2012/07/04
عامر عبد السلام - إيلاف
قالت الفنانة السورية، سلاف فواخرجي، لـ"إيلاف" أن الحياة السياسية لا تستهويها فهي بعيدة عن اهتماماتها، مؤكدةً إنها تحب مهنتها ولا تسعى لتغييرها في الفترة المقبلة، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنها فيما لو اعتزلت الفن بسبب ظرف طارئ، فإنها ستسعى للعمل ضمن إطار دراستها في الآثار والمتاحف.
وأكدت فواخرجي إن حضورها اللقاء التشاوري الأخير جاءت تلبية للدعوة الموجهة إليها من قبل لجنة المؤتمر، مؤكدة أنها شاركت كمواطنة سورية، كما وقعت بيانها الأول، وإحساسها بالمواطنة هو ما جعلها توافق، معتبرةً أن من واجب الفنان أن يتصرف في بعض المواقف كفنان، ولكن عندما يتعلق الأمر بالوطنية يجب عليه التصرف كمواطن قبل كل شيء، معتبرةً بأنها سورية حتى العظم والنخاع وما يحصل في بلدها يعنيها جداً، فالوطنية بالنسبة إليها خط أحمر، مثل أمها وأبيها وأولادها وبيتها وكل الأمور التي لا يساوم عليها.
وأشارت فواخرجي إلى أنها لا تحبذ مبدأ الميزان المتأرجح، وتفضل أن يكون عندها موقف واضح وحقيقي تجاه الأحداث الجارية، فهي لا تحب الحيادية والألوان الرمادية، وإحساسها بالواجب والمسؤولية هو ما دفعها لتلبية الدعوة، مثل غيرها من الموجودين المؤمنين بأن الحوار والمناقشة والاستماع هو الحل الوحيد الذي يقوي سوريا أكثر ويخرجها من الأزمة الحالية.
وأكدت الفنانة السورية فواخرجي أنها تحدثت في اللقاء التشاوري عن العديد من النقاط، أهمها رفض التدخل الأجنبي، وعن أهمية المقاومة لأي كان من شأنه جلب الخراب لسوريا ويهدد سلامتها، وتطرقت لموضوع قبول الآخر كما هو، وقبول مبدأ الاختلاف كونه يعزز مفهوم المواطنة السورية، والوصول إلى مجتمع سوري حقيقي عفوي ديمقراطي تعددي، كما أكدت أهمية استقلالية القضاء، وأهمية الجيش وقدسيته لحماية المواطنين.
وتطرقت لمحاربة الفساد والتأكيد على الحساب الرقابي والعاجل لكل من أخطأ بحق السوريين، وأشارت إلى دور المواطن الذي يشكل البوصلة، كما قال الرئيس السوري بأن ننطلق من الفرد والمواطن من الأسرة والمدرسة، وقدمت اقتراحاً في تدريس مادة للقانون والأخلاق بالمنهاج المدرسي.
وعن تعدد الأحزاب اقترحت إنشاء حزب للشباب وآخر للأطفال، وتكريس دور الشباب، والتركيز على الريف والمدن الصغيرة لخلق مجتمع متمسك بأرضه أكثر، وتساءلت عن أهمية الحوار، وأنه يعمل على تطوير العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأضافت فواخرجي أنها لم تقدم أي مطلب يخص الفنانين السوريين، لأن الأهم كان بالنسبة إليها هو وقف هدر الدماء السورية بأية طريقة من المدنيين والعسكريين، مؤكدةً إن ثقافة العنف والطائفية ليست من أخلاق الشعب السوري وهي مؤامرة دخيلة.
ولفتت الفنانة السورية إلى أن الإصلاح لا يتم بين ليلة وضحاها كي لا تنتهي بسرعة، ويجب أن تكون هناك مهلة زمنية وكافية لسن القوانين الجديدة، كما يجب على التشريعات أن تأخد وقتها مع مراقبة الأداء وتقييم النتائج.
وأكدت أنها مع تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري ليس من منطلق سياسي، وإنما من منطلق وطني، فهي شخصياً ليست مع أن يكون حزب البعث هو الحزب الوحيد القائد للدولة والمجتمع، وأنها مع صدور قانون للأحزاب الذي ينقل البلاد إلى مجتمع ديمقراطي تعددي، ولكن بنفس الوقت لا يجب إلغاء شخصية البعث معتبرةً أن هذا الحزب هو من أسس لدولة سورية ويجب احترام تاريخه النضالي.
واختتمت الفنانة السورية حديثها لـ"إيلاف" أنها تفاجأت بمقدار الوعي السياسي الموجود عند المجتمع السوري الذي تعاطى السياسة بشكل عفوي بخطابات سياسية قوية من شأنها وقف المؤامرة المحاكة ضده، مؤكدةً أن الأجيال السورية المتعاقبة تربت على قضية فلسطين في المناهج الدراسية وإعتبارها قضية سوريا المركزية، ودفعت السوري إلى التمسك بعروبته بدليل أنهم يتكلمون اللغة العربية الفصحى بقوة، وإن هذه المبادئ من شأنها أن تزيد تعلق السوريين بالسياسة، مؤكدةً أن هذه الأزمة زادت من وعي الشاب السوري وكانت مصدر قوته على الرغم من سلبيتها