2012/07/04
بوسطة – بيان صحفي
افتتح مساء الأربعاء 13 تموز/ يوليو عرض فيلم "طعم الليمون" للمخرج نضال سيجري، في أول تجاربه في الإخراج التلفزيوني، بحضور نخبة من نجوم الدراما في سورية، وعدد من الرسميين على رأسهم وزيرا الثقافة د. رياض عصمت، والإعلام د. عدنان محمود.
سيجري: لن أتردد بتكرار التجربة إذا توافر نص ملائم
وعن هذه التجربة، قال الفنان نضال سيجري في بيان وزع على الصحفيين الحاضرين للعرض، إن توجهه إلى التلفزيون «لطالما كان مرتبطاً بنص مناسب ينطوي على حالة ما في داخلك كإنسان تلح عليك لأن تصوغها وتقولها بصوت عال، وأجد لها الوقت الكافي والشكل اللائق لأقدمها كما يجب.. وهو ما توافر الآن في الفيلم التلفزيوني "طعم الليمون"»، مشيراً إلى أن «الإخراج التلفزيوني.. كما الإخراج المسرحي بالنسبة لي.. هو تلبية لهواجس لا تهدأ في بالي، تلح علي للبحث عن أفق جديد في مجال العمل الفني، وما هو إلا تنويع على مقام العشق والشغف...»، مؤكداً «إنني لن أتردد بتكرار التجربة الإخراجية هذه إذا ما توافر نص ملائم يحمل أفكار جديدة، أو يتيح لي أن أقدم ما هو جديد».
ينظر سيجري إلى "طعم الليمون" بوصفه حصيلة «جهد جماعي برعاية الحب»، موضحاً أن «العمل الفني هو عمل جماعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى»، وهذه الحالة الجماعية اختبرتها كثيراً في المسرح وكانت النتائج في أغلب الأحيان مرضية، ولأن الكل لا يتجزأ، فقد نقلت هذه الحالة الجماعية إلى التلفزيون، معتبراً أن «الكل مهم في مكانه والكل شركاء في النتائج من فنيين وفنانين وإنتاج وخدمات..».
وعن تعاونه الفني مع الليث حجو، يقول سيجري: «التعاون الفني أخذ شكل الاستشارة في جميع تفاصيل الإخراج، بهدف الوصول إلى النتيجة الأفضل لظهور العمل...».
ويتمنى سيجري أخيراً أن يلقى الفيلم رضا جمهوره دون أن يخفي قلقه الناتج عن حرصه على أن يكون على قدر محبة الجمهور له، وهو على كل حال، يقول نضال: «قلق طبيعي مرده الحرص على الخروج بنتيجة تحترم تفكير المشاهد، وبحجم مساحة الحب الذي تجمعني معه.. لذلك أجدني أقف على كل تفاصيل الفيلم دون أن أترك أياً منها للصدفة، ولا أدعي أني أعرف وإنما أنا أبحث وأجرب وأكتشف وأتعلم..».
وعن طريقة تناول الفيلم لزيارة أنجلينا، يوضح نضال: «الفيلم يلقي الضوء على زيارة أنجلينا جولي وبراد بيت دمشق لتفقد أحوال اللاجئين العراقيين.. ولكن زيارتها ليست حكاية الفيلم وإنما المدخل والإطار لنروي حكايتنا» مضيفاً: «حكاية الفيلم هي حكاية حب بطعم الليمون. فيها سنتطرق لقضايانا العربية الكبرى ولكن بامتياز إنساني، كما سنقدم أحلام الناس البسطاء حين تصير أحلامهم الصغيرة قضايا كبرى.. بمعنى أننا في "طعم الليمون".. سنستأثر نحن بالوجع.. وهواجس الناس وآمالهم.. ونترك ابتسامات جولي وبيت لأضواء التي تستأثر بابتسامات جولي وبيت وتنسى الوجع الحقيقي في الصورة حولهما».
وعن توقيت عرض الفيلم الآن، قال سيجري: «الفيلم كان مقرراً عرضه فور الانتهاء من عملياته الفنية، إلا أن العمل الجراحي الذي خضعت له وسفري إلى بيروت لتلقي العلاج هو ما حال دون عرضه مباشرة».
جبور: لا يجوز أن نبقى صامتين تجاه حدث معارض
بدورها، علقت السيدة ديانا جبور على عرض الفيلم، بمادة مكتوبة حملت عنوان "نبوءة الفن عندما يكون حقيقياً"، قالت فيها: «أجزم أن سؤالاً مشتركاً يؤرق معظم المبدعين في العالم: كيف نمارس وفي آن معاً دوراً توعوياً وفنياً رفيعاً؟ كيف نكون حارين من صلب حدث متأجج دون أن تحرقنا نيرانه، أو يضبب دخانه رؤيتنا؟
لا يجوز أن نبقى صامتين تجاه حدث معاصر، لأننا واثقون أنه مصيري وسيتحول إلى منعطف تاريخي؟
ليس فناً ذاك الذي يتحول إلى نشرة أخبار، أو بيان سياسي.
