2012/07/04
سهام خلوصي – الكفاح العربي
نجمتان صاعدتان في هوليوود نشاهدهما حالياً على شاشاتنا. الأولى هي ميا وازيكوسكا في فيلم "Jan Eyre" والثانية هي جنيفر لورنس في فيلم "X-Men: First Class"، وقبل شهر تعرفنا اليها في فيلم "The Beaver". كلتاهما في العشرين، وكلتاهما عرفتا مبكراً السجاد الأحمر. ماذا عن الموهبتين الواعدتين؟
ميا وازيكوسكا التي عرفت عالمياً من خلال دورها في "اليس في بلاد العجائب"، تعود اليوم في فيلم دور رومانسي. وقائع الفيلم تجري في القرن التاسع عشر. انه عبارة عن رواية كلاسيكية للكاتبة شارلوت برونتي، نشرت للمرة الأولى في العام 1847، وقد اقتبست مراراً في السينما.
جين شابة يتيمة، أمضت طفولة تعسة في ميتم قبل أن تنتقل الى العمل كمربية لفتاة صغيرة هي قريبة الثري ادوارد روشستر. في ذلك البيت الكبير والقديم والنائي الذي تديره السيدة فير فاكس تعيش جين الى أن تلتقي رب البيت الذي لن يلبث أن يقع في غرامها، لكن زواجه من امرأة مجنونة يدفع جين الى الرحيل.
طبعاً ميا وازيكوسكا هي التي تلعب دور جين في الفيلم الذي نراه على شاشاتنا الآن، ويشاركها التمثيل مايكل فاسبندر وجودي دانش. أما السيناريو فقد كتبته مورا بوفيتي، ووقع الاخراج كاري فوكاناغا وهو اميركي ذو جذور يابانية.
القصة اقتبست مرات عديدة في السينما، لكن هذا النوع من الدراما الكلاسيكية تحلو معاودة مشاهدتها بوجوه جديدة ورؤى اخراجية جديدة، والممثلة ميا في دور جين مدهشة، اذ أغنت الشخصية بشكلها الحالم الفريد وأدائها الهادئ والمقنع.
ميا
ميا وازيكوسكا ولدت في العام 1989 في كانبيرا في استراليا، والدتها مصورة فوتوغرافية من اصل بولوني، ووالدها رسام من استراليا. بدأت كراقصة من عمر 9 سنين وحتى عمر الـ15، قبل أن تتجه الى التمثيل. عن الرقص تقول: عندما اكتفيت توقفت. الرقص اصبح ضاغطاً جداً، جسدياً ونفسياً. كنت اعمل من 30 الى 35 ساعة في الاسبوع، لأنه من دون ذلك لا يمكن بلوغ المستوى الذي اريده. لكن وصلت الى نقطة اصبح فيها الامر وكأنني أجري وراء الإتقان. في الرقص أنت تبحث فقط عن الأداء الكامل. الأستاذ يدل على ما ينقصك فقط من دون أن يشير الى ما هو جيد لديك. هذا أوصلني الى حالة الاكتفاء. لكنني كنت في حاجة الى تعبير فني، لذلك أحببت أن أجرب لعبة الممثلة كي اصل الى مستوى آخر، وأعتقد انني فعلت خيراً: فهذا (اي التمثيل) يلائمني أكثر. عندما نمثل نكون أكثر في قلب الحياة، ويمكننا أن نخطئ مثلاً، وأنا أحب هذا الجانب الواقعي.
ولميا شقيقة أكبر وشقيقة اصغر. في طفولتها سافرت عائلتها كثيراً الى اوروبا وعاشت ميا سنة كاملة في بولونيا، في اوقات فراغها كانت تمارس هواية التصوير الفوتوغرافي. في العام 2004 قررت التوجه الى التمثيل وبدأت في موطنها استراليا، فحصلت على دور في المسلسل التلفزيوني الطبي الرائج جداً شعبياً "All Saints" بعدما حصلت على اول دور سينمائي لها، وكان دوراً مهماً في فيلم "Suburban Mayhem". حازت جائزة افضل ممثلة في مهرجان "L’Australian Film Institute" ثم مثلت بعد ذلك في فيلم "Lens Love Story" للمخرجة صونيا ويتمان، وفي فيلم الرعب الاسترالي "Rogue" للمخرج غريغ مكليان، كذلك مثلت في افلام عدة مثل "Skin" و"Cosette" و"September".
