2012/07/04
زهرة مرعي – الكفاح العربي
شذا حسون تعود وبقوة الى جذورها العراقية. هي تقول إنها لم تغادر أبداً هذه الجذور، لكن أغنيتها الأخيرة «شاعلها» تحمل الدليل على هذه «العودة». جديد شذا وأحلامها الفنية، كما بعض جوانب حياتها الشخصية هي محطات هذا الحوار.
■ في «شاعلها» كنتِ عراقية بإمتياز، هل انها صحوة الجذور؟
ـ شعرت أن الوقت قد حان لتقديم أغنية و«كليـﭖ» قريبين من الناس. هذا لا يعني أن ما سبق لم يكن لعامة الناس. كل منا ينحو إلى التحديث والعصرنة، وفي أعماقه يتربع التراث ملكاً. وجدت من الضرورة أن أقدم ما هو خاص بالعراق كفن وأغنية متكاملة. «شاعلها» التصاق تام بالأغنية العراقية كلمة ولحناً وفيديو كليـﭖ. في هذا الكليـﭖ شعرت بضرورة التعاون مع مخرج عراقي شاب بروح جديدة وهذا ما وجدته في المبدع ياسر الياسري.
■ قريباً ستكون لكِ أسطوانة عراقية مطعمة ببعض الخليجي، فهل شعرت بتقصير في حق الوطن حتى ظهر هذا السخاء السريع؟
ـ قصّرت في حق الأغنية العراقية نتيجة وجودي في لبنان وعدم وجود ملحنين عراقيين هنا. لهذا فإن لقاءاتي كانت مع ملحنين لبنانيين، ووجدت صعوبة في العثور على لحن عراقي. في زياراتي المتكررة لدبي كانت لي لقاءات مع فنانين عراقيين حفّزوني لتقديم اللون العراقي. سمعت ألحانهم وتوزيعاتهم الموسيقية، واكتشفت مجموعة متنوعة من الملحنين العراقيين المهمين جداً. هذا التنوع في الموسيقى العراقية سيظهر في أسطوانتي، فقد قدمت الأغنية العراقية بطريقة معاصرة، كما سأغني اللون الرومانسي والكلاسيكي. هذا ما لم أكن لأجده في إقامتي اللبنانية، فهذا النبع لم يكن قريباً مني. وجودي في دبي كان في مصلحتي فنياً.
■ فيديو كليـﭖ «شاعلها» قدمك كصبية في حي شعبي، هل كنتِ في شوق الى التقرب من الناس العاديين؟
ـ كثيراً. كنت في حماسة شديدة الى كل التفاصيل التي تشكل منها الكليـﭖ. كما أن المخرج حرص على الاهتمام بكل التفاصيل المكملة للعمل بدءاً من ملابس الطفل حتى المذياع، ولم ينس تلك الصينية التي تحملها النسوة إلى خضر الياس كنذر طلباً لعريس أو لحمل. هي تفاصيل جميلة ومؤثرة شكلت تكاملاً في الكليب بمجمله، حيث نقل البيئة العراقية بصدق. هذه البيئة وجدناها في مدينة صيدا. في صيدا كان المكان قريباً من الحياة الشعبية في العراق، وفي هذه المدينة تمّ استقبالنا بشكل رائع من قبل المواطنين. كل الأجواء المحيطة بالعمل تمّت إعادة تموضعها من جديد، والمخرج عمل بشكل جيد على تحضير المكان.
■ قال النقاد أن «شاعلها» أغنية أعادت شذا حسون الى عراقيتها، فهل هذا يفرحك؟
ـ بكل تأكيد. عراقيتي موجودة على الدوام في أعماقي. الجمهور وكذلك النقاد كانوا يهدفون الى معاينتها بوضوح أكبر. هم لم يشعروا بعراقيتي في داخلي، أرادوها مجسدة بالصورة وهذا ما فعلته.
■ «شاعلها» تقديم للأسطوانة الموعودة بعد عيد الفطر فماذا في محتوياتها؟
ـ تتضمن 12 أغنية مختلفة منوعة جداً. ليس لكلامي أن يصف محتويات تلك الأسطوانة. عملت في اختيار الأغنيات بتروٍّ كبير، حتى أنني غصت بحثاً في اختيار الكلمات وبدقة. كذلك اشتغلت على الموسيقى وتوزيعها، كما كنت المنتج المنفذ الباحث عن الكلمة واللحن الجميل. كنت موجودة من أول تفصيل حتى آخر تفصيل في الأسطوانة. ووجدت المساعدة من فنانين كبار جداً منهم ناصر الصالح الذي شغل مهمة المشرف العام على العمل بكامله. في هذا العمل المنوع سنتابع اللونين العراقي والخليجي، وسنجد الأغنيات «الستايل» وبأجمل حلّة. سأكون شذا حسون بجنونها في ألوان المودرن والتراثي، وفي العراقي والخليجي.
