2012/07/04
طارق الشناوي – روز اليوسف
قبل ثلاثة أسابيع كان غلاف «روزاليوسف» يؤكد أن نجوم قوائم العار هم نجوم مسلسلات رمضان وتصدر القائمة «عادل إمام»، خلال ذلك كان هناك سؤال يتردد: هل يغيب فى رمضان هذا العام «عادل إمام» بمسلسله العائلى «فرقة ناجى عطاالله» يخرجه ابنه رامى، ويشاركه البطولة ابنه محمد، كان من المفترض أن يعود عادل به إلى الشاشة الصغيرة هذا العام بعد أكثر من ربع قرن ابتعد فيها عن جمهور التليفزيون!
كانت الإجابة عن مثل هذا السؤال فى الأيام الأخيرة هى أن عادل إمام يعتبر المسلسل أول تحدٍ له يواجه به من وضعوه بعد ثورة 25 يناير فى قائمة العار التى يتم وصفها أحيانا على سبيل التخفيف بالقائمة السوداء.. «عادل» كان حريصا على أن ينهى تصوير المسلسل قبل شهر رمضان واتفق مع منتج المسلسل صفوت غطاس أن ينفى تماما كل الأخبار التى أشارت إلى أنه مثل كل النجوم قد تم تخفيض أجره بنسبة 25%، وذلك بعد أن صار السوق التليفزيونية بعد ثورة يناير ضبابيا لا أحد يدرى ما هو المزاج النفسى الآن للجمهور ما الذى سوف يقبل عليه وهل القائمة السوداء سوف تلعب دورها فى التأثير على تسويق العمل الفنى خاصة أن بيع المسلسل يتوافق مع الإعلانات التى تتأثر بدورها بكثافة المشاهدة، وإذا تصورنا جدلا أن المقاطعة جادة فى رفضها لعادل إمام فهذا يعنى هبوطا فى دقائق الإعلان على الرغم من أن المقاطعة لاتزال مصرية فقط.. سوق الخليج لم تتأثر بنفس الدرجة إلا أنه لا يمكن تجاهل أن الجمهور المصرى يشكل 25% من الجمهور المحتمل نظرا للكثافة السكانية المصرية!
لاشك أن مسلسل عادل إمام عانى كثيرا على المستوى الاقتصادى بخروج التليفزيون المصرى من حلبة المشاركة الإنتاجية، حيث إنه بعد إلقاء القبض على رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق أسامة الشيخ كان من أهم الاتهامات الموجهة إليه هى أنه تعاقد برقم مبالغ فيه مع منتج مسلسل «ناجى عطاالله»، مما اضطر المنتج إلى أن يكشف عن حقيقة الأجر الذى تقاضاه «عادل».. أكد «غطاس» أن أجر «عادل» فقط يصل إلى 30 مليون جنيه ناهيك عن تحمله كمنتج مصاريف اللبيس والكوافير الخاص بعادل!
كان عادل يراهن بقوة على المسلسل وفى الوقت نفسه يخشى من غضب شباب الثورة المصرية الذين وضعوه فى قائمة العار، كان لعادل محاولة للاختبار فى نهاية الشهر الماضى عندما ذهب إلى مسرح الإبداع بدار الأوبرا الذى يقدم الوجوه الجديدة، أصر عادل أن يحضر هذه الاحتفالية ليعرف رد فعل الشباب وعلى المسرح قال إنه يعتبر أن هذه الفرقة ونجاحها من مكتسبات ثورة يناير على الفور قاطعه الجمهور من الشباب قائلين حتى أنت يا عادل تتحدث عن ثورة يناير! أتصور أن عادل يفضل الآن أن يرجئ عرض المسلسل بحجة أنه لن يستطيع استكمال تصويره، حيث لم يتبق سوى 14 يوما على بداية رمضان وينتظر عادل أن العام القادم تتضاءل شيئا فشيئا مشاعر الغضب التى لاحقته لأنه كان الأقرب إلى مبارك والمدافع الشرس عن توريث الحكم لابنه جمال!
لن يقول «عادل» إنه ينتظر أن تخف حدة الغضب، لكن سوف يحرص على التأكيد أن المسلسل لم يكتمل تصوير مشاهده ولا يستطيع أن يعرض على جمهوره عملا فنيا ناقصا، ولهذا سوف ينتظر مجبرا رمضان المقبل الذى ربما يأتى بحالة أقل من الغضب.. إنه يراهن على الزمن وعلى أم كلثوم رهانه على ثومة يستند إلى أنها غنت للملك فاروق ثم صارت الأقرب إلى ثورة يوليو وعبدالناصر وهو يتمنى أن يحقق تلك المكانة مع ثورة يناير أما رهانه على الزمن فهو امتداد أيضا لأم كلثوم التى قالت عنه إنه «بينسى حزن وفرح ياما» فهل ينسى جمهور عادل إمام فى رمضان 2012 مواقف عادل التى كانت مؤيدة على طول الخط لمبارك الأب والابن!؟