2012/07/04
شيماء محمد – دار الخليج
الفنان الكوميدي علاء مرسي أعلن قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 ثورته الخاصة على كل المنتجين في مصر، خاصة أنه لم يجد ضالته لإشباع موهبته الفنية رغم السنوات الطويلة التي قضاها في الوسط الفني ليخوض تجربة الإنتاج كما قال مصادفة، ويظهر من خلالها مواهبه المتعددة من كتابة وتمثيل وإنتاج ويبحث عن نجوميته في منطقة الخليج، حيث لم يستطع الوصول إليها في مصر، وبوعي الفنان استطاع تقديم مشروع لإنتاج عدد من الأفلام قليلة التكلفة التي تحمل مضامين جيدة، إلا أنه أعلن مؤخراً تبرؤه من فيلم “سفاري” الذي عرض تجارياً خلال الأيام القليلة الماضية .
في البداية لماذا أعلنت تبرؤك من فيلم “سفاري”؟
أنا لست بطل للعمل فقط، ولكني منتج فني للفيلم أيضاً، وبالتالي كان من حقي اختيار موعد عرضه، إلا أنني فوجئت أن الفيلم قد عرض تجارياً من دون أن أعلم عنه شيئاً، وتم اختيار توقيت عرض شديد السوء خاصة أننا نعلم جميعا حال دور العرض حالياً، وأقيم له ما يشبه بالعرض الخاص من دون أن يتم إبلاغي والمفاجأة أنني عندما شاهدت الفيلم بعد أن حملته من على الإنترنت، وجدت أن مخرج الفيلم مازن الجبلي قد قام بحذف مشاهد كثيرة من دوري ما اعتبرته إهانة كبيرة لي خاصة أنه لا مبرر لحذف تلك المشاهد وكل ما أستطيع قوله إنني حلمت بتلك التجربة إلا أنني اعتبرتها غلطة .
لماذا قررت خوض تجربة الإنتاج الآن؟
بصراحة المنتج محمد السبكي كان له فضل كبير عليّ في ذلك، فقد تعلمت منه ما الإنتاج وكيفية العمل في السينما كصناعة وقد أحببت التجربة جداً خاصة أنني لم يتحقق طموحي في تقديم ما أريده، لذلك قررت دخول سوق الإنتاج من خلال مجموعة من الأفلام التي تناقش قضايا لا يقدم المنتجون عليها من وجهة نظري كفنان وقررت أن أقدم المعادلة التي أبحث عنها، ولذلك شاركت كمنتج فني في عدد من الأعمال وهي: “سفاري، والسمان، ومعتوق في بانكوك، وهاللو كايرو”، وخلال تلك الأعمال قدمت عدداً من الوجوه الجديدة التي اكتشفتها إضافة إلى تقديم عدد من الزملاء في أدوار جديدة عليهم لم نعتد ظهورهم بها .
اللافت أنك تتجه إلى السوق الخليجي تحديداً . . لماذا؟
اتجهت إلى السوق الخليجي عندما تعرفت إلى النجم الكويتي طارق العلي والمنتج عيسى العدوي حيث سبق وقدمت العديد من البطولات في عدد من المسرحيات التي عرضت في الكويت وفي الخليج وتحدثت أنا وطارق عن تقديم فيلم “معتوق في بانكوك”، وبالمناسبة فهو أول تجربة سينمائية خاصة في الكويت، وتم تصويره بتقنيات السينما وليس كما كان يقدم حيث كان يتم التصوير بتقنيات الفيديو ثم تنقل إلى خام السينما وعرض الفيلم تجارياً في الكويت وحقق نجاحاً كبيراً هناك بسبب شعبية النجم طارق العلي، وأحسست وقتها أنني أضع وتداً في السينما الخليجية، لذا توالت الأعمال التي استطعنا من خلالها تقديم العديد من القضايا مثل الفيلم الكوميدي “هاللو كايرو” الذي عرض في الكويت خلال الفترة الماضية وهو قصة الكاتب السعودي محمد الباشا، ويحكي قصة شاب كويتي جاء لزيارة مصر وتعرض لحادث نتج عنه فقدان الذاكرة ويتكفل به شاب مصري وتحدث العديد من المفارقات الكوميدية حتى تعود له ذاكرته ويعود لوطنه، وفيلم “السمان” والذي أوشكنا على الانتهاء من تصويره هو من تأليفي وتناولنا خلاله قضية “البدون” أي الذين لا يحملون الجنسية، من خلال قصة مواطن عربي أمه مصرية وأبوه كويتي ظل يصارع هو وأمه سنوات طويلة حتى يحصل على الجنسية المصرية . . ويحمل الفيلم العديد من القضايا ومنها أحوال سكان أغنى منطقه أثرية في العالم وهي منطقة “نزلة السمان” التي يعاني الناس فيها الفقر رغم أن الأرض التي يعيشون فوقها أغنى أرض في العالم كله .
