2012/07/04
اسامة عسل - البيان
في إطار هيمنة تقنية الأبعاد الثلاثية على السينما، وسيطرة الأنماط الترفيهية، كألعاب الفيديو والشخصيات الافتراضية في رسوم (الكوميكس) على موضوعات الأفلام وتقديمها الواقع من خلال قصص مستحيلة ومخلوقات أسطورية هابطة من المستقبل أو خارجة من أوراق الخرافة، تترقب قاعات السينما حول العالم مع بداية موسم صيف 2011 ، عرض أفلام الكوميكس من الطراز الثقيل، بعضها كان قيد التطوير منذ التسعينات والآخر دخل حيز التنفيذ خلال السنوات الماضية، وأصبحت شركة مارفل المتخصصة في إنتاج مشاريع من تلك النوعية أكثر استوديوهات هوليوود شهرة بابتكارها لهذه الشخصيات، وتحويلها إلى أفلام سينمائية ناجحة خلال العشر سنوات الأخيرة.
ويقدم هذا الأسبوع في صالات السينما المحلية فيلم (ثور ـ Thor)، الذي كان قد افتتح في أستراليا يوم 21 أبريل الجاري وستشاهده الولايات المتحدة يوم 6 مايو المقبل.
وهو من الشخصيات الشهيرة التي ظهرت في المجلات المصورة منذ عام 1962، والمعروف أن مارفل مدت الأفلام الأميركية بالعديد من الشخصيات السوبر هيرو، مثل: (وولفرين) و(هالك) و(فانتاستك فور) و(الرجل الحديدي سبايدرمان) وغيرها، وقدمت (ثور) في مسلسل رسوم متحركة من 26 حلقة عام 2008.
وشاركت استوديوهات (بارامونت) في تكاليف إنتاج الفيلم الجديد بالتعاون مع استوديوهات مارفل، ويضم الفيلم الذي أخرجه كينيث براناه مجموعة من نجوم هوليوود، منهم أنتوني هوبكنز في دور الإله النرويجي أودين والممثل الأسترالي كريس هيمسورث، الذي يلعب في الفيلم دور ثور.
والفيلم عمل باهر على المستوى البصري بتقنية العرض ثلاثي الأبعاد مع نسخة عرض 2 أيضاً، ومشاهد أكشن مسبوكة بحرفة عالية، ولا يخلو من بعض المواقف الطريفة، خاصة حين يحاول ثور أن يلعب دور الإله وهو على الأرض.
أما قصة الكوميكس التي نشاهدها سينمائياً للمرة الأولى، فهي مبنية على الميثولوجيا الإسكندنافية، وهي المعتقدات والأساطير القديمة لسكان المناطق الإسكندنافية، قبل تحولهم إلى المسيحية، وتتحدث عن 9عوالم من بينها أسغارد الذي يعيش فيه ما يسمى بآلهة الحرب، تحت قيادة إله الحكمة أودين.
وتتمحور أحداث الفيلم حول ثور، وهو محارب قوي، ولكنه مغرور وتؤدي أفعاله المتهورة إلى إشعال حرب قديمة، حيث ينفى من عالم (أسغارد) إلى الأرض، ويضطر للعيش وسط البشر كعقاب له، وهناك يعرف معنى البطولة الحقيقي، عندما يرسل أخطر شرير من عالمه جيوش (أسغارد) لاحتلال الأرض، فيقوم بالدفاع عنها.
سيناريو الفيلم كتبه كل من زاك ستينتز وآشلي ميللر مؤلفا مسلسل الخيال العلمي (حافة)، وتشارك في بطولته النجمة رينيه روسو التي تلعب دور الملكة (فريجا) زوجة (أودين)، بينما تقود النجمة الشابة ناتالي بورتمان البطولة النسائية في الفيلم بلعبها لدور ممرضة (جين فوستر)، التي يقع ثور في حبها، وأشار نجم هوليوود كريس همسورث (27 عاماً) إلى أنه تعب من كثرة تناول الطعام، الأمر الذي اضطر إليه لأداء دوره للقيام بشخصية ثور، وأوضح همسورث أن أداء دوره في هذا الفيلم تطلب تناول كميات كبيرة من الطعام، حتى يزيد وزنه بالإضافة إلى تدريبات شاقة لعضلاته كي يظهر بالشكل المطلوب.
ورغم ما يلمسه بعض الخبراء من كسل في هوليوود، بتقديم النجاح المضمون بأفلام الكوميكس، فإن خبراء آخرين يرون ذلك استثمارا لنجاح تلك الأعمال ولعباً في المضمون من الشركات الإنتاجية التي تأمل تحقيق عائدات كبيرة، خاصة مع تقديم هذه الأفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد التي تمنح تلك النوعية من الأعمال أكبر قدر من الجاذبية والواقعية، إلا أن حرص الشركات الإنتاجية الكبرى على تقديم هذه الأفلام التجارية يلقى انتقاداً عنيفا بأن هوليوود لا تجدد أو تنوع من أعمالها، خاصة انها تمنح الميزانيات الكبيرة لمثل هذه النوعية من الأعمال، بينما تقتر المال على الأفلام الفنية الجيدة، لأنها لا تحقق الإيرادات المطلوبة في شباك التذاكر، وبالكاد تحقق جزءاً من تكلفتها.