في العام 2008 لعبت دوراً في المسلسل التلفزيوني "In Treatment"، وهو دور مراهقة في خطر. هذا الدور جعلها معروفة في الولايات المتحدة ورشحت عنه لجوائز عدة كأفضل ممثلة. كما جعلها مطلوبة في الأفلام الأميركية الطموحة كفيلم "Defiance" الى جانب دانييل كريغ وفيلم "Amelio" الى جانب هيلاري سوانك. مثلت كذلك في فيلم "I Love Sarah Jane" و"Summer Breaks" و"That Evening Sun".
في تموز (يوليو) 2008 شهدت الممثلة الشابة تحولاً أساسياً في مسارها، أو قفزة نوعية، عندما عرض عليها المخرج الكبير تيم بورتون دور أليس كينغسلي في فيلم "Allice In Wonderland" وهو فيلم استغرق تصويره وإعداده اشهراً عديدة وعرض في مطلع العام 2010.
"أليس في بلاد العجائب" فيلم كان من بطولة ميا ومعها جوني ديب وهيلينا بونهام كارتر وآن هاتاواي. الفيلم صور على طريقة الابعاد الثلاثة "3D"، واختيار بيرتون ميا لدور البطولة جعل الجميع يتساءل لماذا فضلها على كثيرات من النجمات الشابات الهوليووديات المعروفات، وهو أجاب عن التساؤل بالقول: "بالنسبة اليّ، هي تملك ما أراه في شخصية أليس: روح قديمة في جسد فتاة شابة. وأذكر أنني انفعلت بشدة عندما التقيتها لأول مرة. أحياناً لدينا الشعور بأن هذا الممثل ليس ملائماً في الديكور، فإما أنه كبير جداً أو صغير جداً. وأحياناً يكون الاثنين معاً. عندما نرى ميا نحس رأساً بأنها ذكية وغنية بحياة داخلية خاصة. انها تملك أيضاً هذه القوة الصامتة التي أحبها جداً. أحببت ايضاً نضارتها ومسألة اننا لم نرها إلا قليلاً".
وعندما سئل بيرتون عما اذا كان احس الشيء نفسه قبلاً تجاه ممثل آخر، قال: بالطبع أحسسته تجاه جوني ديب منذ عملنا فيلم "جوني ذو اليدين من فضة" وأيضاً بعض الشيء لدى وينونا رايدر.
والفيلم، كما هو معروف، نجح نجاحاً باهراً جماهيرياً ونقدياً، ورشح لجوائز عديدة ونجحت ميا في استقطاب المديح من النقاد واستقطاب الاعجاب من الجمهور. هذا بالطبع رفع اسهمها عالياً في هوليوود ونالت على دورها جائزة افضل ممثلة من "Australian Film Institute" ومن "Hollywood Film Festival" ورشحت عنه لجوائز أخرى. والأهم أن ميا اصبحت نجمة يتهافت عليها المخرجون. ففي السنة نفسها شاهدنا لها فيلم "The Kids Are All Right". وفي سنة 2011 نشاهد لها فيلم "Jane Eyre"، وسنشاهد لها لاحقاً "Restless" للمخرج غاس فان سانت الذي عرض في مهرجان "كان" الأخير في إطار فعاليات "نظرة ما"، والفيلم دراما تقوم ببطولتها ميا وازيكوسكا مع هنري هوبر (ابن دنيس هوبر)، ودور ميا في هذا الفيلم يحكي قصة فتاة أصيبت بالسرطان وهي في المرحلة الأخيرة من المرض.
يراها المخرجون في الأفلام الصعبة، وهي قالت انها تتمرس بمهنة التمثيل مستعينة بخبرتها في الرقص التي تعلمت منها كيف تتغلب على الضغوط النفسية، بحيث تستطيع أن تنتظر النهار كله لتمثل وتصور بضع ثوان، وأيضاً كيف تستخدم جسدها في التمثيل وتسيطر عليه.
وهذا العام ايضاً سنراها أيضاً في فيلم "A View from The Bridge". وفي العام 2012 في فيلم "The Wettest country In The World" و"Albert Nobbs"، والفيلمان في مرحلة المونتاج.