■ وهل تتوقعين النجاح للحن أحلام في هذه الأسطوانة؟
ـ لا أشك مطلقاً في أنه سينجح. الأغنية من نوع السهل الممتنع. كلمات الأغنية جميلة وهي لعبدالله بودله الشاعر السعودي المعروف، وهي ليست من النوع السهل لجهة الأداء، لكنها جميلة جداً، وقد تمكنت من إجادتها، وكانت أحلام سعيدة جداً حين سجلناها.
■ في أي إطار يقع لحن أحلام لك، هل هي مساعدة لشق طريق واسع في الخليج؟ أم مجرد رعاية؟
ـ الحقيقة أن كل الأمور سارت مصادفة. لاحقاً عندما تحدث الإعلام في الموضوع تحول الأمر عندنا إلى تحد بضرورة تقديم عمل جيد. الحماس كان يشغلنا معاً ومن ثم كانت الحصيلة جميلة جداً بنظرنا، نأمل أن تجد الأغنية الحب من الناس. وأنا لا أشك مطلقاً في دعم أحلام لي.
■ وهل ستكون هذه الأغنية فاتحة مهنة جديدة في حياة أحلام الفنية؟
ـ لا أعتقد أن أحلام ستمتهن التلحين. أحلام فنانة، وحظي كبير أنني حظيت بلحن من فنانة الخليج الأولى. وهي خارج المنافسة بين كل الفنانين الذين يغنون اللون الخليجي. دعمها لي كفنانة تشق طريقها أكبر دليل على ثقتها بي. هي تقول صراحة أنها تملك الأمل في أنني في طريقي إلى مستقبل كبير في الفن. هذا ما أعتبره مسؤولية كبيرة، خصوصاً وأن أحلام معروفة بأنها إنسانة صعبة في علاقاتها بالآخرين.
■ يُعرف عن أحلام تشددها حيال من يغنون اللون الخليجي خصوصاً الفنانات اللبنانيات وقد وصفتهن بالمقبّلات في السهرة الغنائية، فما رأيك؟
ـ لا أواجه أحلام في ما قالته وهو صحيح. أشاطرها الرأي. المقبّلات والطبق الدسم مطلوبان، في حين أن البعض يطلب الطبق الدسم، البعض الآخر يفضل المقبّلات. لكل فئة من الفنانات جمهورها.
■ في كليب «شو في بينك وبينا» كنتِ المرأة القوية التي تدافع عن حقوقها وفي كليب «شاعلها» كنتِ المرأة العاشقة التي تعتز بنفسها. أي امرأة تحبين في شذا حسون؟
ـ أحبها في كل حالاتها. الكاريكاتورات التي مثلتها أحسها بنفسي. حتى في أغنية «الساعة» التي ظهرت فيها على بعض الجنون، هذا أيضاً جزء مني. شذا فيها جزء من كل تلك الشخصيات التي ظهرت عليها في الفيديو كليب.
■ هذا يعني أن المخرج يبني عمله على مقومات شخصيتك؟
ـ كلهم يسعون الى ذلك. لم أكن أعرف المخرج ياسر الياسري كما أعرف على سبيل المثال المخرج جو بوعيد، لكني أعطي المخرج الوقت الذي يسمح له بتكوين فكرة عن شخصيتي. قبل التصوير كنت على تواصل مكثف في اللقاءات المباشرة وعبر الهاتف مع ياسر الياسري الأمر الذي استغربه. لقد اعتاد العمل مع الفنان محمد عبدو حيث يلتقيه في يوم التصوير. لست من هذه الفئة، بل أسعى الى التواصل مع المخرج مسبقاً بحيث يصير الفهم بيننا متبادلاً وتالياً ينعكس على العمل. الصلة التي سعيت إليها مع ياسر استوعبها لاحقاً ومع بدء التصوير. وفي نهاية المطاف هو قال لي إنني حفزته على تقديم أقصى ما يستطيع. دائماً أشجع من أعمل معهم لتقديم الأفضل. هذه الحماسة التي ترافقني تصب في مصلحة عملي وتمنحه الجديد والتميز.
■ هل تتعلمين دروساً من المراحل التي تمرين بها؟
ـ طبعاً. كلما راكم أحدنا الاختبارات العملية في حياته يصبح أكثر استيعاباً للأمور. هذا واقع كل البشر الذين يحتاجون الى وقت يتيح لهم التكيف في التعامل مع هذا الموقف أو ذاك.
