2012/07/04
روزالين الجندي - البعث
ضمن واقع درامي ضبابي بعض الشيء على صعيد الإنتاج هذا العام، وما فرضته الأوضاع التي مرت وتمر بها المنطقة العربية ككل، وسورية بشكل خاص من حذر على صعيد الإنتاج، يبدو أن هذا الواقع لم يقتصر على القطاع الخاص فقط، بل امتد ليشمل المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، حيث قررت، هي الأخرى، تأجيل تنفيذ بعض الأعمال المتفق عليها مثل: (شرف قاطع طريق والمصابيح الزرق)، للروائي حنا مينه، سيناريو وحوار: محمود عبد الكريم، وإخراج كل من محمد عبد العزيز للأول، وثائر موسى للثاني ولوحات( أنت هنا ) تأليف: شادي دويعر، إخراج علي ديوب، بالإضافة للمفتاح وهو فكرة باسم ياخور، تأليف خالد خليفة واكتفت بتنفيذ أعمال مثل (المنعطف) للمخرج عبد الغني بلّاط الذي انتهى العمل فيه منذ مدة، و(ملح الحياة) للكاتب حسن م يوسف إخراج أيمن زيدان و«سوق الورق» للكاتبة آراء الجرماني إخراج أحمد إبراهيم أحمد وهما لايزالان قيد التصوير، وفيلم تم الانتهاء من تصويره بعنوان «طعم الليمون» تأليف رافي وهبي إخراج نضال سيجري عن فكرة لحاتم علي، وفيلم آخر «رسائل جول» كان من المقرر إنتاجه هذا العام لم يحسم أمره بعد.
هذا وفي الوقت الذي وجد فيه قرار المؤسسة انتقاداً وجدالاً حاداً داخل الوسط الدرامي، خاصة من قبل الأشخاص الذين تم تأجيل أعمالهم بعد أن شهدت جزءاً من تحضيراتها على صعيد استكشاف مواقع التصوير، كما في حال المخرج محمد عبد العزيز، بالإضافة إلى جدال آخر كان يسير في الكواليس والذي يتهم المؤسسة بتهميش المخرجين الذين كانوا يعملون في مديرية الإنتاج التلفزيوني، حيث استبعد، على حد قولهم، معظمهم من إمكانية الحصول على فرصة العمل لصالح أشخاص هم في الغالب من خارج نطاق المؤسسة الحكومية.
واقع فرضته ربما معادلات الربح والخسارة والبحث عن مساحة للمنافسة ربما مع القطاع الخاص، بعيداً عن العقلية التي كانت تحكم وتعيق.. في الوقت ذاته مديرية الإنتاج التلفزيوني -سابقاً- بصفتها مؤسسة إنتاج عامة، محكومة بعقليات ومشاكل القطاع العام في خياراته، والتزاماته الوظيفية، أي تجاه من هم على ملاكه، واليوم ومع احتمال تغيير الذي طال إدارة هذه المؤسسة، ونحن في منتصف الموسم الدرامي، يبدو القلق قد بدأ يعصف في دواخل أصحاب الأعمال التي أُجِّلت، أن يتحول هذا التأجيل إلى إلغاء تام، وهذا ما قد يزعزع آمالاً كثيرة ولدت مع ولادة هذه المؤسسة بأن تكون الحضن الآمن لفكر درامي متقدم يبحث عن القيمة الفنية بمقدار بحثه عن الربح على عكس السياسات المتبعة من قبل أكثرية شركات الإنتاج في القطاع الخاص والتي تضع جانب الربح على الدرجة الأولى من أولوياتها دون أن تعير في كثير من الأحيان القيمة الفكرية أو الفنية للعمل أي اهتمام.
أسئلة ومخاوف كثيرة ستظل مفتوحة على القادم من الأيام وعلى الخطوة التي سوف تتخذها الإدارة الجديدة ما أن يعلن عنها وتبدأ بمباشرة عملها الجديد؟
!.