2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
اعتبر الفنان وفيق الزعيم أن التـأليف والكتابة هي مسؤولية كبيرة جداً، وأنها أمر متعب ومرهق كثيراً، مشيراً إلى أنه يفضل أن يبقى ممثلاً على أن يكون كاتباً.
وفي تصريح خاص لبوسطة، قال الزعيم: «الكتابة مسؤولية خطيرة جداً ومتعبة، ولا ترضي أحداً، ويعترض الجميع على كل ما تكتبه، وخصوصاً إذا كنت تريد أن تكتب شيئاً مهماً ومميزاً وله علاقة بالحقيقة، وأن تكون منصفاً وإنساناً صادقاً ومميزاً».
وعن بداية رحلته في التأليف، قال الزعيم: «بدأت الكتابة منذ مدة طويلة، وذلك لأنني شعرت بالحزن من بعض الأعمال لأنها لم تكون أمينة على صياغة بعض الشخصيات، فبدأت أكتب الشيء الذي أعرفه ولم يتم كتابته، وليس بالضرورة أن يكون ما أكتبه الأفضل أو الأحسن أو شيئاً جيداً، ولكن على الأقل دونت ما في نفسي أن أقوله، ولم يقله سواي.. ربما أنني لا أكتبه بحرفية الكاتب العظيم المتمرس، ولكن على الأقل أنا اجتهدت، و«من اجتهد فأصاب فله أجران.. ومن اجتهد فأصاب فله أجر»، على الأقل لي أجر الاجتهاد».
وأضاف الفنان السوري: «في مسلسل "الزعيم"، الوضع مختلف، لأن هذا الأمر أتعبني وأقلقني كثيراً.. القصة أنه لدي حكاية في ذاكرتي ومخزوني منذ عشرين أو ثلاثين سنة، وأحاول أن أجد لها نسيجاً أو شكلاً أقدمها فيه، ولكن إذا أردنا أن نكتب عملاً درامياً فنحن بحاجة إلى أكثر من حدث، وأكثر من شخصية وخط متصلة ببعضها البعض، ولهذا يجب أن لا نقدم عملاً مدعّماً بشخصيات بلاستيكية أو غير متوازنة، وبالتالي فإنني قررت أن أكتب العمل ولو كان في النهاية عبارة عن 12 أو 15 حلقة فقط.. وهكذا بدأت، لكنني في النهاية جمعت الأحداث والشخصيات، وخرج العمل بثلاثين حلقة».
الزعيم أكد أن العمل يحمل شخصيات توثيقية، مؤكداً أنه ما من عمل درامي وثائقي تماماً، فمجرد استخدام الخيال فيه ولو كان مبيناً على استنتاجات، فإنه يفقد صفة الوثائقية، ولكن من الممكن أن نقدم شخصيات توثيقية في عمل درامي، «ولهذا فقد حاولت أن أنتقي من مشاهداتي شخصيات أعرفها، وأضعها في الظروف التي يحددها العمل، والتي أعرف كيف ستتصرف فيها نتيجة معرفتي بها».
وشرح الزعيم أنه استخدم كلمات وعبارات دقيقة في هذا العمل، متجاوزاً المغالطات التي كانت تحدث في بعض الأعمال الأخرى، وذلك اعتماداً على كتابي "طيب الكلام بلهجة أهل الشام" والذي نشرته مؤخراً، وهو معجم لكل المفردات الشامية الأصلية، والتي كانت ولازالت تُستخدم، وهو يحتوي على 1200 كلمة في 600 صفحة، مؤكداً أيضاً أنه اعتمد على تأليف الزغاريد والأشعار في العمل من خلال كتاب سيصدره قريباً بعنوان "أمثال دمشقية"، إضافة إلى كتاب آخر عن "المواويل السبعاوية".
وعن وجود العديد من النجوم في المسلسل قال الزعيم: «عندما سلمت النص للأستاذ بسام الملا سألني كم نجماً نريد، فقدمت له لائحة تضم أسماء الممثلين في العمل، والذين كان جميعهم نجوماً، ولما فوجئ بالأمر أكدت له أن كل شخصية تحتاج أن يلعبها نجم، لأنها شخصية مهمة، وفي الحقيقة فقد أطراني جميع النجوم الذين أرسل إليهم العمل، وقدموا شهادات أعتز بها، ومنهم الفنانات أمل عرفة، هدى شعراوي، ثراء دبس، وفاء موصللي، والنجمان سليم صبير وخالد تاجا، وآخرون، كما أنني لم أكن أضع في ذهني دوراً بعينه كي أجسده أنا».
الفنان السوري أكد أن العمل بعيد جداً عن مسلسل "باب الحارة"، «لا يوجد سوى أربعة ممثلين من "باب الحارة"، والباقي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، وأنا تقصدت أن يكون بطل حارتي الخان وليس الحارة، وذلك لأن الخان لم يًذكر في الدراما الدمشقية، على الرغم من انه كان مهماً جداً في التراث الدمشقي، وكان بمثابة مركز ثقافي وتنويري وحضاري، كخان أسعد باشا، وخان الحريري، وخان الصابون، وخان الصدراني، وخان الرز، وغيرها، حتى أنني اقتربت من العام 1919 بقوة، رغم أنه لم يقترب منه أحد قبلاً».
وإلى الجمهور، توجه الفنان الزعيم بالقول: «أنا كتير بحبكون، وبموت رعبة منكون.. وعندما يقول لي ولد صغير في الشارع أنه غير راضي عن أدائي في دور ما أفزع، فما بالكم عندما أقدم عملاً مكتوباً؟؟.. تهيبت لقاءكم كثيراً، ولكنني أشعر أنني إلى حج ما سأتشرف في رمضان القادم أنني قدمت لكم "الزعيم"، وسأتشرف عندما تعطونني رأيكم، وأدعو الله أن ينال العمل رضاكم ، وأتمنى أن يكون عملاً يستحق أن نفكر فيه ونتملى برسالته التي يقولها».