جنيفر
جنيفر لورنس تتقدم بسرعة البرق، وترشيحها في العام 2010 لجائزة اوسكار افضل ممثلة ليس إلا بداية. هي حالياً على شاشاتنا في فيلم "X – Men: First Class" وكنا شاهدناها في الشهر الماضي الى جانب ميل غيبسون وجودي فوستر في فيلم "The Beaver".
جنيفر تبلغ من العمر 20 سنة وهي من الممثلات الواعدات في هوليوود. ولدت في ولاية كنتاكي، وبدأت في الظهور في عمر الـ14 سنة كعارضة قبل أن تحصل على اول دور لها في فيلم تلفزيوني بعنوان "Company Town" في العام 2006. وقد أنهت دراستها المدرسية قبل سنتين من المدة اللازمة وذلك كي تكرس نفسها لمهنتها كممثلة، وأجبرت عائلتها على الانتقال الى نيويورك كي تعمل في التمثيل، وفعلاً بدأت الظهور في مسلسلات تلفزيونية عدة كما "Come Case" و"Medium".
أول دور سينمائي لها حصلت عليه في العام 2008 في فيلم "Garden Party"، وفي السنة نفسها ظهرت في فيلم "The Poker House" وفي فيلم "The Burning Plain" للمخرج غيارمو ارياج الى جانب الممثلة شارليز ثيرون، ولفتت الانظار جداً في الدور الذي استحقت عليه جائزة ماستروياني لأفضل أمل واعد في مهرجان البندقية في العام 2008. كما لعبت في العام 2009 في فيلم "Devil You Know".
أما في العام 2010 فلقد لعبت بطولة فيلم "Winter’s Bone" للمخرجة ديبرا كرانيك وفيه أدت دور ريس دولي، مراهقة تعيش في غابة مع شقيقها وشقيقتها اللذين تعتني بهما وحدها. وعندما يخرج والدها من السجن ويختفي من دون أن يترك أثر، لا يكون لديها إلا خيار أن تذهب للبحث عنه تحت طائلة أن تفقد منزلها العائلي الذي يؤخذ كرهينة.
وعن دورها في هذا الفيلم نالت ترشيحات عديدة جداً لجوائز سينمائية قيمة من بينها ترشيحاً لجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم درامي وأيضاً ترشيحاً لأوسكار أفضل ممثلة وهي في عمر فقط 18 سنة. وعن هذا الدور تقول جنيفر: "أحببت عناء الشخصية التي أديتها، وعلي أن أعترف أنها تشبهني قليلاً. فأنا منذ كنت صغيرة، أردت أن أكون نجمة سينمائية، وقد عملت كل شيء لأصبح كذلك.
ويبدو أن النجمة الصاعدة واعية لمهنتها وتخطط لها. قالت بعد هذا الدور: كي لا أبقى سجينة خانة معينة، علي أن أعرض على الجمهور شيئاً مختلفاً، أعني شيئاً خفيفاً بعد هذا الدور القاتم جداً. ولهذا ربما قبلت أن تلعب دورها في "X – Men: First Class" دور مسستيك. هذا الفيلم كما هو معروف من نوع الخيال العلمي يتحدث عن المتحولين، ويمكن أن نسمي الفيلم "الجزء الرابع". والواقع أن قصته تحكي أحداثاً ما قبل الأفلام الثلاثة التي عرفناها عن المتحولين. إنه عودة الى البداية حيث نرى البروفسور X ماغينتو، وبقية الشخصيات عندما كانوا شباباً.
الفيلم من نوع الخيال ـ العلمي الذي يعتمد على المؤثرات الخاصة وعلى التشويق والمغامرة، وقد استخدم فيه المخرج ماتيو فوغن أحدث التكنولوجيات السينمائية، وهو يعرض حالياً على شاشاتنا. وسنشاهد جنيفر لورنس خلال العام الحالي في فيلم "Like Grazy"، كما سنشاهدها في العام 2012 في فيلمين الأول أصبح في مرحلة المونتاج بعنوان "House At The End Of The Street" والثاني ما زال يصور وهو بعنوان "The Hunger Games".
نجمتان واعدتان. جمال وحب للتمثيل وأداء يؤهلهما للمستقبل، وصعود سريع نحو الشهرة والمجد.