2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
قام فريق مسلسل "سوق الورق" من تأليف آراء جرماني وإخراج أحمد إبراهيم أحمد بزيارة مركز الباسل لأمراض القلب في مشروع دمر قرب العاصمة السورية دمشق للتبرع بالدم لصالح جرحى الجيش العربي السوري والمواطنين السوريين الذين أصيبوا في الأحداث الأخيرة التي تشهدها سورية.
ومنذ الثامنة والنصف صباحاً، توجه فريق عمل المسلسل من فنانين وفنيين إلى المركز ليقدموا دمائهم لأجل أبطال الوطن، الجيش العربي السوري.
مخرج العمل أحمد إبراهيم أحمد أكد أن هذه الخطوة هي «رسالة رمزية إلى حماة الديار، الجيش العربي السوري وقوى الأمن الذين يقدمون أرواحهم للدفاع عن الوطن، سواء على الحدود الخارجية أو في الداخل لبسط الأمن والاستقرار لحماية المواطن السوري من العبث والفوضى. هو تعبير عن المحبة والشكر لهؤلاء الناس الذين ضحوا بأرواحهم، من الفنانين عموماً، وخصوصاً من فناني "سوق الورق". قلناها سابقاً، وتحديداً على موقعكم، أننا لم نوفق التصوير حتى يوم الجمعة، كنوع من النضال ضد هؤلاء المخربين، كي نثبت لهم أننا نحب سورية وأننا سنعمل كي لا تعم الفوضى التي يريدونها».
من جانبها عبرت الفنانة هناء نصور عن سعادتها بهذه الخطوة، خصوصاً في هذه الفترة التي تشعر فيها بأنها يجب أن تقوم بشيء للبلد، وقالت: «التبرع بالدم هو أرخص ما يمكن أن نقدمه للوطن، وللجيش الذي يحمينا ويحمي أرضنا»، وأضافت: «مازلت مصرة أن العلم والوعي هو أساس الانطلاق إلى أي اتجاه. معركتنا اليوم ربما لها علاقة بالجهل، هذا هو رأيي، فنحن اليوم لا نعرف تماما ًمن هو عدونا، ولا تعرف ما هي ثقافته، فهو لم يعلن عن نفسه، بل أعلن عن نفسه بالقتل فقط، وللأسف بقتل أهله، والجيش الرابض منذ ثلاثين سنة لحماية حدودنا من العدو، وفجأة يجد نفسه في معركة داخلية لم يحسب لها حساباً».
وتوجهت نصور برسالة إلى الجيش العربي السوري قالت فيها: «أعتز بكم كثيراً، وعندما أسمع "خبطة قدمكم" أشعر بأن روحي تهتز، لأنكم فهلاً أثبتم إخلاصكم، ولأنكم اليوم تحملون همومنا، أنا شخصياً أعرف هذا الأمر، لأنه لي أقارب وأصدقاء في الجيش، وأعلم أنهم محرمون من رؤية أطفالهم، ومن التواجد قرب أولادهم في تقديم امتحاناتهم، وأنهم واثقون من الانتصار، ولهذا فأنا أشد على أياديهم».
بدوره، أكد الفنان محمد الأحمد أن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه السوريون لجيشهم، وقال: «نحن غير قادرين على تقديم شيء في هذه الأزمة، إلا أن نحب بعضنا كفنانين، وأن نحارب بالفن، لأنه سلاحنا الوحيد في هذه الأزمة، لأننا في "سوق الورق" من المسلسلات القليلة التي تابعت التصوير رغم أنه من المفروض علينا أن نجلس في بيوتنا ونشعر بالخوف، لكن هذا الأمر غير موجود ولن يكون موجوداً في سورية، لأننا شعب نحب بعضنا، ونثبت هذا الحب دائماً».
الفنان سلوم حداد أكد أن تواجد فريق عمل المسلسل في بنك الدم هو تصرف متواضع أما تضحيات الجيش العربي السوري، وقال: «نحن خجلون بهذا التصرف، فنحن نتبرع بدمنا، فما بالك بمن يقدم دمه ويضحي به في سبيل الوطن. لا أستطيع أن أقول إلا "رحم الله جميع الشهداء، مدنيين وعسكريين"، والله يحمي سورية والجيش العربي السوري».
أما الفنان أيمن عبد السلام فقد أكد أن أرخص ما يقدمه ورفاقه للوطن والجيش هو التبرع بالدم، في ظل مؤامرة كبيرة تُحاك ضد سورية، وقال: «أنا لا أعرف سبب هذه المؤامرة الإعلامية والتجييش الإعلامي علينا، وما زلنا صامدين، وأعتقد أن المؤامرة الإعلامية هي أكبر من المؤامرة الداخلية التي بدأت تتلاشى. أستغرب هذا الهجوم على سورية لأنها تقف دائماً ضد العدو الصهيوني، في ظل غياب كلي للعرب».
وأضاف عبد السلام أن اتحاد العرب يمكن أن يؤدي إلى تدمير كل المخططات الأميركية للمنطقة، والتي يندرج ما يحدث في سورية في خانته، ومنها مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، ولكن نحن لها بالمرصاد.
وأكد عبد السلام أن هذه الخطوة التي يقوم بها فريق المسلسل هي أقل ما يقدمونه لهذا الجيش الذي يضم تحت لوائه أهلنا وأبناءنا، وما يحدث لهم هو أمر مفاجئ، لأنه في النهاية هذا وطننا، والوطن هو حضن كما حضن الأم، وإذا كان أي كان يقبل أن يُهان حضن الأم فهو غير وطني ولا شرف له.
بدورها قالت الفنانة ميري كوجك إن ما قام به فريق المسلسل هو رسالة بسيطة أنهم ضد كل ما يحدث على هذا البلد وضد هذه المؤامرة البشعة، وأضافت: «في السابق كان يسألنا الناس القادمون من الخارج عن سبب هذا الأمن والأمان الذي تعيش فيه سورية، وكنا لا ندرك كثيراً أهمية سؤالهم، لكننا اليوم وفقي ظل افتقادنا الجزئي لهذا الأمن أصبحنا نشعر كم كنا مطمئنين. رغم هذا أنا متفائلة بأن الأمور ستعود إلى طبيعتها، لأنه فعلاً "سورية الله حاميها"».