2012/07/04
زهرة مرعي – الكفاح العربي
إيوان في ورشة عمل تضم اكثر من اغنية اثر انفكاك عقده مع شركة «ميلودي». هو يعتمد سياسة الأغنية المنفردة حتى يجد شركة الإنتاج وعقد العمل المثالي. بعد اغنية «أشوفك» الخليجية، اغنية مصرية مميزة كما يقول، ولاحقاً سيعود الى جذوره اللبنانية. أغنيته الخليجية تمّ تصويرها مع جاد شويري ولاحقاً مع مي الياس بقرار من المنتجة، لكن هذا لم يفسد للود قضية، فجاد شويري مهني بشهادة ايوان نفسه. معه كان هذا الحوار:
■ منذ فترة تغيب اخبارك عن الإعلام هل من سبب؟
ـ اطل بقدر ما تكون عندي اخبار جديدة. بعد اغنية «أكبر كذابي» والنجاح الذي حققته بقيت لفترة من دون جديد، وتزامن هذا التريث مع انتهاء عقدي مع شركة «ميلودي» كإنتاج وإدارة اعمال. حالياً انا في مرحلة تقديم الجديد وعلى التوالي. صورت اغنية «أشوفك» ذات اللون الخليجي من كلمات الشاعرة سارة الهاجري وألحاني، وأنا في صدد اغنية اخرى مصرية اللون بعنوان «خليني جنبك» سيتم تصويرها قريباً مع المخرج شربل يوسف. وهكذا سوف استمر مع الأغنيات المنفردة حتى التوصل الى اتفاق كامل متكامل مع شركة انتاج جديدة.
■ لماذا لم يتم التجديد مع شركة «ميلودي»؟
ـ لم يكن الخيار مطروحاً. كان الإتفاق على ذلك حبياً ومنذ اشهر. وأنا حالياً ادير شؤوني الفنية بنفسي حتى الإتفاق مع الإنتاج المناسب، وسوف نرى لاحقاً كيف سيكون التكامل على صعيد ادارة الأعمال. انا في انتظار الصيغة المناسبة.
■ هل من عروض قيد الدرس؟
ـ اكيد، والأمور يلزمها درس هادئ لأن العقود التي يتلازم فيها الإنتاج والإدارة تكون ذات مدى طويل بشكل عام. سنوات العمل التي مررت بها علمتني الكثير ولا اريد للسلبيات ان تتكرر في مسيرتي.
■ هل ندمت على بنود معينة في عقدك مع شركة «ميلودي»؟
ـ كانت علاقة مثمرة افادتني في دخول مصر وتأكيد حضوري فيها. كذلك في اطلالتي على شاشتهم وهي واسعة الانتشار على الصعيد العربي والأكثر مشاهدة على مستوى الشباب. السلبيات تمثلت في بطء الإنتاج، اذ خلال خمس سنوات تمّ انتاج اسطوانتين فقط.
■ وهذا ما تعتبره قليلاً؟
ـ اكيد لأن الإتفاق نص على انتاج «سي دي» على الأقل في سنة. العقد نص ايضاً على تصوير ثلاثة فيديو كليب من كل اسطوانة. وما حصل في الواقع هو تنفيذ كليب واحد من كل اسطوانة، اما الكليبات الأخرى فكانت من انتاجي. وبين الأسطوانتين انتجوا فيديو كليب لأغنية منفردة.
■ في السنوات الخمس الماضية هل حققت بعضاً من طموحك؟
ـ الحمد لله على بعض الأمور، لكن ثمة امور اخرى توقعت ان تكون على وتيرة اسرع ولم تتحقق توقعاتي بسبب البطء في الإنتاج.
■ وهل لا تزال صديق «ميلودي»؟
ـ اكيد الترحيب بي قائم. اختلفنا في وجهات النظر، وانتهى العقد ودياً، والمسؤولون ابلغوني انني ابن شاشتهم وسأظل مرحباً بي، والدليل ان اغنيتي الخليجية عرضت على شاشتهم وبقوة.
■ في اغنية «أشوفك» كنت في لقاء مع الشاعرة سارة الهاجري التي نعرفها تدعم انتاجياً المخضرمين من المطربين، اين تصنف نفسك؟
ـ احييها كشاعرة تحب الفن وتدعمه. التقيت خلال الجلسات التي كانت تعقدها الشاعرة الهاجري بالمطربتين فلة وميشلين خليفة. وأعتز شخصياً بأن اكون من بين من اختارتهم وخصوصاً الكبير وديع الصافي، وأعتبر انها تثق بي لأنها عهدت الي بكلامها كي الحنه وليس فقط لأدائه. احببت كلامها، وأحبت لحني، لهذا قررت تصوير الأغنية فيديو كليب وهذا ما اسعدني جداً.
