2012/07/04
ماهر منصور - السفير
تقترب الكاتبة السورية الشابة آراء جرماني، في أولى تجاربها الدرامية «سوق الورق»، من عالم الجامعة، بوصفها مساحة مصغرة عن الحياة خارجها. فلا تكتفي باقتحام أسوار الجامعة من بابها التعليمي وحسب، بل تلاحق من فيها من طلاب وإداريين إلى خارج تلك الأسوار، فتدخل بيوتهم ومنها تعاود الخروج إلى شوارع الحياة اليومية، حيث تحاكم منظومة قيم مجتمعية طارئة، وما يتجاذبها من صراع يشكل بمجمله «سوق الورق». فتتطرق هذه الدارما الى «الفساد الإداري والطلابي الجامعي ودور التقنيات الحديثة، خصوصاً الموقع الاجتماعي «فايسبوك» في فضح الفساد الذي يلجأ إليه الطلاب كطبقة مهمشة تسعى لإيصال همومها إلى السلطات العليا، وتدعوها للتدخل لتحسين أوضاعها». بجسب ما قالته الكاتبة جرماني لـ«السفير».
وتحدد جرماني مقولات مسلسلها وفق ثالوث فكري أوله «الطاقم الإداري الجامعي من موظفين ومدراء وأساتذة جامعيين، وهذه المقولة تقع بين كتلتي الخير والشر لفضح حالات الفساد المستشري في الجامعة. وشخصياته المحورية هي الفنان سلوم حداد بدور مدير الجامعة، والفنان نضال نجم الأستاذ الجامعي المقاوم للفساد، والفنان عبد الهادي صباغ بدور المستخدم في الجامعة والمتحكم بزمام عدة أمور فيها».
الطلاب الشباب في الجامعة، سيشكلون حجر أساس في حكاية «سوق الورق»، وتقول الكاتبة جرماني إنها ستقارب حكاياتهم من خلال «عدة محاور رئيسية إشكالية: الضياع والتسيب الدراسي لأسباب خارجة عن إرادة البعض منهم، تحمل البعض للمسؤولية والبحث عن الذات وتعرض أصحاب هذا الموقف لصدمات ومضايقات، المشاكل المالية التي تواجه البعض الآخر، حيث يضطرون للبحث عن مورد مالي يدر عليهم ما يقفل باب الحاجة. وفي هذا المحور ستبرز شخصية محورية هي شخصية مختار، والتي يقوم بدورها الفنان باسل خياط، وتعاني معاناة خاصة على كل الأصعدة وتتخذ مواقف متميزة للخلاص».
أما في المحور الرئيسي الثالث للعمل، فستلاحق كاتبة المسلسل «العائلات التي ينتمي إليها أبطال المحورين السابقين، بما لها من دور أساسي في تشكل هذه الشخوص من الناحيتين النفسية والاجتماعية، ودور أساسي في نهاياتها».
وترد الكاتبة جرماني اختيار اسم «سوق الورق» كعنوان لحكاية عملها لكون «الجامعة هي الموقع الأساسي للأحداث، وهو موقع تحكمه الأوراق بكل أنواعها: الأوراق الامتحانية، والملفات، وضبوط الغش، وطلبات التسجيل والنقل، وبلاغات الديوان ومجالس القسم والكلية والجامعة بكل شؤون الطلاب والأساتذة... وبين طيات هذه الأوراق جميعها تقع معاناة الطلاب وأحلامهم».
القراءات الأولية للعمل تعد بمقاربة جديدة للجامعة، إذا لطالما دخلت الكاميرا التلفزيونية أسوار الجامعة في أعمال سابقة لترصد حكايات عشق الطلاب هناك وقضاياهم الجامعية في خطوط فرعية، غالباً ما تكون امتداداً لخيوط أخرى خارجها، وقلما اقتربت الأعمال من الجامعة بوصفها مجتمع قائم بحد ذاته، أو صورة مصغرة عن المجتمع خارجها. ويبقى الحكم النهائي على مدى قدرة الكاتبة على تقديم حكاية جديدة مختلفة عن الجامعة رهن العرض.
يقوم بإخراج «سوق الورق» المخرج أحمد إبراهيم أحمد في ثاني تجربة إخراجية له بعد عمل مميز قدمه العام الفائت هو «لعنة الطين». والمسلسل كان أولى الإعمال التي أعلنت «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» تبني إنتاجها، على أن يعرض في شهر رمضان المقبل.
والعمل من بطولة نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: سلوم حداد، عبد الهادي الصباغ، باسل خياط، مرح جبر، نضال نجم، مكسيم خليل، هناء نصور، محمد حداقي، عبد الحكيم قطيفان، جمال العلي، شادي زيدان، سوسن أبو عفار... وآخرين.