2012/07/04
محمد حجازي – دار الخليج
جمال هادئ، رصين، خريجة كلية الفنون في الجامعة اللبنانية - قسم تربية مسرحية، مارست على مدى عامين مهنة التدريس في الجامعة، ثم التحقت مذيعة في تلفزيون “المستقبل” لتقدم “أخبار الصباح” أربع مرات في الأسبوع، وتصور في بيروت برنامج “سوالفنا حلوة” لحساب باري كوشان ويعرض على شاشة “دبي”، ولها حتى الآن فيلمان طويلان “ميلودراما حبيبي” ل هاني طمبا، و”مرة أخيرة” ل مود سعيد، والعديد من المسلسلات آخرها ما تعرضه قناة “إل .بي .سي” هذه الأيام، “خيوط في الهواء” ل إيلي سمير معلوف، مع فادي إبراهيم، ويعرض لها قريباً “كازانوفا” ل فيليب أسمر، وفي رمضان المقبل مسلسل “الشحرورة”، سيناريو، وكنا عرفناها جيداً في “نضال” . إنها بيارت قطريب، المتزوجة منذ عامين من الدكتور تيري يزبك المتخصص في جراحة الجهاز الهضمي، والذي يكمل حالياً دراساته التخصصية العليا في باريس، التقيناها في هذا الحوار:
* أنت في مكان والعريس في مكان آخر لماذا؟
- د . تيري طموح جداً، وقد أتيحت له فرصة ذهبية للاستفادة من مهاراته في باريس، لذا يتابع هناك حضوراً تخصصياً عالياً .
* تزورينه دائماً؟
- طبعاً . وأنا أحب فرنسا كثيراً وأعتبرها خزاناً فنياً .
* وهل استغللت زياراتك العديدة في محاولة الدخول على خط الإنتاج هناك؟
- الحاصل أنني وضعت كامل ملفي الفني في أحد المكاتب الفنية، وسنرى ماذا سيحصل .
* تحبين العمل هناك حتى تكوني قريبة من زوجك؟
- هو لن يقيم على الدوام ويعمل هناك . لكن عندي رغبة في أن أعمل في ميداني للشاشتين والمسرح هناك، وعندي جهوزية لذلك .
* انطلاقاً من اختصاصك في المسرح؟
- وأنا أحبه أيضاً، وشهادتي تتيح لي التعليم، وقد مارسته عامين .
* لماذا لم تكملي؟
- لأنني لا أستطيع . التعليم يحتاج إلى صبر وتعب كبيرين . وأنا لا أستطيع أن ألتزم ضمن دوام محدد، أكره الانضباط .
* وكيف تتصرفين أثناء التصوير؟
- بكل عفوية، أعمل بجد واجتهاد ولا أسأل عن أي شيء آخر . يعني لا أحب أن أتقيد بموعد وبوقت محدد .
* التعاطي المباشر واليومي مع الناس عبر الشاشة الصغيرة كم أفادك؟
- جداً، أعطاني ثقة مطلقة بالنفس، وجعل ثقافتي ممتازة فأنا مجبرة يومياً على متابعة أخبار الصحف، ومواعيد التظاهرات الفنية والثقافية وتغطيتها من خلال “أخبار الصباح” .
* لكن البرنامج يعرض باكراً جداً؟
- هذا يجعلنا نكسب بعد ذلك النهار من أوله في القيام بكل ما هو مفيد ومتميز، والحلقة تعاد بعد الظهر فتكون هناك فرصة للمشاهدة مرة ثانية من قبل الجمهور .
* هذا يعني أنك تتابعين الأفلام أيضاً؟
- نعم، خصوصاً صالة متروبوليس، أمبير وهي كما تعرف صالة فن وتجربة وتعرض أفلاماً منتخبة وذات مستوى راقٍ ومتميز جداً .
* تصورين لحساب باري كوشان، حلقات “سوالفنا حلوة”؟
- نعم، وتعرضها شاشة تلفزيون “دبي” .
* هل هو حضور عربي له خصوصيته؟
- طبعاً، وفيه إطلالة على جمهور آخر، أعرف أن ردة الفعل عليها راقية .
* لكن ألا يتضارب ذلك مع صورتك كممثلة؟
- لا أبداً، هذا شق وهذا آخر .
* توافقين بأن التمثيل نوع من التنفيس عما يجيش في النفس من مشاعر متناقضة؟
- وأنا يعنيني هذا كثيراً، لأنني أحب بهذا الجانب في حياتي المهنية، وأرتاح كثيراً بعد كل كاركاتير أنفذه، أشعر وكأنني اكتشفت مكامن جديدة في نفسي لم أكن أعرفها من قبل، وفي المرة التالية أكون تهيأت أكثر لكل شيء يمكن أن يصادفني كلما قدمت دوراً جديداً .