■ لأول مرة تغني اللون الخليجي ما الذي جذبك في كلام «أشوفك»؟
ـ اتابع اللون الخليجي منذ صغري وأشعر بإحساس كبير في هذه الأغنية كتعبير، كما ان اللحن في الأغنية الخليجية عابق بالإحساس، وتجذبني ايقاعاته المختلفة. كانت لي هذه الفرصة، وقد احببت الأغنية لأنها تتضمن الشجن الموجود اصلاً في الأغنية الخليجية. من هذا المنطلق لحنت الشعر وجربت الدخول الى هذا اللون عبر اللهجة البيضاء لتكون الأغنية مفهومة من الجميع كمرحلة اولى. اخترنا الإيقاع عراقياً وإمارتياً، ومن المؤكد ان خياري المقبل للأغنية الخليجية سيدخلني الى صلبها خصوصاً على صعيد الإيقاعات.
■ كيف اعجبت سارة الهاجري بالأغنية التي لحنتها وهي الخليجية الجذور؟
ـ لست في منأى عن هذا. اتابع اللون الخليجي من خلال عدد من الفنانين. وقبل التصدي للحن شعر سارة الهاجري تعمدت تكثيف سماعي لهذا اللون وباهتمام تام، وقدمت اغنية بهوية خليجية اعجبت الهاجري
■ لم يكن مسار الفيديو كليب الخاص بأغنية «أشوفك» سهلاً. صورتها اولاً مع جاد شويري وبثتها الشاشات، ومن ثم سحبت وتمّ تصويرها مجدداً؟
ـ لم تسحب الأغنية من الشاشات بل تمّ مباشرة استبدالها بالكليب الجديد. وكون سارة الهاجري هي المنتجة لم تتلمس الرؤية التي تبحث عنها في اخراج جاد شويري.
■ الم يعرض عليها السيناريو قبل التصوير؟
ـ في بعض الأحيان لا نتمكن من فهم الكليب الا بعد ان يتم تصويره ومشاهدته. رغبت في مشاهدة الأغنية كما تريد وهكذا تمت اعادة التصوير مع المخرجة مي الياس.
■ انها المرة الثانية التي ترفض فيها سارة الهاجري اخراجاً لجاد شويري. اليس من شأن ذلك ان يخلق لك صداماً مع فنان زميل؟
ـ بالعكس تماماً. جاد شويري صديق الى جانب كونه فناناً. تعاونت معه سابقاً وحققت النجاح. في هذه الأغنية وهذا الفيديو كليب لم يكن لي رأي. انه قرار الشاعرة وإنتاجها. كما ان جاد شويري انسان عملي جداً، فقد تمت اعادة تصوير اغنية ميشلين خليفة لكنه حافظ على صداقته معها. وقد كان شويري مهنياً في ما خص كليب «أشوفك».
■ هل للمنتج ان يتحكم؟
ـ في النهاية هي تطمح الى صورة تعبر عن الفكرة التي كتبتها في الأغنية ويحق لها الإعتراض. ومن جهتي اطمح الى ان تبقى الأغنية على الشاشات. وفي التصوير الثاني كنت شخصياً في غاية الرضى وتمكنت مي الياس من تقديم صورة جميلة، ويبقى للناس ان تقارن بين العملين وتحكم.
■ في مطلع الصيف الحالي ماذا تخطط؟
ـ انا حالياً في صدد تصوير اغنية جديدة بعد عرض الأغنية الخليجية. اتعاون مع منتج انكليزي كان الإتفاق معه على تقديم اغنية ذات ايقاع غربي من كلماتي وألحاني، وسنصورها في الأرجنتين قريباً بإدارة المخرج شربل يوسف. هذه الأغنية ستعيدني الى اللون المصري الإيقاعي بعد غياب. ومع نزول هذين العملين سنكون بكل تأكيد مع حركة اقوى على صعيد الإسم والحضور. وصدور الأسطوانة سيكون له وقعه الإعلامي الأقوى. اما على مستوى الحفلات فقد كنت الشهر الماضي في جولة مغربية شملت مراكش وأغادير وطنجة، والحفلات تتوالى في اكثر من مكان.
■ لكل منتج شروطه الا تخشى ان تكون شروط المنتج الأجنبي مضرّة بك كعربي؟
ـ هذا المنتج يوجه انتاجه الى الغرب، احب هذه المرة التوجه الى عالمنا العربي، وكان بيننا عقد لتقديم اغنية واحدة فقط وتسويقها. اذاً الإتفاق هو على اغنية وفيديو كليب.
