2012/07/04
فاتن قبيسي - السفير
«في ظل هجمة الفضائيات العربية، التي يلعب بعضها اليوم دوراً طائفيا ومذهبياً تحريضياً، في سياق مشروع تفتيت المنطقة، وتعميم ثقافة الأقليات، نقوم بإعداد مشروع قناة، وحجز مكان لها في الفضاء العربي، لإشاعة جو من الوحدة ومحاربة الانقسام».
هذا ما أعلنه الزميل رفيق نصر الله الذي يستعد بحسب ما قاله لـ«السفير» لإطلاق فضائية «الخامسة» في تشرين الأول المقبل، وهي قناة لبنانية – سورية موجهة الى العالم العربي، لم يمضِ على الإعداد لها أكثر من ثلاثة أشهر فقط. وتسير عجلة التحضيرات بإشرافه بلا توقف، خصوصاً مع تصاعد وتيرة الأحداث الأخيرة في سوريا، وبهمة مجموعة من الإعلاميين المحترفين في العالم العربي.
وهكذا، من المفترض أن يحظى المشاهد العربي خلال الشهور القليلة المقبلة، بأكثر من فضائية عربية، همها تقليص دور الإعلام العربي، المرهون للخارج، في محاصرة قضية المقاومة. وفيما ستنطلق القناة المشتركة بين الزميلين نايف كريّم وغسان بن جدو، في مطلع العام، يلفت نصر الله الى أن «الخامسة» لن تمتد فترة بثها التجريبي طويلاً، لتنطلق بعدها رسمياً، عبر الأقمار «عربسات»، ونايلسات»، و«هوتبيرد»، متكئة على دورة برامجية كاملة.
و«الخامسة» الموضوعة على نار حامية، ستقدم لمشاهديها أطباقا تتنوع بين الأخبار والمنوعات، على أن تكون وجبة الأخبار والبرامج السياسية الأكثر دسامة. أما المطبخ التحريري والإداري، فيتوزع على ثلاثة مقار: مركز في بئر حسن في بيروت، ومركزين آخرين على طرف دمشق، وفي وسط العاصمة السورية.
ويشير نصر الله الى أن القناة تلتزم بهويتها القومية، وبدعم القضية الفلسطينية، وتعطي حيزاً واسعاً لتغطية أخبار دول التعاون الخليجي، والحراك السياسي والاقتصادي فيها على أنواعه. على أن تنطلق بداية بشبكة برامجية حية من بيروت ودمشق والقاهرة، بالاستعانة بشبكة مراسلين من مختلف الدول العربية.
وحول تموضعها إزاء مشاريع تلفزيونية مماثلة يُحضر لها، يقول: «ليس لدي هاجس القنوات الأخرى. للمرة الأولى، تكون هناك قناة قومية ملتزمة بالقضية الفلسطينية ذات توجه علماني، وستكون تغطيتها للأحداث شاملة وعلى مدار الدقيقة، وليس على مدار الساعة، على المستويين السياسي والأمني، مع هامش اقتصادي جيد. وسيكون هناك حضور للبرامج الثقافية، والبرامج المكانية (حول أزمنة وأمكنة وتراث)، وأفلام وثائقية من إنتاج القناة.
ونصر الله الذي يجول حالياً في عدد من العواصم العربية، لاختيار عدد من متخرجي كليات الإعلام، من ذوي الإمكانـات غير الكلاسيكية، بحسب تعبيره، يشير الى أن فريق العمل ينقسم بين المحترفين ممن عملوا عبر فضائيات كبيرة، وبين الجـيل الجــديد، كاشفاً أن حوالى سبعة إعلاميين مخضرمين سيطلون عبر شاشة «الخامسة»، فيما ستشمل القائمة معدي ومقدمي برامج من لبــنان وســوريا ومصر وفلسطين، وللمرة الأولى من الخليج للعــمل في قناة غير خليجية. ويلفت الى تخصيص فئة من البرامج القصيرة للشباب إعداداً وتقديماً، وفتح المجال أمام أسماء معروفة في الإعلام المقروء.
ونصر الله، المشرف العام على القناة، يتحفظ عن ذكر أسماء الممولين وأعضاء مجلس الإدارة في القناة الجديدة، مكتفياً بالقول «ان خمسة من أعضاء مجلس الإدارة هم من الممولين أنفسهم: وهم لبنانيان، وسوريان وخليجي».
ويشير صاحب كتاب «الأمن الإعلامي العربي: إشكالية الدور والهوية»، الى «أن الممـولين يجمعهم الإنتماء العربي القومي. فالقـناة لا تنتمي الى نظام، أو جهة حزبية، ولا لأي فريق أو تيار سياسي، بقدر ما تحمل الهاجس الوطني، وتريد أن تمارس دورها الإعلامي الطــليعي بكل حرية، مع الوعي لأهمية دور الميديا في هذه المرحلة. وأعتقد أنها ستكون أولى الخطوات، كغيرنا في هذا المجال، للرد على ما هــو سائد اليوم من تشتيت هوية بعض الإعلام العربي، الذي ارتبط بمشاريع تغـتال الرأي العام العربي، وتحاول تصنيعه من خلال الشرذمة الضيقة».
وحول قيمة موازنة القناة، يكتفي بالقول ان «هذه الموازنة تليق بفضائية جيدة، ستأخذ موقعها بين الفضائيات».
وعن إمكانية إثبات موقعها في ظل طفرة الفضائيات، يقول: «نحن مجموعة لنا خبرتنا في مجال الإعلام. فأنا مثلاً، لدي خبرة 30 عاماً في المجال الإعلامي التلفزيوني، وغيري كثر كذلك. لن نقدم محطة موتورة أو عرجاء!»
وحول اختيار اسم القناة يقول: «قد يكون إسما موقتاً. أُشبع الفضاء العربي بأسماء غريبة، التي تتناقض أحياناً مع هوية المحطة. لا أعرف «العربية» مثلا الى أي حد يتوافق نهجها مع اسمها! لذا اخترت اسماً من قبيل ما تعتمده القنوات الأجنبية من الأرقام، مثل «نيوجرسي 1»، أو «نيوجرسي2»، أو تي في سانك».....