من اللافت أن تجاربك في هذه الأفلام قد أخرجت فناناً شاملاً، فأنت منتج وممثل وكاتب ومكتشف للعديد من الوجوه الجديدة؟
ضاحكاً: هذا ليس عيباً والعديد من الفنانين المصريين كانوا قدوة لنا، ومنهم الفنان الكبير أنور وجدي وفريد شوقي ونور الشريف، وأسماء كبيرة جداً وكنت أتمنى أن يتم تقديمي كمؤلف في السينما المصرية، إلا أن هذا لم يحدث ولا أعلم السبب وراء ذلك وعندما دخلت تجربة الإنتاج قررت أن أقدم نفسي وأن أقدم معي مجموعة من الشباب خاصة أننا في السينما المصرية نحتاج إليهم وهم يحتاجون إلى تجربة أنفسهم وتقديم تجارب مختلفة، والحمد لله أحاول تقديم كل ما بداخلي، ولكن لا يزال الطريق طويلاً .
هل اتجاهك إلى السينما الخليجية محاولة للبحث عن نجومية تفقدها في القاهرة؟
هذا صحيح فقد وجدت في منطقة الخليج النجومية التي كنت أبحث عنها في وقت عانى فيه جيلنا من حيث أخذنا سنوات طويلة في الصعود، وعندما كنا نقرر تقديم فن جيد كنا نحارب في ظل الاهتمام فقط بكل ما هو رديء ليتحول الفن إلى استخفاف ورداءة على كل المستويات وتبقى فقط المحسوبية وخفة الظل وعدم الاهتمام بالمواهب الحقيقة .
البعض يصف مشروعك لإنتاج أفلام منخفضة التكلفة بأنه عودة لأفلام المقاولات؟
هذا الكلام غير صحيح بالمرة والربط بين الأفلام منخفضة التكلفة وأفلام المقاولات ظالم خاصة أنني عندما فكرت في العمل على تلك الأفلام فكرت في تقديم موضوعات جيدة، إضافة إلى تقديم وجوه جديدة من الشباب والاستغناء عن “السوبر ستار” وأجورهم التي تتسبب في ارتفاع الميزانيات وتقديم نجوم معروفين ومنهم أحمد بدير ومحمود الجندي وأحمد راتب وأمل رزق في أدوار جديدة تماما عليهم من دون أن أرهق ميزانية أفلامي ولا أنفق بسخاء على عناصر أخرى وهي الصورة والديكور، وفي فيلم السمان مثلاً أصررت على أن أقوم بالتصوير داخل منطقة نزلة السمان رغم التكلفة الكبيرة التي تكلفناها وهذا دليل على رغبتي الحقيقية في تقديم شيء متميز .
من الواضح في مشروعك اتجاهك للوحدة العربية من خلال تقديم موضوعات تهم أغلب العرب؟
هذا حقيقي فأنا أؤمن بالوحدة العربية والفن هو الوحيد الآن القادر على تحقيق هذا الحلم ويستطيع توصيل هذه الرسائل بشكل كبير، ويؤكد أننا كلنا عرب أخوة، همنا واحد من دون ترديد شعارات حيث شهد الوطن العربي خلال فترة من الفترات ارتفاع المشاكل بين الشعوب العربية بسبب كرة القدم مثلاً، ولم نفكر يوماً أننا كلنا عرب لذلك كان مشروعي يحمل رسائل لكل العرب ففي فيلم “السمان” حرصت على أن أقدم قضية المواطن العربي ومشكلات الجنسية رغم أننا كعرب من المفترض أن نفتح كل الحدود وتصبح قضيتنا الأساسية الاهتمام بالمواطن العربي .
ما رأيك في المشاكل التي تتعرض لها الساحة السينمائية المصرية وهل التغيير السياسي سيؤثر في السينما؟
هذا أكيد فالتغيير الذي قاده الشعب سيغير من الصناعة وسنشهد وجوها جديدة وأفكاراً متعددة خاصة أن السينما هي الحل الآن لعودة الحياة إلى طبيعتها وإيجاد الاستقرار ومحاربة التطرف .
هل تحضر خلال الفترة الحالية لأعمال جديدة؟
لدى عدد كبير من الاعمال فأنا أقوم بكتابة فيلم جديد تدور أحداثه في أحد المنتجعات السياحية أملاً بأن تعود السياحة إلى مصر مرة أخرى كما أقوم بالتحضير لإنتاج وبطولة مسلسلين تلفزيونيين وأتمنى أن يتشجع المنتجون وأن يعودوا مرة أخرى إلى الإنتاج .