■ هل صار رد فعلك أقل حدة على بعض المشكلات التي تعترضك سواء من الزملاء أو سواهم؟
ـ أكرر وأعيد بأن الصدامات التي حصلت مع بعض الزميلات ليست من صنع يدي، ولست أنا المخطئة فيها. دائماً أجد الهجوم يأتيني من الغير. إنها الغيرة وهذا أكيد. حالياً صرت أكثر استيعاباً لهذه المواقف. قد أرد صحفياً على موقف ما وقد أتجاهله وهذا هو الغالب على مسيرتي منذ فترة. ليقولوا ما يريدون، القافلة تسير.
■ هل لديكِ مشكلات مع بنات بلدك مثل رحمة مثلاً؟
ـ لماذا يكون لي خلاف مع رحمة؟ هي لا تزال في بداية طريقها وتشقها بعناد. هي صغيرة والمطلوب مني دعمها، وأنا على أتم الاستعداد عندما تطلب أي شيء مني. بالنسبة إلي رحمة ما زالت في محاولة لا بأس فيها لإثبات ذاتها.
■ صدر حكم قضائي يمنعكِ من تناول أروى في الإعلام فهل هذا حكم ضدك أم لصالحك؟
ـ سأخبرك الحكاية. هؤلاء الناس يهدفون الى البروباغاندا من خلال استعمال اسمي. هذا القرار القضائي حصلت عليه قبلها وضدها، والفرق بيننا أنني لم أتاجر به صحفياً ولم أعمل منه هيصة. المسألة بالنسبة إلي انتهت ولست في وارد إعطاء جوائز لأحد.
■ هل صرت تتقنين متى تظهرين على شاشة التلفزيون ومتى تمتنعين؟
ـ بنسبة 70 في المئة نعم صرت أعرف متى أكون على الشاشة. تناقصت إطلالاتي على الشاشة. وأنا أحرص على أن يكون حضوري في الصحافة مرتبطاً بجديد أقدمه.
■ يبدو أنك سهلة الاستفزاز من قبل الصحافة؟
ـ هذا يعود الى «مودي» (مزاجي) أحياناً لا ينفع معي الاستفزاز ولا يكون لدي رد فعل حتى في أمر كبير. لكن في أحيان أخرى تثور ثورتي لأمر بسيط. بصراحة أنا إنسانة مزاجية قليلاً.
■ هل تريحك مزاجيتك أم تؤذيك؟
ـ مطلقاً لا تؤذيني. هذه شخصيتي وأنا راضية بها. في بعض الأحيان ألوم نفسي لكنني لا أندم
■ لماذا لا تندمين؟
ـ كل ما أقوم به أكون في حالة استيعاب له، أي انني أحاول تشغيل عقلي ولو في الحد الأدنى.
■ عندما تتكرر المشاكل في حياتك هل يقلقك ذلك؟
ـ في بعض الأحيان يدهمني القلق. القصة الأخيرة ـ تقصد خلافها مع الفنانة أروى ـ والقصص المماثلة أصنفها أموراً مزعجة.
■ هل تزعجك مثل تلك الإشكالات أكثر من «تزويجك» مرات متتالية؟
ـ قصص تزويجي وتطليقي مهضومة وأحبها. رغم أن هذه الخبريات تؤثر في نصيبي وتبعده، لكنها خبريات مهضومة. في الأسبوع الماضي زوجوني سراً، ألم يبلغك الخبر بعد؟
■ حكايات الحب والزواج التي تصاغ حول الفنانات هل تفرحك بقدر ما تفرح جمهورك؟
ـ تفرح من دون شك. لكن بصراحة أفضل مرحلة في حياتي هي حين أركز على عملي وأزيد تواصلي مع الـ«المعجبين».
■ يقلقك الحب ويتعبك؟
ـ جداً.
■ هل تفتقدين العاطفة المماثلة والاندفاع من الطرف الآخر؟
ـ ليس هذا. في الحقيقة أنا إنسانة متعبة في الحب، الأمر الذي يتعب الآخر. حبي هو حب شادية لعبد الحليم حافظ. هو حب رومانسي للغاية. أطلب الحب الرومانسي المترافق مع الحركات الجميلة، وأريد الحب صادقاً.
■ هل تحبين امتلاك الآخر؟
ـ أكيد. لن أكذب وأقول لا.
■ هل تؤدي هذه الرغبة في فشل علاقاتك؟
ـ ربما.
■ لسنا في عصر التملك...
ـ صح.
■ تعرفين الداء إذاً؟
ـ هذه شخصيتي ولست قادرة على تغييرها.