* أحببناك في فيلم “ميلودراما حبيبي” كيف وجدته؟
- كان دوراً جميلاً، خصوصاً وأنني لعبت مع أستاذتي في معهد التمثيل جوليا قصار، وبإدارة المخرج هاني طمبا، حامل سيزار أفضل فيلم قصير .
* و”بيروت بعد الحلاقة”؟
- نعم مع رفيق علي أحمد، وهو والدي في حلقات “الشحرورة” وقد لعبت الدور بأعصاب ومشاعر جد خاصة .
* لكن الشريط لم يأخذ حقه من العرض الكافي؟
- ولا حتى في الإعلان عنه والترويج له لكي يذهب الناس لمشاهدته . أسابيع قليلة في صالاتنا ثم نقل إلى متروبوليس، حيث كان حضوره أفضل .
* هل تعتقدين أن إيراداته العادية في باريس وبروكسل هي السبب؟
- هو في الواقع سافر إلى عدد من المهرجانات، وحظي بردة فعل نقدية جيدة، لكن المشكلة كانت في الدعاية له .
* شريط “مرة أخيرة” الذي صورته في سوريا مع مود سعيد كان أفضل؟
- لقد سافر إلى عدد من المهرجانات العربية والإقليمية وكُتب الكثير عنه، وكان من بطولتي مع قيس الشيخ نجيب، وكانت ظروفه جيدة .
* لكنك لم تعملي بعدها في سوريا؟
- صحيح، لقد انشغلت في لبنان بمشروعات كثيرة .
* وحالياً هل هناك مشروعات سينمائية؟
- نعم، لكنني لم أوقع عقداً بعد .
* تعرض لك شاشة “إل .بي .سي” “خيوط في الهواء” حالياً؟
- صورته في أواخر العام الماضي مع المخرج إيلي معلوف .
* ويتم الترويج ل”كازانوفا” الذي يبدو مادة تلفزيونية مثيرة للاهتمام؟
- المسلسل بإدارة فيليب أسمر مخرج شاب وعنده طاقة متميزة على العمل والابتكار، والكل عرفوه في “كارمن” .
* والفريق كبير؟
- يضم مازن معضم، تقلا شمعون، نيكول سابا، وإلين لحود .
* كنت حضرت في حلقات “نضال” سابقاً؟
- وأحببته جداً، وكانت لي مشاهد بالفرنسية .
* هل أنهيت تصوير دورك في “الشحرورة”؟
- عندي ثماني حلقات، وأنا ألعب شخصية “سعاد” شقيقة الصبوحة، ونسافر قريباً إلى القاهرة لاستكمال التصوير هناك .
* ألم تفكري في العمل ضمن مسلسل أو فيلم مصري؟
- لم يعرض عليّ .
* تميلين إلى هذا الجانب؟
- ما أميل إليه هو العمل الجيد الذي يجعلني لا أناقش فيه أبداً . بل أقول موافقة وأصور .
* هل يعني كلامك أنك تقولين لا أحياناً؟
- نعم وكثيراً .
* مع أنك في مرحلة تحتاجين فيها إلى الانتشار وتكثيف عملك؟
- لا أستطيع الموافقة على عمل لا يعجبني ولا يلبي مطالبي وميولي كممثلة، وأنا سرعان ما اكتشفت ما إذا كان ما أقرأه يناسبني أم لا .
* لكن هذا خطير، فسوق العرض والإنتاج ضيق جداً، يعني أنت لا تواجهين خيارات كثيرة لكي ترفضين إلى هذا الحد؟
- الكلام صحيح، لكنني لا أستطيع دخول عمل لست مرتاحة لدوري فيه، وعندما يعجبني أي دور تجده دخل إلى قلبي وراح خيالي يصوغ التفاصيل والملابس المناسبة وكل شيء، وتجدني أقرأ النصوص التي أمامي حتى أنجزها كاملة .
* كيف هي الحياة تحت سقف واحد بين مذيعة وطبيب؟
- جميلة .
* تنوع عمليكما جيد للعلاقة؟
- طبعاً، لأنه يوجد موضوعات نتحدث بها .
* ولأي جانب أنت أقرب للفنانين أم الأطباء؟
- عندي فنانون زملاء، لكنني لا أصادق إلا قلة منهم .
* لماذا؟
- لأنني لا أطيق الذين يمثلون أمام الكاميرا وفي الحياة أيضاً .
* أيعني هذا أن أكثر اللقاءات تكون مع أطباء؟
- وباتت ثقافتي الطبية جيدة جداً .