■ وكيف تمت ولادة هذه الأغنية؟
ـ في الغرب يتم تحضير الأغنية من خلال ورشة عمل، كل يطرح افكاره ويتم المزج والحذف والإتفاق وفق الية المشاركة.
■ «ميلودي» رسخت حضورك في الساحة المصرية. ماذا جنيت من هذا الحضور؟
ـ في طليعة ما جنيته حب الناس والقاعدة الشعبية التي صار بيني وبينها وحدة حال. احب اللون المصري وقد اثبت حضوري فيه. كذلك احب اللون اللبناني وأعد منه حالياً ثلاث اغنيات متتالية. افكر في الإنتشار، وهذا ليس سياسة خاطئة يهدف اليها الفنان. دائماً تسرد الصحافة سؤالاً بديهياً على الفنان بعد غناء اللون الخليجي وهو هل غايتك الإنتشار في الخليج؟ اكيد هذه غايتي ومن حقي الوصول الى اي مكان كفنان. كما انني اعشق غناء كل لون اتمكن منه. في الوقت نفسه انا متمسك باللون اللبناني الذي انطلقت من خلاله.
■ وما هي الأغنيات التي يحبها الجمهور المصري من ايوان؟
ـ ليس قاعدة ان تحقق كل اغنية لبنانية نجاحاً في مصر، لكن اغنية «قول ان شاالله» اللبنانية حققت هذا النجاح. هذه الأغنية هي التي فتحت لي باب الدخول الفعلي الى مصر. كذلك اغنيات «سهران، ولا في الأحلام، اهلاً وسهلاً»، وغيرها من الأغنيات.
■ هل لك حفلات متكررة في مصر وهل يشتاق جمهورها اليك؟
ـ اكيد. عملي تركز في مصر وسكني كان فيها بصورة شبه دائمة. لي منزلي في المهندسين. كذلك كانت لي تجربتي السينمائية ومثلت فيلماً من بطولتي. وفي الوقت نفسه اسعى كي لا اقصر في اللون اللبناني. وبعد الأغنية المصرية ستكون لي اغنيات لبنانية، وأغنية «أكبر كذابي» شكلت عودتي الى اللون اللبناني.
■ كونك شديد الإرتباط بمصر ما هو موقفك من الثورة التي انجزها الشباب المصري؟
ـ كنت سعيداً للغاية. في بعض الأحيان كنت اقول رأيي من خلال «التلطيش» فيأتي الرد المصري «شو دخلك»، فألزم حدودي. لكنني كنت اردد امام معارفي ان مصر درع العروبة، وأرض احمد عرابي، ولها دورها المؤثر عربياً. كما اني في جانب اخر كنت اشعر ان الشعب المصري يستحق حياة افضل على الأصعدة كافة. لهذا كنت سعيداً بالثورة وتابعتها لحظة بلحظة، وإتصالاتي لم تنقطع مع اصدقائي المصريين.
■ وماذا على صعيد المطالبة بالتغيير في لبنان؟
ـ كنت من المشاركين في التظاهرة الثانية لإلغاء الطائفية، وكان لي الكثير من اللقاءات التلفزيونية. سأبقى مع هذا التحرك شرط ان لا يدخله جسم غريب. انا مع الغاء الطائفية في لبنان لأنها علّة كبيرة في جسد الوطن. والنظام السياسي الطائفي من شأنه ان يغذي الطائفية، وأن يعقد سلسلة المشاكل والأزمات.
■ ما الذي جذبك الى فيلم «حفلة زفاف» كي تجسد بطولته؟
ـ جذبني لأنه كان سيناريو خالياً من الغناء. كان قراري ان امثل وأن استطلع ذاتي كممثل وليس كمطرب. خيارهم جاء نتيجة الإسم الذي حققته على صعيد الغناء وليس على صعيد التمثيل. كان دوراً مشوقاً جداً. ومع ذلك اقول وبكل صراحة
انها لم تكن تجربة موفقة كما يجب. الإيجابية فيها انها ادخلتني الى مجال جديد على صعيد العمل وعرفتني الى جمهور جديد هو جمهور السينما. كما اعترف بأن النقاد كانوا ايجابيين جداً معي كممثل، وقد وجدوا حضوري واحداً من ايجابيات الفيلم. والدليل على هذا النقد انني تلقيت الكثير من العروض، ومن ضمنها مسلسل تلفزيوني، لكنني متريث وقصدي ان امنح الغناء حقه.
■ وغنيت «جنيريك» الفيلم؟
ـ لم يكن طبيعياً ان يغنيه غيري.