بالمقابل فن يتبرأ من السياسة هو على الأغلب فن يمارس دوراً سياسياً مريباً.
لا فن سياسياً، ولا فن دون صلة بالسياسة.
معضلة يحلها فن صادق رؤيوي، لا يستسلم للحلول المغوية بسهولتها، وهكذا كانت التجربة مع فريق عمل "طعم الليمون" ولاسيما العلاقة مع الفنان الصديق نضال سيجري وشريكه الفنان رافي وهبة.
جلسات عمل متواترة أقصت اقتراحات كان من الممكن أن تمر، لكن إرادة مشتركة غامضة وربما نورانية جعلتنا نترك التجليات الأولى ونبحث عن شيء آخر، فكان "طعم الليمون" عن آمال بوسع ذراعين مفتوحتين لحياة وردية يتشوق لها نازحون سوريون ولاجئون فلسطينيون ومهجرون عراقيون. آمال من اعتقدوا أن زيارة أنجلينا جولي كسفيرة للنوايا الحسنة ستوزعها عليهم ثماراً يانعة، لكن السيدة "نويل"، وبعد الصور التذكارية لا تترك إلا حموضة الليمون وشحوبه.
تتكشف الأحلام المعلقة على زيارة تم تدويلها عن أوهام قاتلة، موت أصفر من زيارة لم تتحقق، فهل تختلف المصائر والمسارات إن تحولت فرضية الزيارة إلى واقع؟
التدويل لعبة شيطانية ويافا ستتناءى كلما امتدت أذرع الدول الغربية.
"طعم الليمون" لم يخطط للحديث في شأن سياسي راهن، لكنها نبوءة الفن عندما يكون صادقاً وحقيقياً.
شكراً لجميع من أسهم في تكوين إنتاجنا الأول: نضال، حاتم، ليث، رافي، طاهر، أمل، جواد... شكراً لكم جميعاً».
فيلم طعم الليمون
إنتاج: المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.
إخراج: نضال سيجري.
تأليف: رافي وهبة (عن فكرة للمخرج حاتم علي).
يروي "طعم الليمون" حكاية حب بريئة تجمع الطفلة (يافا) الفلسطينية مع الطفل (فارس) السوري، بعد أن يوحد بين قلبيهما ما يتقاسمانه مع الرفاق من سكاكر بطعم الليمون.. وحكاية الحب الطفولي تلك ستفتح بدورها الباب مشرعاً على حكايات أخرى لعل أبرزها حكاية عائلة الطفلة (يافا).. وهي جزء من سفر اللجوء الفلسطيني.. وإلى جانب الحكاية الفلسطينية ستبرز حكايات أخرى عن أناس بسطاء أبعدتهم الظروف السياسية عن أوطانهم ليجمعهم بيت واحد في حي دمشقي.. نجد فيه عائلة فلسطينية، تسكن إلى جوار عائلة عراقية وأخرى لبنانية، ورابعة من الجولان إضافة إلى آخرين من مناطق متفرقة في سورية.. ويأتي خبر مجيء النجمة الأمريكية أنجلينا جولي وصديقها النجم براد بيت إلى سورية لزيارة اللاجئين العراقيين، والتحضير لاستقبالها، ليجمعهم مجدداً في المكان ذاته، حيث يصير فيه انتظار مجيء جولي وبيت مناخاً خصباً لروي الحكايات..حكاياتهم الحياتية الشخصية بمقدار.. والعامة بمقدار آخر... حكايات الناس هذه والتي تثير بشكل أو بآخر قضايا كبرى وأساسية وجوهرية بإطار إنساني.. ستتراجع في أولويات الناس للحظات ينشغلون خلالها بالاستعداد لاستقبال سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين، التي جاءت دمشق لتزور اللاجئين العراقيين والتحضير للاحتفال بها، ترى ماذا سيحدث عند زيارتها، وهل ستنتبه لهؤلاء الناس أم لا..؟!
الممثلون:
أمل عرفة، حسن عويتي، عبد الرحمن أبو القاسم، جمال العلي، خالد القيش، محمد حداقي، إيمان جابر، هاشم غزال، الفرذدق ديوب.. ومشاركة خاصة للمخرج سيف الدين سبيعي.
وضيوف "طعم الليمون":
من العراق: جواد الشكرجي
من الأردن: نادرة عمران
أطفال "طعم الليمون": لاريم شنار، محمد شنار
الفريق الفني:
الإشراف: ديانا جبور
التعاون الفني: الليث حجو
مخرج منفذ: فراس إبراهيم
مدير الإضاءة والتصوير: عبد الناصر شحادة
الموسيقى التصويرية: طاهر مامللي
تصوير: خليل سلوم
الإضاءة: رافد الناصر
صوت: عبود زيادة
مكياج: ردينة ثابت السويداني
ملابس: هنادة صباغ
المونتاج: حسام قاسم الرنتيسي
المكساج: خالد محسن
ديكور: داوود حسن
مدير الإنتاج: فراس حربة