنها مسلسل "بيرم التونسي"، إلا أن الثورة المصرية غيرت العديد من الخطط لدى الكثيرين ومنهم أنا، لذلك سأنضم لصفوف المشاهدين والمتابعين لهذا العام.
هل تعتقد أن الثورات أثرت على الدراما العربية؟
من دون شك، الإنتاج الدرامي لهذا العام ضعيف جدًا بفعل الثورات، لكن نأمل خيرًا أن تعود الدراما إلى أحسن ما كانت عليه بفعل تلك الثورات، ليحمل الإنتاج الكيف أكثر من الكم.
لكن الخوف بعد الثورة أن يحدث نوع من أهتزاز المستوى الدرامي نتيجة خوف المنتجين من التسويق وغيره، لكنني بشكل عام متفائل جدًا في المستقبل.
بعض الأعمال الآن بدأت تعتمد على الإنتاج المشترك الخليجي والمصري وغيره، ما رأيك في ذلك؟
أنا أرى أنه مَخرج مناسب وحل لأزمة الإنتاج، وهو في الأخير سيفيد الدراما، ويخلق حالة من الحيوية، وتجديد للأفكار، وتداخل معظم الأفكار والثقافات وغيرها، فهي عملية مفيدة ولا تضر الدراما في شيء.
بعض الفنانين المصريين دخلوا ضمن ما يسمى بالقائمة السوداء، هل تعتقد أن ذلك سيضر بأعمال هؤلاء الفنانين؟
أنا ضد فكرة القوائم السوداء، لأن كل واحد حر في رأيه، فهذا زمن الديموقراطية، لكن الفن بطبيعته يبعث على التقدم للأمام، ولابد على الفنان أن يواكب هذا التطور الذي صنعته الثورة، لكن بعض الفنانين الذين راهنوا على الأنظمة هم من خسروا الكثير، لكنني لست مع هذا التقسيم، وكل حر في رأيه.
ماذا عن مسلسل "همس الجزور"، ومسلسل "أهل الهوى"؟
مسلسل "همس الجزور" توقف بسبب ضعف التمويل من جهة شركة مدينة الإنتاج الإعلامي، والمسلسل الآخر أيضًا تعرض لنكسة مالية بسبب الضغوطات المادية الطاحنة بعد الثورة.
مسلسل "أهل الهوى" يتحدث عن بيرم التونسي وفترة ثورة 1919 وكل ما حدث فيها.
مسلسل "همس الجزور" يتناول سيرة الفلاح المصري، وسيتم عرضه على أجزاء، ويحمل قيمة وفكرة أساسية، وجميع تلك الأعمال ذات إنتاج ضخم لذلك تحتاج إلى وقت.
أنت مع فكرة الأجزاء، ماذا جعلك توقف "المصراوية 3"؟
انتهت مع رحيل، اسامة أنور عكاشة، وقبل رحيله حدث خلاف بين جهات الإنتاج وتوقف العمل عند هذا الحد.
مَن مِن الأقلام الموجودة الآن من الممكن أن تحل محل أسامة أنور عكاشة لديك؟
أسامة أنور عكاشة ليس مجرد كاتب درامي، بل هو علم من أعلام الكتابة الأدبية، ومفكر كبير، وخسرت الدراما العربية قلما مهما بوفاته، وركنا ركين لا يمكن تعويضه، لكن هذا لا يمنع وجود آخرين يسيرون على الدرب ويبرزوا أنفسهم، أمثال محفوظ عبد الرحمن، ويسري الجندي، ونتمنى أن يفرز المناخ الجديد مؤلفين شباب قادرين على إثبات أنفسهم، فمصر ولَّادة دائمًا.
ماذا عن مجدي صابر.. هل هناك تعاون بينكما؟
كان هناك عمل كتبه أسامة أنور عكاشة لكنه لم يكمله، وتطوع مجدي صابر، ورحبت أنا وإبن أسامة أنور عكاشة، ونتمنى أن يستكمل العمل سريعًا ليرى النور.
بما أنك متابع ومشاهد هذا العام، ما العمل الذي تراهن عليه الآن؟
التنويهات الحالية لا تعبر عن شيئ، وهذه السنة صعب جدًا الحكم عليها لأنه على الرغم من تعداد الأعمال الدرامية، إلا أن معظمها كم وليس كيف.
وبسبب الثورات التي تجوب البلدان العربية لن تجد المشاهد العربي متفرغا بالشكل الكامل لمتابعة هذه الأعمال.
ما الدور المترتب على الشارع العربي في تحريك الدراما العربية؟
الشارع العربي سبق كل الأعمال الدرامية، لأن الواقع الآن أصبح إيقاعه سريع بشكل لا يمكن مواكبته من قبل الدراما، فالشعوب العربية الآن بدأت تفيق وتطالب بحقوقها، فنحن تأخرنا كثيرًا ولابد لنا أن نقف وندافع عن حقوقنا ضد الحكام الظالمين، الذين يدفعهم تمسكهم بالكرسي إلى فعل كل شيء وأى شيء مهما كان صعبًا وغير إنساني.
والشعوب العربية تأخرت كثيرًا بسبب الظلم القابع على قلوبهم ورغبتهم في الركض وراء لقمة العيش، مهما كان ثمنها، لكن الظلم زاد عن حده وكان لابد من استفاقة.
ماذا عن مسلسل "اكتوبر الآخر"؟
"أكتوبر الأخر" تنبأ بما حدث في مصر، ففي نهاية الحلقات رفعت اللافتات التي تطالب بالحقوق، وسلط العمل الضوء على السلبيات المتواجدة في الشارع المصري، وانتهى العمل على الإصرار للتخلص منها.
البعض تخيل أن ثورة 25 يناير خلقت من العدم، لكنها نتاج لصراع كبير من تحت السطح، وبسبب إحساسهم بالمهانة في كل التعاملات اليومية في عمله ومصالحه، وبدأنا نرى الفساد ولا نستطيع فعل شيئ، لذلك قامت تلك الثورة بسبب ما تعرض له الشعب من ضغوطات كثيرة، مطالبة بأبسط الحقوق وهي "العيش بحرية وكرامة وإنسانية".
كلمة أخيرة توجهها لجمهورك وللقراء
أقول لهم أن اليوم يختلف كثيرًا عن البارحة فنحن تحملنا الكثير والكثير لكن اليوم لن نخشى في الحق لومة لائم، وعلينا أن نقف ضد الظلم لنأخذ المكانة التي نحتاجها.