2012/07/04
البعث - خاص:
أشعر بمنتهى السعادة عندما ألتقي بكم... لأنني أرى فيكم مستقبل وطني... فالمستقبل بين أيديكم وباجتهادكم وعلمكم... بهذه الكلمات استهل الفنان القدير دريد لحام لقاءه بالفرق الوطنية للأولمبياد العلمي السوري وهم في ملتقاهم العلمي التحضيري للمشاركة بالأولمبياد العالمي الذي يقام خلال هذا الشهر حيث آثر الفنان الكبير التواجد مع الشبان والشابات الذي ينهلون العلم والمعرفة في المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا حيث الملتقى العلمي الثاني الذي تقيمه الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري في الطريق للمشاركة العالمية.
وبحكمته الكبيرة.. وظرافته المشهودة.. ومعرفته الواسعة.. تحدث الفنان الكبير دريد لحام للطلاب والطالبات بكلام مليء بالحكم من الواقع العلمي التي تحض على مضاعفة الجهد والحماس والعمل بنفس طويل، مستشهداً في البداية بقول أحد المستشرقين "لو أزيل العرب من التاريخ في العصور الوسطى لتأخرت النهضة الأوربية عدة قرون "...فيما كانت مؤلفات "ابن سينا" تدرس في جامعات مونبلييه في فرنسا حتى أواخر القرن الثامن عشر...
فيما يقول الفيلسوف"أرنست بيرمر" إن العلوم والحضارة والآداب مدينة بازدهارها واكتشافها للعرب ...
وأضاف: سورية تتغنى بكم.. وتتباهى فيكم... أنا كدريد لحام في عمري هذا مستقبلي صار وراء ظهري... أما أنتم فمستقبلكم أمامكم... صحيح أنني درست الفيزياء والكيمياء لكنني احترفت الفنون لأنني فضلت الميول الذاتية نحو ما تريد وتنجح...
أنظر باحترام لثلاثة أنواع من الحيوانات وهي "الحصان _ السلحفاة _ النملة" لأنني تعلمت منهم الكثير...
فالحصان عندما يقع ويكبو لا يعتبرها نهاية العالم بل يجدها فرصة للنهوض مجدداً والانطلاقة بقوة أكبر وسرعة أعلى لتعويض ما حصل وما فات...
وهنا أذكركم بالعالم ( أديسون) مخترع الكهرباء عندما فوجئ بتعرض مخبره للاحتراق الكامل والمفاجأة كانت بعد تأثره بذلك حينما قال "عسى خيراً" فهي فرصة لي كي أبدأ من جديد ...
فأنتم يا أبنائي الصاعدين والطامحين معرضون للفشل في أي مرحلة من حياتكم ولا غرابة في ذلك... ولكن العبرة في كيفية التعامل مع الفشل والخروج منه بنجاحات وإبداعات جديدة...
أما السلحفاة فهي علمتني حكمة البطء وعلى الإنسان أن يفكر ببطء كي لا يقع في المطب المعتاد لدى البعض ممن يتصرفون وبعدها يفكرون... لأنه لو فكر ملياً في البداية لاختلف التصرف وانعكس عليه بشكل إيجابي على الأغلب فالمطلوب إذاً التفكير ببطء والتصرف بسرعة...
واستشهد بكلامه (بطريقة المزاح) بأحد مكاتب التاكسي في لندن... حيث رسم سلحفاة على التكاسي العائدة للمكتب وكتب تحتها عبارة "نحن نصل دوماً" فالتأني مطلوب لدى تكوين الفكرة ومعالجتها لكن سرعة التصرف مطلوبة أيضاً...
وتعلمت من النملة الصبر والإرادة والتحمل... فما أن يجد النمل نفسه معرضاً للإبادة في أي مكان تراه يختبئ ويعود للظهور مجدداً ولكن بعد أن يكون قد نظم صفوفه...
وعاد الفنان دريد لحام للتذكير بالعالم أديسون مجدداً ولكن في الحديث عن العزيمة والإرادة والإصرار حيث كان يؤكد ذلك العالم بأن الموهبة هي ( واحد من مئة ) من النجاح أما الـ(99) فهي الإرادة والاجتهاد والعمل والصبر والعرق والتعب والدموع...
إذاً الفشل في أي مرحلة هو فرصة لمحطة انطلاقة جديدة...
فيما يجد حكمة أخرى لدى العالم "ألبرت اينشتاين" صاحب النظرية النسبية حيث يقول ليس هناك واعظ أكثر من النملة مع أنها لا تنطق بكلمة واحدة أي أننا يجب أن نفعل أكثر مما نتكلم...
أمل سورية العلمي
وأضاف :من دواعي الفخر والاعتزاز والسرور أن ألتقي بكم يا أمل سورية العلمي في صرح علمي كهذا وشباب واعد وطامح تبتسم في عيونه ملامح المستقبل... فالعصر ليس عصر الكلام وإنما هو عصر العلم والتطور والنظريات...
وتطرق إلى ما تتعرض له سورية من مؤامرة كبيرة سلاحها الطائفية والمذهبية معتبراً أن أي محاولة للتدخل في دين الآخر أو مذهبه هو كفر للإرادة الإلهية التي خلقت الإنسان وخلقت معه مواصفاته وخصائصه ودينه والجدال فيه لا يجوز... مستغرباً ظاهرة البعض ممن يدعون أنفسهم بأنهم رجال دين ويصدرون الفتاوى مقابل المال...
في الخطوة الأولى
وقدم الفنان القدير نصيحة لطلاب الأولمبياد العلمي السوري" ليكن بعلمكم أن النجاح ليس له حدود ومهما نجحتم فعليكم ألا ترضوا بذلك النجاح وتقفوا عنده بل أطلقوا العنان لطموحات إضافية واسعوا لنجاحات جديدة... ومهما تلقيتم من علوم في الفيزياء والكيمياء والرياضيات فما زال هناك علوم أكثر وأكبر يمكنكم الوصول إليها..."
وعاد مجدداً كي يستشهد بمثال رآه بعينه حينما كان مسافراً بالطائرة إلى إحدى الدول الأوربية وإذا بطبيب "عمره 85 سنة" وهو أهم جراح أعصاب بأمريكا وكان يقرأ كتاباً طيلة الرحلة وبشغف شديد ولما حاولت التعرف على ما يقرأ أفادني بأنه يقرأ مؤلفاً لطبيب أعصاب شاب ما يعني أن "85 سنة" أمضاها من عمره وما زال يشعر بالحاجة للمزيد من العلم والمعرفة...
وأنا كدريد لحام أعتبر نفسي أنني حققت نجاحات قليلة في هذا العمر ولكن عندما يسألوني ماذا حققت أقول لهم وبعد هذه المسيرة من الحياة والعمل بأنني ما زلت في الخطوة الأولى..."سورية تفخر بكم"...
الدين لله والوطن للجميع
ولعلها العبارة الأحلى التي أنهى بها الأستاذ دريد لحام حديثه حينما أكد للطلاب على حكمة الدين لله والوطن للجميع مشدداً على معانيها الكبيرة والعميقة في بناء الوطن ووحدته وتماسكه حيث طالب الجميع بترديدها خلفه مرة أخرى وبصوت واحد حيث قالوا جميعاً وتعاهدوا أن الدين لله والوطن الجميع..